هل دخل إنتحاريو القاع من سوريا حقاً؟

أمس، صرح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن الإنتحاريين الذين فجّروا أنفسهم في القاع أتوا من السوريا وليس من مخيمات النازحين السوريين في البقاع، فهل هناك إمكانية عملية لتسللهم من سوريا إلى لبنان؟ ميدانياً، وبعد سقوط منطقة القصير بيد "حزب الله" أصبح من غير الممكن للمسلحين الدخول من منطقة حمص إلى الأراضي اللبنانية، بل عليهم التوجه إلى القلمون والتسلل عبر الجرود لإيجاد ثغرات للدخول منها. ووفق رواية "حزب الله" فإن السيارات المفخخة التي إستهدفت الضاحية في فترة ما بعد سقوط القصير وصلت عبر هذه الطرق، لكن الأمر إختلف بعد حسم معركة القلمون وسيطرة الحزب على كل مدن وقرى تلك المنطقة، إذ إنقطع التواصل الجغرافي للمجموعات المسلحة في سوريا مع لبنان، بل حتى إنقطع تواصلهم إلى حدّ كبير جداً مع المجموعات التي حوصرت في جبال القلمون والسلسلة الشرقية. من كل ما تقدم يمكن حسم مسألة عدم وصول الإرهابيين عن طريق سوريا، وما يُعزز هذه النظرية هو سقوط تدمر وبلدة القريتين مما قطع طريق البادية بإتجاه ريف حمص الغربي. وتجدر الإشارة إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون الإنتحاريين كانوا في مخيمات النازحين، بل قد يكون هؤلاء تسللوا من جرود عرسال إلى جرود رأس بعلبك فجرود القاع، أو عبر الطريق الوعر من جرود عرسال إلى مشاريع القاع على حدود القصير ومن ثم بإتجاه بلدة القاع.