Advertisement

مقالات لبنان24

الفائز الأكبر في الانتخابات البلدية.. غير لبناني!

كارلا أبي شهلا

|
Lebanon 24
18-05-2016 | 06:17
A-
A+
Doc-P-154440-6367053886778677271280x960.jpg
Doc-P-154440-6367053886778677271280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحتدم المعارك السياسية في لبنان، يومًا بعد يوم، ومع أن بيروت والبقاع كما جبل لبنان تخطوا المخاض الصعب، بعملية سليمة، ومن دون مشاكل أمنية تُذكر، تتجه الأنظار إلى الشمال والجنوب التي لن تحمل الكثير من الحروب البلدية والمفاجآت، خصوصًا وأن اتجاهاتها واضحة وشبه محددة مسبقًا. أبرز ما ستنتجه هذه الإنتخابات، بلديات جديدة بغضّ النظر عن استحقاق الفوز أم لا، ومخاتير سيلبّون احتياجات المواطن من وثائق تعريف ومعاملات شخصية، بالإضافة إلى رؤساء قد يُنجزون الكثير، وقد يسكرون ويكتفون بالمركز واللقب والتهاني، من دون تقديم أيّ شيء، لما هو أساسًا لا يشكل سوى وظيفة جديدة لهم فقط. في السياق ذاته، تخلق هذه العمليات، مشاكل كثيرة، تفوق كميّة التوافق، خصوصًا في القرى حيث تتخذ الانتخابات منحىً عائليًا، فالسياسة هي أصلًا في أزمة، أمّا العائلات فتتوتّر الأجواء فيما بينها ظرفيًا مع اقتراب هذا الموسم. يختلف الجار مع جاره، والشقيق مع شقيقه، وأحيانًا الأب مع ابنه، وقد تمتدّ حماوة الإشكالات لفترات طويلة تتعدّى سنوات المجالس البلدية في بعض الظروف. أكبر الفائزين؟ في المقابل، وبعيدًا عن الخسارة، يمكن القول إن أكبر الفائزين في هذه المناسبة ليس بالطبع المواطن ولو كان يتلقى مالًا ورشاوى، أو ما يُسمّيه المرشحون بـ"خدمات"، ولا حتّى من نجح في الاستحقاق بنسبة أصوات مرتفعة، بل من صَنَع الحملات الانتخابية وروّجها؛ بدءًا من الخطّاطين الذين كتبوا الكثير والكثير من اليافطات والشعارات، خصوصًا في البلدات الصغيرة حيث ما زالوا يفضلون خطّ اليد على الطباعة، مرورًا بالمطابع التي طبعت يافطات ومناشير تحتوي على البرامج الانتخابية، ولوائح الانتخاب الموزّعة على المقترعين، كما على القبعات والقمصان التي تحمل أسماء اللوائح المتنافسة وشعاراتها، وصولًا إلى شركات الإعلانات والتسويق، خصوصًا في المناطق الكبيرة والمدن، كما شركات العلاقات العامّة التي تهتمّ بصورة المرشحين اللائقة تجاه المنتخبين. أمّا الفائز الأكبر، وربّما الرابح الوحيد، من دون أي تكلفة ولا خسارة، فهو من دون أي شكّ مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا "فايسبوك"، الذي غصّ بحملات تشجّع لائحة وتدعم أخرى مضادّة، تقف بجانب مرشح وتساند آخر. "فايسبوك" الوحيد الذي لم يأخذ طرفًا.. هو الوسطي الوحيد الذي دخل كلّ المناطق من دون أي "فيتو" ولا بطاقة هوية ولا حتى رشوى، ولو لم يحمل القدرة على الانتخاب، ولم يتخطَّ السن القانونية لذلك. كلّ ذلك، مع الإشارة إلى أن الحملات الكثيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تأخذ دائمًا مجراها الصحيح، مع الكثير من الاستثناءات بالطبع، إذ ما زلنا حتى الساعة نشاهد حملات ومناشير لمناطق مختلفة من جبل لبنان والبقاع، بالرغم من ختم الاستحقاق في هذه الأقضية، ما يشير إلى عدم ضبط وقت الحملة بالشكل المناسب. كذلك، لم ينجح الكثيرون، بتحديد الجمهور المناسب، فإن كنت من سكان بيروت، والأصل من الشمال، لا بدّ من أنك رأيت إعلانًا ترويجيًا على صفحتك على "فايسبوك" لبلدة في جبل لبنان أو في الجنوب، وإن كنت من البقاع وتسكن في الجنوب، قد يقع نظرك على منشور يروّج لمنطقة في الشمال أو في جبل لبنان، ما لا يتطابق مع التوجّه الرئيسي للائحة المرشحة لمنطقة معيّنة. كلّ ذلك، يدلّ على إخفاق البعض، خصوصًا في وسيلة التسويق الأقرب لجيل الشباب، مع التأكيد مرّة أخرى، أن القاسم المشترك بين كلّ البلديات في مختلف المناطق، وأن الفائز بالنّسبة الأكبر من الجمهور ومن الأموال المدفوعة، ليس إلّا مارك زاكربرغ، وموقعه "فايسبوك".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك