Advertisement

لبنان

قَوّصو.. وما تِطلَع عالبيت

Lebanon 24
23-05-2016 | 23:16
A-
A+
Doc-P-157043-6367053906510250031280x960.jpg
Doc-P-157043-6367053906510250031280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
صدقوني، كلّها محطتان أو ثلاث بالأكثر، ونصل في هذا الميكروباص الذي نسمّيه "مجتمعنا" إلى وجهتنا الأخيرة والمحتومة، وهي قفا الجحيم، حيث يخدم حصراً المتخلّفون عقلياً من الشياطين، المكلّفين من بعلزبول شخصياً بوضعنا في علّاقة مفاتيحهم واغتصابنا طوال الأبدية ومتى يحلو لهم انتقاماً منّا على عطر التخلّف المنبعث من عقليتنا النتنة. بالأمس، نام ثلاثة اطفال وحيدين في أسرّتهم المهجورة من الأمان بلا عين والدهم الخائفة على مستقبلهم، واضطجعت امرأة وحيدة في سريرها البارد، واتكأت أم مفجوعة على حافة نافذة مطبخها تشتمّ رائحة ولدها المتبقيّة في الجوّ، لأنّ رصاصة وضيعة لا يتعدّى ثمنها 1000 ليرة سلبت وسام بليق حبّه لعائلته واندفاعه للمساعدة وشغفه بكرة القدم، وحوّلته إلى إسم جديد زجّ به في لائحة أسماء الذين قتلوا غدراً بقوة السلاح غير الشرعي و"المشَلقَح" في صالونات الطائفية والتزلّم. موت وسام بليق ليس درساً لأننا شعب لا يتعلّم، موته لا يمكن أن يكون عبرة أو مثالاً لأننا جميعنا تخرّجنا بتفوّق من مدارس الميليشيات المسيحية والإسلامية ومبادئها السماوية، ولا نكترث أصلاً للأمور الأرضية... موت وسام بليق ليس غير رصاصة أخرى تُطلق على جثة الكيان اللبناني لنتأكّد أن لا محالة لانبعاثه من جديد، وأنّ طائر الفينيق، وإن نهض بأعجوبة، لن ينهض أكثر من راس معسّل أو متجسداً في سيخ شاورما على دجاج. السلاح هو الأيقونة الوحيدة التي لا تختلف عليها كافة شرائح المجتمع اللبناني، وهو العنوان الوحيد الذي يتناقشه الرجال على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم وتوجّهاتهم في صالونات البلد الثقافية، عفواً في مقاهي الأراجيل، حيث تعلو أصوات بطولاتهم فوق خبطات المحبوسة والفرنجية ليعبق بها الجوّ بكلّ ما يتحمّله من عنف وبغض وكراهية وإجرام. شربل وحسين ومصطفى وجورج يَسعون، كلّ في منطقته الجغرافية، لترسيخ العيش المشترك على حسب ما أعلن زعيمهم مراراً وتكراراً على الشاشات، ويريدون العمل سوياً لبناء بلد متين للأجيال الصاعدة... لكنهم يعتذرون منكم أجمعين، ويقولون لكم مرغمين انهم مضطرون جداً للتعبير عن فرحهم وحزنهم وانتصارهم وهزيمتهم وأوّل قرباناتهم ومعمودياتهم وأعراسهم ومآتمهم ومولدهم ورمضانهم وأضحاهم وكريسمساتهم ورفع صليبهم وهلالهم بإطلاق بعض الرشقات أو الأمشاط أو الجعبات الكاملة. اللبناني يريد أن يعيش وفق المعايير الأوروبية والاميركية في شكله ومأكله ومشربه، لكنه ذهنياً لا يتفوّق كثيراً على أغشَم مقاتل في صفوف طالبان في أفغانستان... "ولك نحنا أصلاً عايشين بجهنم ودايرين بوز السيارة نزول، ولَحّق يا معلّم عَ شُهدا تفَرفِر على مذبح التعبير عن الذات". (جوزف طوق - الجمهورية)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك