Advertisement

مقالات لبنان24

من المتني إلى التويني.. عن شهداء الصحافة وأزمتها

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
06-05-2016 | 05:05
A-
A+
Doc-P-148830-6367053842314065451280x960.jpg
Doc-P-148830-6367053842314065451280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
الديموقراطية توأم الحرية، وهما أساسٌ في الإعلام وظيفةً ودوراً، بما أنهما يعنيان إرادة دائمةً للتجدد والإصلاح والتقدم والمشاركة، بالحوار وتبادل الآراء والنقد الهادف من دون اعتبارات مسبقة وحسابات ظرفية. وبهذا المعنى، يكون الاحتفال بذكرى شهداء الصحافة في كل عام مناسبة للتذكير بأن جوهر رسالة الصحافة إنما هي التعبير عن إرادة المجتمع وطموحه، وفتح الباب أمام التنوع والاختلاف في التوجهات والآراء السياسية والاقتصادية والثقافية والتي تمثّل أساس مشروعية أي حكم ونظام وقوة اي مجتمع وشعب. ذلك أن وظيفة الصحافة الأولى هي توسيع دوائر الحوار وحلقات النقاش والتفكير السياسي. قبل فترة وجيزة، كشفت ثلاث صحف لبنانية عريقة عن معاناتها من أزمات مالية، وأنها تريد تخفيض عدد موظفيها للمرة الثانية أو الثالثة. وفاجأت إحداها الرأي العام اللبناني والعربي بأنها تعتزم الاقفال النهائي!! لكن ما الذي يدفع صحفاً ومؤسسات بهذا الإرث الكبير إلى الإقفال؟ في الوقائع، تعاني الصحف المحلية مثلها مثل صحف عالمية كبرى من الكساد الكبير لمصلحة الفضائيات والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي يمكن من خلالها متابعة الاحداث لحظة بلحظة من دون انتظار نشرات الأخبار أو طبعات الصحف، بل إن كثيراً من الأخبار ما عادت الصحف قادرة على رصده وتغطيته. وفيها أيضاً أن مداخيل الصحف ومواردها المالية قلّت، سواء ما كان يأتي من جهات راعية أو تلك التي تأتي من الإعلانات، خصوصاً وأن الأزمات الاقتصادية جعلت من قطاعات عدة كاسدة بإعلان أو من دون إعلان. وفي الوقائع أيضاً ما أفرزته الأزمة مع دول الخليج التي كانت تحتاج الصحف اللبنانية للدعاية والإعلان، لشخصياتها وسياساتها؛ بالنظر لموقع لبنان وصحفه في المنطقة وفي العالم، والآن صارت لدى دول الخليج فضائيات وصحف متميزة. لا شك بأن واقع الإعلام اللبناني مأساوي، لكن ذلك لا يعني ـ ولا ينبغي له أن يفعل ـ نعي هذا القطاع فهو أعرق قطاع صحفي عربي منذ منتصف القرن التاسع عشر، ورموزه أسسوا في لبنان ومصر ولاحقاً الخليج مناهج ومدارس وتركوا أبلغ الأثر، ما يستوجب تفكيراً معمقاً في اجتراح الحلول، ولا ضير في القول بأن على الإعلام مراجعة مدى التزامه برسالته، إذ لا قيمة ولا وزن ولا مصداقية لرأي يظن صاحبه أن الاعتراض على كل شيء فضيلة الفضائل. في مجتمع سياسي ديموقراطي تعددي كلبنان يتركز جزء من مسؤولية الإقرار بالمشتركات ومراكمتها على وسائل الإعلام التي تجد وظيفتها الأولى الاسهام بتوسيع دوائر الحوار وحلقات النقاش بين اللبنانيين، وفي مقاربة الأحداث بموضوعية ودقّة ومصداقية وأمانة، وقبل ذلك في رؤية المشكلات، واجتراح الحلول بروح من الاعتدال والوسطية، واستلهام القيم الوطنية والإرث الميثاقي العريق بين اللبنانيين، وهي القيم التي مات لأجلها وبسبب منها شهداء كبار من الصحافة خلّد التاريخ أسماءهم، من فيليب وفريد الخازن وأحمد طبارة ورفاقهم (1916) إلى نسيب المتني (1958) وكامل مروة (1966) والنقيب رياض طه وسليم اللوزي (1980)، وصولاً إلى سمير قصير وجبران تويني (2005) ولائحة الشرف تطول.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك