Advertisement

مقالات لبنان24

عن رصّ الصفوف داخل البيت السني

كلير شكر

|
Lebanon 24
04-03-2016 | 05:46
A-
A+
Doc-P-123335-6367053644934749351280x960.jpg
Doc-P-123335-6367053644934749351280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يوم حطّ سعد الحريري في مطار رفيق الحريري الدولي اعتقد منتظروه كما راصديه أنّ الرجل سيحصر عودته "الثانية" بالاحتفال بالذكرى الـ11 لاغتيال والده، وليذكّر ناسه أنه لا يزال معنياً بالشأن اللبناني وبشؤونهم التي تفيض شكاوى واعتراضات وملاحظات كما الطلبات. ظنّ كثر أنّ رحلة الرجل إلى وطنه الأم لن تدوم أكثر من أيام معدودة يوضّب من بعدها حقائب العودة ليرجع الى الرياض أو إلى باريس. فطالما أنّ أزمته المالية المرتبطة أصلأً بالتعقيدات السعودية وبخارطة النفوذ داخل المملكة، لم تحل، سيصعب عليه أن يمدد فترة مكوثه في بيت الوسط. لكن الرجل صامد الى الآن. حتى أن حراكه الداخلي يعاكس تماماً التوقعات التي سبقتها. لم يهدأ سعد الحريري مذ حطت قدماه على الساحة اللبنانية، ويصرّ رغم كل العوائق والمعوقات الاقليمية المستجدة على انتخاب رئيس للجمهورية. حتى أنّه وللمرة الأولى قصد المحطات الاعلامية التي يملكها ليطمئن العاملين أنّ "الفرج آت" وبدأ جولات مناطقية رغم التهديدات الأمنية التي كان يشكو منها. وأكثر من ذلك قرر الغوص في مستنقع البلديات وهو المتهم بأنّه الأكثر ممانعة ورفضاً لإجراء الاستحقاق في موعده. يلتصق فيه هذا الاتهام لسببين، الأول هو التصحّر المالي الذي يصيبه والذي قد يحول دون قدرته على خوض المعارك الانتخابية لا سيما في المدن الكبرى بـ"رياحة"، أما الثاني فمرتبط بالتشققات البنيوية التي تصيب "تيار المستقبل" والفلك الذي يدور حوله، ما قد يؤدي الى تمزق الجسم "الأزرق" لصالح الخصوم وحتى الأصدقاء المتمردين. ولهذا لم يكن أحد ليصدق أن الحريري سيتحمس للانتخابات البلدية، لولا الانفتاح غير المسبوق الذي سجّله تجاه القيادات السنية الأخرى. وهنا طرح السؤال عن أسباب هذه "الليونة" والتي دفعت به الى القيام بخطوات غابت عن أجندته مذ أن صار حاكماً بأمر الحريريين. هنا، يتبرّع أحد المتابعين الى تقديم اجابة بسيطة يقول فيها "ابحث عن المملكة". يؤكد أن الرياض هي خلف هذا النهج الحريريّ الجديد والذي لم يكن ليقوم به لولا توصيات المسؤولين السعودين لإعادة لملمة البيت السني في لبنان على قاعدة التفاهم وتوسيع اطار الشؤون المشتركة بين أولياء الأمر. لماذا؟ يقول إن الاجابة مقسومة الى أكثر من محور. في الشق الأول هو ردة فعل على التفاهم المسيحي- المسيحي الذي يجعل من هذا البيت محصناً وقادراً على فرض شروطه على بقية اللاعبين اللبنانيين بعدما كان المسيحيون "يصفّرون" حسابهم بفعل انقسامهم بين المعسكرين المتخاصمين. أما اليوم فقد تغيرت المعادلة ما أدى الى تغييرها في المقلب الآخر. أما الشق الثاني فمرتبط بالتوتر الاقليمي وتحديداً بالحملة السعودية بوجه "حزب الله" حيث لا يمكن للرياض أن تواجه الحزب في الخارج بينما هي عاجزة عن رصّ صفوف أبنائها في الداخل اللبناني. هذا لا يعني أبداً أنّها ستضع كل القيادات السنية في خانة الخصومة للضاحية الجنوبية، لكنها بالحد الأدنى ستخفف من حدّة أثقال الخلافات بين هذه القوى. أما الشق الأخير فيتعلق بالزعامة في هذا الشارع. حتى الآن لم يثبت سعد الحريري أنّه الأوحد ولا هو قادر على الحفاظ على زعامته في شارعه في ضوء التسربات الحاصلة سواء على مستوى "الرؤوس الكبيرة" أم المناصرين والمؤيدين. وهكذا تأتي استراتيجية اعادة رصّ الصفوف وفتح الأبواب الموصدة...
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك