Advertisement

خاص

تقرير لـ"Middle East Eye": هكذا تحافظ تركيا على التوازن الدقيق في الشرق الأوسط

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
06-05-2024 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1195947-638505780722367446.jpg
Doc-P-1195947-638505780722367446.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
رأى موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "الزيارة "التاريخية" التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق الشهر الماضي تُظهر أن تركيا تبنت بشكل حاسم مفهومًا جديدًا للسياسة الخارجية، حيث تسعى إلى التعاون الإقليمي مع التركيز على العلاقات الثنائية. ويقوم هذا المفهوم على ركيزتين: سياسة خارجية موجهة نحو الاقتصاد والتعاون مع دول المنطقة.ومن خلال خلق تبعيات متبادلة متعددة، فإنها تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي. ومن وجهة النظر هذه، تطرح تركيا رؤية لدفع السياسة الإقليمية في الشرق الأوسط. قبل العراق، تواصلت تركيا مع مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وفي الواقع، إن الشرق الأوسط يواجه العديد من التحديات، ويتطلب الأمر توجهاً إيجابياً جديداً".
Advertisement
 
وبحسب الموقع، "لقد أصبحت تركيا دولة نموذجية للمنطقة قبل انتفاضات الربيع العربي عام 2011، لكن توازن سياستها الخارجية تغير منذ ذلك الحين. وقد ساهمت التطورات في الحرب السورية، والنزاعات حول ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط، والصراع الروسي الأوكراني، في إعطاء تركيا الأولوية لإدارة الأزمات في سياستها الخارجية. وفي حين تبقى هذه الأزمات دون حل، فقد تم تأكيد السيطرة والتوازن. كما تمكنت تركيا من الاستفادة من نفوذها في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والمثلث الإيراني الإسرائيلي والولايات المتحدة، في حين أن الميزة التي اكتسبتها تركيا مع أذربيجان في نزاع ناغورنو كاراباخ عززت يد أنقرة الإقليمية. ومع ذلك، لا يزال التنافس الإقليمي بين تركيا وإيران مستمرا، حيث يشكل العراق وسوريا القواعد الرئيسية لهذا التنافس. كما وأجرت تركيا محادثات مع إيران وسوريا وروسيا حول القضايا الإقليمية، وهي تتجه الآن إلى العراق".
 
التعاون الإقليمي
وبحسب الموقع، "منذ الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق عام 2019، كان من الصعب تجاهل استياء الرأي العام من النفوذ الإيراني في البلاد. لكن بينما ضعف نفوذ إيران في العراق منذ اغتيال الولايات المتحدة للقائد الإيراني قاسم سليماني في بغداد عام 2020، فإن أنقرة لا تسعى إلى استبعاد طهران، بل إنها تريد بدلاً من ذلك أن تحتفظ إيران بدور إقليمي، ولكن بطريقة خاضعة للرقابة. فكلما ابتعدت إيران عن العملية، كلما أصبحت أكثر عدوانية.وفي مثل هذا السيناريو، سيكون من الصعب على نحو متزايد تطوير مفهوم التعاون الإقليمي".
 
وتابع الموقع، "في نهاية المطاف، يبدو أن تراجع نفوذ إيران قد تعزز من خلال تبني برنامج حكومي اقتصادي. عندما أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني برنامج حكومته، كانت التنمية الاقتصادية على رأس قائمة الأولويات. ولهذا الغرض، عمل أولاً على قانون الموازنة، الذي لم يقره البرلمان طوال العامين الماضيين، ولأول مرة في العراق، تمت الموافقة على موازنة الثلاث سنوات للأعوام 2023 و2024 و2025 معاً. وهكذا، في عهد حكومة السوداني، فإن العراق يعالج التقدم الاقتصادي والتنمية المستدامة أكثر من السياسة، وقد لاقى ذلك قبولاً واسعاً لدى الشعب العراقي والسياسيين، خاصة بعد انتخابات 2021، وسعيه إلى تطوير علاقات متوازنة مع جيرانه ودول المنطقة".
 
وأضاف الموقع، "العراق هو قاعدة عمليات لسياسات إيران في الشرق الأوسط، ولا تريد طهران أن تخسره بالكامل. على سبيل المثال، لم نعد نرى قادة الحرس الثوري في العراق كما اعتدنا.بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن المجموعات العراقية تفضل تنفيذ عمليات خارج العراق أكثر من داخل البلاد. ويمكن تفسير هذا الوضع على أنه تخفيف إيراني للضغط في العراق. وهذا يوفر لتركيا فرصة ممتازة للتعاون مع العراق، حيث يعملان على الحفاظ على توازن إيران دون استبعادها تماماً. ويبدو أن تركيا ربما تسعى إلى خلق ما يشبه حركة عدم الانحياز التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، ومن الممكن أن يكون العراق هو مركز هذه الحركة، ولهذا السبب أولت تركيا أهمية كبيرة لعلاقاتها الثنائية، حتى أنها اتخذت زمام المبادرة لحل المشاكل السياسية الداخلية في العراق. ويمكن لتركيا أن تفعل ذلك من خلال لعب دور الوساطة والمساعدة في حل المشاكل بين بغداد وأربيل. وكان هذا أحد أهداف زيارة أردوغان إلى أربيل مع بغداد".
 
وختم الموقع، "في الأشهر المقبلة، قد نرى دولاً إقليمية أخرى، مثل المملكة العربية السعودية والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة، تتقدم لدعم المبادرة الاقتصادية التي طورتها تركيا والعراق، وسط حديث عن إمكانية دمج إيران، أو حتى سوريا، في نهاية المطاف في مشروع طريق التنمية. وبالتالي يمكن للمشروع أن يصبح مساهما رئيسيا في الاستقرار في الشرق الأوسط".
 
المصدر: خاص لبنان24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban