Advertisement

مقالات لبنان24

بين ليلة وضحاها.. تحوّل لبنان إلى جنّة!

كارلا أبي شهلا

|
Lebanon 24
10-05-2016 | 06:48
A-
A+
Doc-P-150687-6367053856057499281280x960.jpg
Doc-P-150687-6367053856057499281280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
"نهضة وتجدد".. "عطاء وبناء".. "لغد أفضل وأجمل".. شعارات تعكس جوّ الهدوء والرقي وكأنك تعيش في الجنّة والنعيم. أفكار صاخبة وصارخة بالتطوير والإنماء، في برامج مفعمة بالحياة، تصدم المواطن بمثاليتها ونموذجيّتها، فتدغدغ إحساسه بالانتماء والوطنية، ليشعر معها بالرغبة المستميتة لرؤية مشروع جديد يرفع من قيمة قريته أو مدينته، ويعيد له الأمل بمنطقة آمنة وجميلة، تتسع لمساحات خضراء خالية من النفايات، وتحتوي على بنىً تحتية لائقة. صورةٌ نمطية نشاهدها مع اقتراب موعد كلّ انتخابات، إلّا أن هذه المخططات التي لا تُبرز براعة المرشحين إلّا بمواهبهم الإبداعية، غالبًا ما تبقى حبرًا على ورق، مع بعض الإستثناءات التي تكسر القاعدة، مؤكدة صحتها. هذه الحالات الضئيلة والناجحة، ترسم نجاحًا للمستقبل، فإمّا ترتقي بأصحابها، لينجحوا في دورة جديدة من الانتخابات، أم تسحبهم نحو الخسارة، بسبب غيورين يسعون للاستفادة مما حققه أسلافهم. فتفوز بلدية جديدة، تتكئ على إنجازات سابقة، وتكتفي بها. وفي معظم الأحوال، حيث تغيب المشاريع الإنمائية والأعمال المقترحة في الحملة الانتخابية، يكون عمل البلدية "الفاشلة"، مركّزاً على الفوز مجدّدًا لتغطية كلّ أخطائها، أمّا في حال الخسارة، فتسعى البلدية الجديدة على رمي كلّ المسؤولية على من سبقها، من دون القيام بأي جهد لإنجاز ما هو جديد. وبعيدًا عن الأجندات السياسية والحزبية، والمشاريع المفاجئة، تأتي أسماء اللوائح المفخّمة والضخمة بمعانيها، التي لو تحققت على أرض الواقع، لكان لبنان بمختلف قُراه ومناطقه ومدنه بألف خير، يعيش الرفاهية والامن والاستقرار، وسط أجواء من الحضارة الراقية والثقافة المنفتحة التي يُروَّج لها من كلّ حدب وصوب، فالعديد من التسميات تحمل كلمات الحوار والاتفاق، وأخواتها مثل: لائحة رعشين تجمعنا، لائحة زوق مصبح تجمعنا، لائحة معًا نبني في كترمايا، لائحة برجا تجمعنا، لائحة الائتلاف القرطباوي، لائحة الحوار الدائم في العاقورة، وإلى ما هنالك من شعارات. وللجمال والإنماء مكان واسع، لما احتلّ هذا المركز الكبير في الحملات، لو اكتفت البلديات السابقة، على الأقل، بالحفاظ على البيئة من الأساس، إذ أن الجمال مولود من الطبيعة، غير أن طموح المرشحين للوصول إلى "الحلاوة" واضح في هذه اللوائح: جبيل أحلى، الإنماء المستمر في مزرعة الضهر (الشوف)، نهضة الوادي في وادي شحرور العليا، وجونية التجدد.. على أمل أن تتحقق أهدافهم المنشودة في العبارات الشعرية، فتصبح واقعًا ورديًا. وفي حين تعمل أغلبية اللوائح على تسليط الضوء في شعاراتها على الوفاء والشباب وكلمتهم الحرّة، إليكم هذه التسميات: الوفاء لجونية، صوت الناس في صيدا، الغينة الوفية، القرار الحر في المنصورية المكلس الديشونية، نبض زوق مكايل، الزوق حرة وبسكنتا القوية.. الوفية. كذلك، للانتماء حصّة كبيرة أيضًا، بحسب ما ورد في اللوائح التالية: بيروت مدينتي، البيارتة، حمانا هويتي، قرار حالات، أرضي هويتي في القاع، لائحة مزرعة الضهر بالقلب. أمّا عن الغد، فالكلّ هو الأول.. ما بين لائحة عين المير الغد (جزين)، بيصور الغد، يحشوش الغد، وترشيش أولا والشياح أولا.. فمن سيكون الأخير؟ مع كلّ هذه التعابير الفضفاضة، التي من المتوقع أن تبقى خارج إطار التنفيذ.. عالوعد يا كمون، باقون!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك