Advertisement

مقالات لبنان24

بازار الفضائح تابع.. "رغيف الخبز" مسرطن أم لا؟

فاطمة حيدر Fatima Haidar

|
Lebanon 24
18-03-2016 | 04:44
A-
A+
Doc-P-128999-6367053687526565751280x960.jpg
Doc-P-128999-6367053687526565751280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تكاد كلمة "صحي ومطابق" تمحى من قاموس اللبنانيين، وتستبدل بمفردات الجراثيم والميكروبات والمواد المسرطنة. آخر "إبداعات" ملف الفساد في القطاع الغذائي وصلت الى القمح، ما يعني أن رغيف الخبز، أي قوت المواطن اليومي وبشكل خاص الفقراء والطبقة الوسطى، أصبح "غير مطابقاً للمواصفات". كارثة حقيقية تستدعي حالة طوارئ تنقذ ما تبقى من أمن غذائي في هذا البلد. لكن وعلى عكس المتوقع، فإن الفضيحة كشفت فساداً داخلياً وانقسامات وتقاذفاً للتهم بين الوزارات المعنية، من لحظة الاستيراد إلى الكشف العلمي والإداري وصولاً إلى شروط التخزين في الأهراءات! القمحُ مُسرطَن أم لا؟ وزير يؤكد وثاني ينفي وثالث يتنصل من المسؤولية، وفي النهاية لا جواب شافياً. من المسؤول؟ هنا فُتحت الجبهة على مصراعيها بين وزارة الصحة التي وضعت الإصبع على الجرح كاشفة عن نتائج فحوص أظهرت وجود مواد مسرطنة في القمح، ووزارة الزراعة التي تنصلت قبل أن توجّه التهمة نحو وزارة الإقتصاد، على اعتبار ان مهمتها تنحصر بفحص القمح عند وصول الباخرة، أما سلامة التخزين فتقع على عاتق "الاقتصاد"، لتستنفر الأخيرة وتنفي الأمر من أساسه، مؤكدةً أن عينات القمح سليمة وان "لا داعي للهلع". هكذا، ضاع اللبنانيون وضاع رغيف الخبز النظيف، ودخلت المزايدات السياسية على خط لقمة المواطن. كثرة الطباخين في حديث مع رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور زهير برو، أوضح لـ"لبنان 24" أن "المشكلة بدأت حين كشفت التحاليل المخبرية التي أجرتها وزارة الصحة منذ حوالي شهر، أن بعض عينات القمح تحتوي "الاوكراتوكسين"، فمن أصل 31 عينة، تبين أن 9 عينات تحتوي على مواد مسرطنة". وأضاف: "كإختصاصيين، فإن وجود هذه العينات الملوثة تفتح نقاشاً حول سلامة القمح المستورد إلى لبنان"، مشيراً إلى أن "المشكلة أن تعدد الجهات المعنية بسلامة القمح، تؤدي إلى فوضى"، مشدداً على انه "من الضروري الإسراع بتشكيل هيئة لبنانية لسلامة الغذاء، مهمتها كف يد المعنيين عن تضخيم المشكلة، بدلاً من تحجيمها". ويتابع: "إن تصريح وزير الصحة وائل أبو فاعور كشف مدى الخطر المحدق بصحة اللبنانيين، وخاصة الفقراء الذين يعتمدون على رغيف الخبز كلقمة عيش رخيصة، عملياً كل أنواع الحبوب تحتوي "الأوكراتوكسين"، لكن النسبة المسموح بها من قبل منظمة الصحة العالمية لا تتعدى 5 ميكروغرام في الكيلو، بينما العينات كشفت عن تفاقم النسبة إلى 25". وماذا عن مخزون القمح الذي يحتوي مواد مسرطنة حالياً، يقول برو: "لا نستطيع فعل شيء حيال هذا الأمر، لكن باستطاعتنا الحد من الخطر عبر الكشف بدقة عن إهراءات القمح قبل تسويقها ولحظة استيرادها، وفي حال لم تكن مطابقة، يجب إتلافها". ويضبف إن "مسألة التخزين هي مدخل من مداخل الفوضى، كما تلعب الرطوبة والحراراة دوراً بزيادة نسبة المواد المسرطنة". "الأوكراتوكسين".. سموم فطرية ما هي مادة "الأوكراتوكسين"؟ توضح رئيسة دائرة مكافحة الامراض الانتقالية في وزارة الصحة الدكتورة عاتكة بري لـ"لبنان 24" أن "هذه المادة الموجودة في الحبوب هي عبارة عن سموم فطرية، أي نوع من العفن يتكون في أطراف أكياس القمح، وحين تدخل الجسم يمكن أن يؤدي إلى نشوء خلايا سرطانية". وتشدد من جهة أخرى على أن "مراقبي وزارة الصحة يأخذون عينات بشكل دائم للتأكد من سلامتها". وفي إطار توسيع حملة سلامة الغذاء، تجري وزارة الصحة حالياً فحوصات دورية على اللحمة والدجاج لتحديد نسبة الأنتيبيوتيك فيها، بوصفه مادة مضرّة بالصحة. كما أن البحث مستمر للتأكد من سلامة أصناف غذائية أخرى، بحسب تصريح أبو فاعور، لكن هذه المرة لن يقع أي خبر يخص الصحة كالصاعقة على اللبنانيين، إذ أصبح لديهم مناعة قوية ضد "مفاجآت" هذه الوزارة ووزيرها صاحب المفاجآت. هكذا هو حال لبنان، في السياسة كما في الأمن والاقتصاد والصحة والمسؤوليات. سين وجيم، أخذٌ وردٌ، وتقاذف تهم ومسؤوليات، كل هذا في العلن، اما ما يُخفى فهو الأعظم والأخطر.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك