Advertisement

مقالات لبنان24

ماذا يقول العلم عن التلوّث في بحر لبنان وماذا عن تناول أسماكه؟

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
22-04-2016 | 01:45
A-
A+
Doc-P-143223-6367053796338047011280x960.jpg
Doc-P-143223-6367053796338047011280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
هل بحر لبنان ملوّث؟ هل أدّت أزمة النفايات التي استمرّت تسعة أشهر الى تلويثه؟ هل بامكان اللبنانيين السباحة والاستمتاع بالصيف المقبل وما هي المخاطر؟ وهل يجب الامتناع عن تناول السمك "البلدي"؟ هذه الأسئلة وسواها طرحناها على مدير المركز الوطني للعلوم البحرية دكتور غابي خلف كي نستقي اجابات علمية موضوعية، بعيدا من موجة التوقعات والتحليلات الدائرة في الاعلام ومجالس المواطنين! وفي حديثه لموقع "لبنان 24"، عرّف خلف بداية بالمجلس الوطني للعلوم البحرية لافتاً الى انه "مؤسسة علمية تابعة للمجلس الوطني للبحوث العلمية، وتخضع مباشرة لرئاسة مجلس الوزراء". منذ تأسيسه (قبل حوالى 40 عاماً) وضع برنامجاً واضحاً يهدف الى مراقبة الشاطئ اللبناني وعمل على تطبيقه فأنشأ شبكة رصد مكوّنة من 25 نقطة على طول الشاطئ اللبناني (من العريضة الى الناقورة)، وتمثل هذه النقاط المسابح الشعبية، الشواطئ الرملية والصخرية، مصبات الانهر والصرف الصحي...، اي انها تمثل الشاطئ كلّه. يقوم المركز بزيارة هذه النقاط مرة كل شهر لاخذ عينات من المياه والتربة والاحياء البحرية فيفحصها ويصدر نتائجها. ويقول خلف ان المركب العلمي "قانا" المقدم من الحكومة الايطالية ساهم كثيرا في تحسين الاداء بفضل تقنياته المتطوّرة، ومكّن الباحثين من الوصول الى اماكن جديدة في البحر . منذ 35 عاما وحتى اليوم، يعمل المركز على اجراء الفحوص بشكل متواصل ومنتظم ويتابع التطورات الحاصلة في البحر، وعليه لا يُستند الى فحص واحد او نتائج فحوص اجريت في خلال سنة واحدة لتقييم البحر ومدى نظافته او تلوّثه، بل الى مسار تراكمي عل مرّ السنوات. بحر لبنان ملوّث؟ "نعم...ولكن"، يجيب خلف، موضحاً ان "الاجابة العلمية على هذا السؤال لا يمكن ان تُختصر على هذا الشكل". أنواع التلوّث يشرح ان ثمة ثلاثة انواع من التلوّثات البحرية يمكن تمييزها: -التلوّث الفيزيائي او الجمالي: ويشمل مكبات النفايات الى جانب البحر (مكب صيدا وبرج حمود سابقاً)، ردم البحر، شفط الرمول، هدم المصاطب البحرية، الصيد بالديناميت.. هذا النوع من التلوّث يؤدي الى تشويه منظر البحر بالاضافة الى قتل الاحياء البحرية وتالياً الحاق الضرر بالتنوع البيولوجي. - التلوّث الكيميائي: وهو النوع الخطير كونه لا يتفكك بل يتراكم في الاحياء البحرية ويتسبب باضرار على الحيوانات البحرية والانسان. مصدره عادة المعامل القريبة من الشاطئ وخزانات الفيول والمعادن، وفي لبنان نلحظه في الزوق، سلعاتا، طرابلس (المرفأ الصناعي)، الدورة-برج حمود وصولا الى انطلياس، في صيدا الشمالية، مصب الهاشمية (حيث توجد نسبة عالية من مادة "الكروم"، وفي شكا (معامل الترابة). - التلوّث البيولوجي العضوي: هذا النوع يتفكك بسهولة وتصل نسبته في بحر لبنان الى 50 في المئة بسبب الكثافة السكانية على الشاطئ وغياب محطات التكرير ومعامل تدوير النفايات. مصدره النفايات العضوية ومياه الصرف الصحيّ. يُلحظ التلوّث العضوي بنسبة كبيرة جدا في منطقة الرملة البيضا حيث يسبح الناس فعلياً في مياه "المجرور" ( بحسب احد الفحوصات تبيّن وجود 40000 بكتيريا في 100 ملل من المياه علماً ان المعدل هو 100 بكتيريا في كل 100ملل)، في المنطقة الممتدة من الدورة الى انطلياس (أظهر احد التحاليل نسبة 70000 بكتيريا)، في طرابس وراس بيروت. مخاطره على الانسان تتجلّى بطفح جلدي واحمرار في العينين وحساسية. ويلفت خلف الى ان اكثر من نوع من هذه التلوثات يمكن ان يتواجد في مكان واحد. اذاً، عندما يُحكى عن تلوّث في البحر، يفضل تحديد نوعه ومكان تواجده. على سبيل المثال، يشير خلف الى ان شواطئ صور والناقورة وأنفة شبه خالية من التلوّث. ماذا عن تأثير ازمة النفايات على البحر؟ علمياً، وبحسب الفحوص التي اجريت مؤخراً، لم يُكتشف اي ارتفاع في نسبة التلوّث، يقول خلف، موضحاً ان نسبة التلوّث لا زالت على حالها راهناً وترادف نتائج السنوات السابقة. ويعقب: "ثم اننا اذا اجرينا فحصا ولاحظنا ارتفاعا في التلوّث في منطقة ما، فهل هذا يعني حكماً انه ناتج من ازمة النفايات؟! ليس بالضرورة..." ويشدد خلف على ان ازمة النفايات كانت كارثية وما كان يجب ان تحصل، وقد ادّت الى اصابة اشخاص بامراض تنفسية وجلدية، لا سيّما وان دراسة اجراها كل من الجامعتين الاميركية واليسوعية والمجلس الوطني للبحوث العلمية اظهرت ارتفاعا في نسبة "الديوكسين" المضرّ بالصحة، وهو ناتج من حرق النفايات. ولكن حتى الساعة، وبحسب التحاليل العلمية، لم يتأثر البحر سلبا بشكل ملحوظ بالنفايات. وماذا عن مطمري كوستابرافا وبرج حمود؟ يقول خلف انه اذا ما تمّ بناء حائط يمنع انزلاق النفايات، وعُممت تجربة مكب صيدا عليهما، فلا داعي للقلق. وبرأيه، ما حصل في صيدا كان من انجح الحلول اذ ازيل جبل النفايات وشُيّدت حديقة واقيم معمل لتدوير ومعالجة النفايات والافادة منها، وها هو البحر هناك يتخلص رويدا من التلوّث، لا سيّما بعدما تمّ تنظيف قعره من النفايات الصلبة. أين نسبح واي مناطق نتجنب؟ ويقيّم خلف (استنادا الى التحاليل العلمية) الشواطئ اللبنانية بدءا من الجنوب حيث تعدّ محمية صور والناقورة من الشواطئ الممتازة، صيدا المسبح الشعبي بات نظيفا، الدامور (جيّد)، الجيّة (مقبول)، الرملة البيضاء وصولا الى انطلياس منطقة ملّوثة جداً عضويا وكيميائيا، نهر الكلب (وسط)، جونيه وطبرجا ملوّثة عضويا (مياه الصرف الصحي)، جبيل وعمشيت (جيد جدا)، البترون (جيد)، سلعاتا (سيء)، عند معامل شكا (سيء)، رأس شكا (ممتاز) (فيها تنوع حيوي ملحوظ)، عند معامل التربة في شكا (سيء جداً)، انفة (ممتاز) (ستصبح محمية بحرية)، طربلس (سيء جدا) (يصفها بالكارثية)، المنية والضنيه (وسط)، وعكار (جيّد). ماذا عن الأسماك؟ يستذكر خلف الفترة ما بعد حرب تموز حيث تلوّث البحر بالنفط، حينها اطلّ عبر الاعلام داعيا المواطنين الى عدم الخوف من تناول الاسماك (لانها تهرب من النفط) وعدم تناول الصدفيات والمحار و"التوتية" لأنها تتلوّث. ويشرح ان الاسماك بطبيعتها قادرة على التخلّص من التلوّث البيولوجي، اما فيما خصّ التلوّث الكيميائي فان مكوثها في منطقة ملوّثة كيميائيا على مرّ سنتين واكثر يراكم في جسمها هذه الملوّثات. وبالنسبة الى الانسان، فعليه ان يتناول اسماكا ملوّثة كيميائيا بشكل يوميّ ولفترة طويلة حتى يراكم جسمه هذه المواد (والتي تؤدي الى حصول خلل في الجينات وامراض سرطانية).
Advertisement
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك