Advertisement

عربي-دولي

أمورٌ مخيفة عن "جثامين" في غزة.. إسرائيل تستخدمُ أسلحة غير مألوفة!

Lebanon 24
06-05-2024 | 10:00
A-
A+
Doc-P-1196056-638505944317845051.jpeg
Doc-P-1196056-638505944317845051.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يطرح العدد الكبير من الجثامين المفقودة في غزة أسئلة حول طبيعة الأسلحة المستخدمة، ويتحدث متخصصون عن اختفاء بعض الجثامين من جراء حرارة المتفجرات، عدا عن وسائل البحث البدائية.
 
Advertisement
وبعد مرور 7 أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا تزال طواقم الدفاع المدني عاجزة عن الوصول إلى آلاف المفقودين، والذين وُضِعوا تحت خانة "فقدان بسبب القصف الإسرائيلي".
 
وتتحدث الطواقم عن فرضية أساسية وهي أن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ساهم في عدم العثور على جثامين الشهداء لتتفاقم أزمة الوصول إليهم، عدا عن عجزهم بسبب نقص المعدات اللازمة للعمل.
 
 وتحدّث المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي أسلحة حرارية في قطاع غزة تؤدي إلى تحلل أو انصهار أجساد الضحايا، داعياً إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء متخصصين في الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل، بما في ذلك احتمال استخدامها قنابل تولّد حرارة شديدة تؤدي إلى تحلل أجساد الضحايا.
 
ووثّق المرصد الحقوقي شهادات ومعلومات أولية، وكشف عن جانب مخفي من المستويات المروعة للقتل الذي تمارسه إسرائيل في القطاع، يتعلق بانصهار أجساد الضحايا بفعل قنابل تسقطها طائرات حربية إسرائيلية على المنازل السكنية، واتباع سياسة إحداث دمار هائل في مربعات سكنية بأكملها خلال هجمات الاحتلال على القطاع وسقوط أعداد ضخمة من الشهداء والمصابين، الأمر الذي يثير مخاوف من احتمال استخدامه أسلحة حرارية، أو ما يُعرف باسم القنابل الفراغية. 
 
وتعزّز طواقم الدفاع المدني في غزة رواية المرصد الأورومتوسطي، مشيرة إلى الجثامين التي أخرجتها من عدد من المواقع، خصوصاً تلك التي تعرضت لسياسة القصف الإسرائيلي المعروفة بالحزام الناري، أي القصف المتواصل على نقطة سكنية أو خط سكني كامل، في ظل سياسة تدمير المربعات السكنية.
 
ويشدد أحد ضباط جهاز الدفاع المدني في غزة محمد المغير، في حديثه لـ"العربي الجديد"، على استمرار صعوبة الوصول للجثامين العالقة واختفاء أعداد منها، وسط تأكيد بوجود مفقودين ضمن بيانات ومواصفات الأشخاص في المنطقة نفسها التي تم البحث فيها، في ظل عدم العثور على الكثير منهم.
 
كذلك، تم التعرف على علامات صغيرة تبين هوية بعض الجثث المتحللة من خلال ثياب أو عضو غير متحلل يظهر ملامح الشخص. وخلال حديثه، يقول المغير لـ"العربي الجديد": "منذ الأسبوع الأول للعدوان على غزة، أكدنا استخدام الاحتلال المتفجرات شديدة الانفجار والاحتراق، وهو ما يختلف عن الاعتداءات الإسرائيلية السابقة، لناحية القوة التدميرية وانصهار المباني الخرسانية وصعوبة الوصول للجثامين واستهداف معدات الدفاع المدني. كما أنها المرة الأولى التي يشهد فيها القطاع تدميراً على هذا النحو".
 
ويضيف: "هناك انفجارات وقنابل أطلقها الاحتلال أثرت على بقع جغرافية كاملة، من خلال إشعاعات المتفجرات، بمن فيهم طواقمنا الذين سقطوا بين شهداء وجرحى. وعادة ما تظهر الجثامين خلال عمليات البحث واتباع غرف المباني وغير ذلك، ثم جمع الأدلة من الجيران أو ذوي الشهداء في آخر مكان تواجدوا فيه، في محاولة للوصول إليهم في المكان المقصوف. كما تلاحق الطواقم علامات الدماء أو الأصوات وغيرها. لكن هناك جثامين اختفت نتيجة القوة التدميرية".

ويقول جهاز الدفاع المدني في غزة إن مئات الشهداء كانت مجهولة الهوية بسبب قوة الانفجارات وطبيعة الركام المنفجر مع الجثامين، كما أن نسبة بقايا الجثامين كبيرة، وهي المرة الأولى التي يشهد فيها القطاع نسبة مماثلة. ويتطلب الأمر وجود لجان دولية لتقصي الحقائق، لأن التعامل معها يفوق القدرات التي تدربت عليها الطواقم الطبية، والتي لا تجد أدوات بسيطة للتعامل مع هذه الجثامين.
 
وتشير سجلات الدفاع المدني في نهاية شهر نيسان الماضي إلى تسجيل أكثر من 10 آلاف مفقود لا يزالون تحت أنقاض مئات المباني المدمرة منذ بدء العدوان على القطاع، وتوضح في بيانها أن البحث عن الشهداء المفقودين تحت الركام بالوسائل البدائية تعني أنهم سيستغرقون ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام في حال عثروا على بقايا بعض الجثامين منهم.
 
علامات غريبة على جثامين شهداء في غزة
 
ويتحدث الطبيب الشرعي محمود الطيب، بعد معاينته عدداً من جثامين الشهداء، عن المتفجرات المستخدمة، وقد وصلت جثامين شهداء كانت منتفخة، عدا عن انبعاثات للدخان من مكان الإصابة، على الرغم من مرور ساعات على مفارقتهم الحياة، ما زاد من الحاجة إلى لوازم طبية.
 
ويقول الطيب لـ "العربي الجديد": "خلال هذا العدوان، كانت تظهر على جثامين الشهداء آثار غريبة جداً وانتفاخ غير عادي وتآكل في الأطراف. كما كانت الحروق وألوانها غريبة، ولا تعطي دلالة على أن التحلل هو فقط نتيجة مادة ثقيلة معدنية داخل المتفجرات، وإنما تحتوي على مواد كيميائية ثقيلة. ولا يوجد بطبيعة الحال معامل دقيقة لفحص هذه المواد". 
 
ويضيف: "عملياً، هناك مواد كيميائية عدة للتخلص من الجثث، وأبرز هذه المواد هي حمض الكبريت والذي سبق أن تم دراسته طبياً. وبناء على تجارب سابقة في دول خارجية، استخدم لإذابة الجثامين وتحليلها، ويمكن لهذا المركب الكيميائي إذابة جزء كبير من الأنسجة الجسدية منها الصلبة، وحتى إذابة الأسنان خلال ساعات، وهناك جثامين في غزة لا يعرف أي آثار لها بشكل غير منطقي".
 
ويشدد على أن "ما يمكن تفسيره في ظاهرة اختفاء الجثامين هو تعرّضها لدرجة حرارة عالية جداً منبعثة من الصواريخ الإسرائيلية غير التقليدية التي تستخدم ضمن حرب الإبادة. وترتفع درجة حرارة الصواريخ إلى درجة كبيرة، ما يعرّض الأجساد في المحيط إلى التحلل والانصهار نتيجة الحرارة. وتفسر جثامين الشهداء تعرّضهم لنسبة من تلك الحرارة".

وعاينت الطواقم الطبية في غزة عدداً من جثامين الشهداء، ويشير رئيس قسم الطوارئ والاستقبال في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، محمد ريان، إلى أنه منذ الشهر الأول للعدوان، تكرر وصول حالات تعاني من حروق غريبة نتيجة إشعاعات الصواريخ في محيط القصف، ما أدى إلى انتفاخ في الأجساد، ولا تزال تصلنا حالات مماثلة. 
 
وكان ريان من ضمن الذين فقدوا ذويهم ولم يتم العثور على الأشلاء والجثامين رغم إزالة الركام والبحث بدقة بين المباني. ويشير إلى تكرار حالة تم وصفها بتبخير الجثامين، في ظل عدم العثور على أية دلائل.
 
ويوضح ريان عبر "العربي الجديد" أنّ "الكثير من الجثامين مفقودة، من بينهم زملاء من الطواقم الطبية في المكان نفسه، حيث أخرجت جثامين ومصابون متضررون"، ويضيف: "في الوقت نفسه، كان البعض مصاباً بحروق غير عادية، في الوقت الذي نفتقد فيه المعدات واللوازم الطبية لمعالجة الجروح غير العادية التي تحتاج لعلاج طويل". (العربي الجديد)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك