Advertisement

مقالات لبنان24

ورقة حلب ترسم مستقبل الاسد.. وأوباما "بطة عرجاء"

فاطمة حيدر Fatima Haidar

|
Lebanon 24
06-05-2016 | 05:07
A-
A+
Doc-P-148867-6367053842582384491280x960.jpg
Doc-P-148867-6367053842582384491280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لمناسبة عيد النصر الروسي على النازية، أرسل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الخميس، رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعد بها الأخير بـ"النصر النهائي" في حلب، قائلاً بلهجة الواثق من نفسه: "رغم شراسة الأعداء وقساوة العدوان ورغم حجم التضحيات والآلام، فإننا لن نقبل بأقل من دحر هذا العدوان وتحقيق الانتصار النهائي"، وذلك بالتزامن مع إعلان هدنة في المدينة مصدرها اتفاق روسي– أميركي لتوسيع نطاق التهدئة في سوريا. وعلى وقع الغارات الكثيفة والإشتباكات العنيفة بين فصائل المعارضة السورية والنظام، التي أرهقت حلب وحولتها إلى مدينة الأشباح، ووسط تنديد دولي بـ"المجازر" التي وقعت في صفوف المدنيين والمرافق الطبية، والتي صنفتها الأمم المتحدة كـ "جرائم حرب"، ما هي أهداف أطراف النزاع في المدينة التي تعد أكبر المحافظات السورية من ناحية تعداد السكان، وهل ستغير "ورقة حلب" سير المفاوضات في جنيف وتحديداً مرحلة الحكم الإنتقالي المتفق عليه شكلياً، حتى الساعة؟ حلب بوابة "جنيف 3" يؤكد المحلل السياسي سامي نادر في حديث مع "لبنان 24" أن "التصعيد في حلب في الفترة الاخيرة هو بمثابة محاولة من قبل النظام السوري لحسم الأمور عسكرياً، وبالتالي حرف مسار مفاوضات جنيف والقرارات الدولية من مضمونها المتعلق خصوصاً بالحكم الانتقالي، وذلك استغلالاً لموقف المفارض الأميركي الضعيف في "سنة البطة العرجاء"، أي مع قرب انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما، وبالتالي فإن الإدارة الاميركية ليست في وارد اتخاذ أي مبادرة في أيامها الاخيرة لتغيير موازين القوى أو لعب دور المخطط في المنطقة". ويلفت إلى أن "هذا هو السبب المباشر الذي حث المعارضة السورية على تعليق المفاوضات، ويتابع شارحاً: "المعارضة تصطدم حالياً بهذا الواقع، لا سيما وأن المفارض الأميركي، الداعم الاساسي لها، تخلى عنها بشكل غير مباشر، لذا ترى المعارضة أن لا جدوى حالياً من توسيع نفوذها الميداني، بينما يرى النظام أن انحسار تأثير الإدارة الاميركية الحالية لاقتراب انتهاء أيامها من السلطة هو فرصة ثانية بالنسبة له، وهو يحاول استغلالها إلى أبعد، كما أن التعويل حالياً على الموقف الروسي". أوباما عاجز.. وإذ تذهب بعض التحليلات إلى القول بأن الرئيس أوباما يحاول جاهداً تعزيز صورته وإرثه قبل انتهاء ولايته من خلال حل أزمة سوريا والضغط المباشر لإيجاد حل، يسأل نادر "ما هي عناصر التأثير الأميركي على الأرض حالياً"؟ ويجيب: "إذا غادر أوباما مكتبه والحرب في سوريا قائمة، فهذا سيكون بمثابة الكارثة، لأن التاريخ سيسجل أن الكارثة حصلت وبقيت واستمرت في ظل صمت وعجز أميركي واضح، لذا صحيح أن اوباما يحاول انهاء الأزمة، لكنه ليس قادراً وحده على إدارة الأمور"، لافتاً إلى أن "الإدارة الأميركية أوقفت حالياً المساعدات اللوجستية والعسكرية لفصائل المعارضة، وتعمل على محور تهدئة، ولهذا السبب تراجع أوباما عن مخططات التدخل العسكري المباشر في سوريا والتي قدمتها أجهزة الاستخبارات الأميركية أكثر من مرة"، مع الإشارة إلى أن هذا التراجع أزعج السعودية التي صرّح سفيرها في واشنطن وقتها (وزير الخارجية الحالي) عادل الجبير: "إيران هي القوة الكبرى الجديدة في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة هي القوة القديمة". روسيا لا تريد الضغط على الأسد وعن مساعي الخارجية الأميركية مع الجانب الروسي للضغط على الأسد لوقف الأعمال القتالية في المدينة واستئناف المفاوضات، يقول نادر: "أي تسوية في سوريا حالياً ستكون هشة وغير قابلة للحياة"، موضحاً أن "النقطة المحورية في سوريا لم تحسم بعد، أي الإتفاق على بنود ومندرجات الحكم الإنتقالي، فالنظام يعتبر أن هذا الإتفاق يشمل حكومة جديدة فقط، بينما تشدد المعارضة على أولوية رحيل الأسد، أي حكم جديد بكل المعايير، ويقف الطرف الأميركي عاجزاً عن الضغط على روسيا، فيما الاخيرة "لا تريد" الضغط على الاسد، لأهداف وغايات تخصها، مع العلم أن باستطاعة روسيا الإستفادة من هذا الموقف أكثر". أهداف معركة حلب.. أما عن أهداف النظام السورية في معارك حلب والتي أسفرت وفق آخر التقارير عن مقتل أكثر من 270 مدنياً، يشير نادر إلى أن "الأسد يريد إبقاء السيطرة أولاً على كل المدن الأساسية في سوريا، أي دمشق (العاصمة السياسية) وحلب، (العاصمة الإقتصادية)، لأهداف عدة أهمها إزاحة تركيا من المعادلة عسكرياً، من خلال قطع ممر أعزاز، أي خط التواصل بين فصائل المعارضة وتركيا، وبالتالي هو يعتبر أنه بهذه الخطوة يستطيع تغيير موازين القوى على الأرض، أما الهدف الثاني فهو الامساك بزمام الامور في المدينة للضغط على المعارضة لإخضاعها". هكذا تبدو لعبة شد الحبال في سوريا مستمرة بين الأطراف المتنازعة، وفي الطريق إلى ما ستؤول إليه مفاوضات جنيف، تحتاج المأساة السورية إلى "صحوة ضمير" أو معجزة "إنسانية" وليس سياسية أو عسكرية فحسب.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك