Advertisement

إقتصاد

البقاعيون وتلوث الليطاني: قصة إبريق الزيت؟

Lebanon 24
13-07-2016 | 23:57
A-
A+
Doc-P-178273-6367054076186259391280x960.jpg
Doc-P-178273-6367054076186259391280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يستمر مسلسل الري بالملوثات والسموم التي تخلفها المعادن الثقيلة كالكادميوم والزرنيخ والرصاص والزنك وسواها، في مجرى نهر المياه السوداء السامة الذي حلّ مكان ما كان يعرف بنهر الليطاني في البقاع. على امتداد المجاري المائية التي تم توثيق تلوثها، تحكي مضخات سحب المياه القاتلة، قصص موت يومي، فقد حوّلت السموم التي تلتصق بالخضار والحشائش آلاف المساحات الزراعية إلى حقول موبوءة، إذ إن تسرب السموم من الخضار إلى أجسام البقاعيين جعلهم عرضة للإصابات بالأمراض وتحديدا السرطانية منها والتي ارتفعت نسبها بشكل ملحوظ. وبرغم أن التلوث بات يهدد سلامة آلاف المواطنين إلا أن أي تحرك رسمي لم يسجل لجهة الحد منه، لتبقى القرارات الصادرة عن بعض الوزارات المختصة والمحافظين والقائمقامين مجرد حبر على ورق لم تجد طريقها إلى التنفيذ. وهكذا لا تزال مضخات السموم في مكانها تضخ مياه الصرف الصحي التي زادت نسبتها بوجود نحو مليون نازح سوري في البقاع، في الأجساد الآدمية. أثبتت الفحوص المخبرية التي أجرتها مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة ومراكز أخرى ارتشاف الخضار والحشائش للمياه الملوثة، كذلك دلت الفحوص التي طالت التربة الزراعية والآبار الارتوازية على تسرب التلوث الجرثومي إلى باطن الأرض ووصلت إلى المياه الجوفية، وقد عثرت مصلحة الأبحاث على تلوث جرثومي يقدر بنحو 20 ضعفا عن المسموح به عالميا وذلك داخل أكثر من 50 في المئة من عينات مياه الآبار الارتوازية التي ترد إلى مختبراتها دوريا. كذلك أظهرت تحاليل عينات من الخضار، كالنعنع والبقدونس والخس التي اخذت من حقول مجاورة لحوضي الليطاني والغزيل، وجود تلوث جرثومي ببكتيريا ايشيريشيا كولي. وبلغت نسبة التلوث اكثر من 42 ضعفا داخل باقات النعنع والبقدونس والخضار. وهذا ما دفع مدير عام مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية ميشال افرام إلى تحذير المزارعين من الاستمرار في الاعتماد على مياه الصرف الصحي في ري حقولهم. لم تعد المشكلة محصورة بالتلوث فقط، إذ إن الروائح الكريهة الناتجة من "المجارير" باتت تشكل خطرا يتمثل بأمراض رئوية وتنفسية تصيب المواطنين خصوصا في بلدة المرج التي أطلقت صرختها لمعالجة هذه المشكلة، من خلال عريضة قاموا بتوجيهها إلى وزارات الصحة العامة والزراعة والبيئة ومحافظ البقاع القاضي انطوان سليمان وقائمقام البقاع الغربي وسام نسبين، تطالب بتحرك رادع للعمل على رفع مضخات سحب المياه ومنعها من ضخ مياه المجاري بسبب ما تتركه من روائح سامة وما تؤدي إليه من انتشار للحشرات التي تغزو منازلهم . ليست المرج وحيدة في التحرك، قبلها كان لبرالياس دورها في الاحتجاج والاعتصام من اجل رفع التلوث، إذ نظّم أهلها وقفات احتجاجية عدة، وكذلك أهل بلدتي تمنين التحتا والحلانية في محافظة بعلبك – الهرمل وعدد آخر لا يحصى من القرى، غير أن كل ذلك لم يفتح كوة في جدار اللامبالاة الرسمية. واقع مضخات الصرف الصحي لم يدفع المسؤولين إلى البحث في الأسباب التي تعيق الانتهاء من محطة تكرير مياه الصرف الصحي في زحلة منذ 15 عاما، علما أن الفترة التي كانت متوقعة لإنجاز الأعمال فيها هي ست سنوات بحسب ما تشير الكتابات المدونة على لوحتها. اللامبالاة الرسمية ليست وحدها هي التي تنغص على البقاعيين عيشهم، إذ إن المزارعين أيضا لهم دورهم في استمرار المعاناة من خلال تمسكهم بالاعتماد على ري مزروعاتهم بهذه الطريقة معللين ذلك بعادة دارجة وعدم وجود بديل آخر للري، وهو ما يؤدي إلى تكرار السؤال: هل تلتفت الوزارات المعنية إلى البقاع وتخلّص أهله من هذه الكارثة البيئية؟ أم أنها ستدرج هي الأخرى على عادة الإهمال فتصبح القضية: قصة إبريق الزيت؟. بري يحذّر من تفاقم الكارثة حذّر الرئيس نبيه بري من استمرار وتفاقم كارثة تلوّث نهر الليطاني، داعياً "كل الجهات والإدارات والأجهزة المعنية للمبادرة فوراً الى ممارسة دورها في حمايته من كل أشكال الاعتداءات والانتهاكات أكان على صعيد المرامل أو شبكات الصرف الصحي أو غيرها". ونقل النواب عن بري في لقاء الأربعاء، اعتبار مشروع قانون حوض الليطاني الذي ناقشته اللجان النيابية ينطبق عليه تشريع الضرورة، مؤكداً أن "هذه القضية يجب أن تكون في أولوية الاهتمامات، وأن المسؤولية تفرض علينا وقف هذه الكارثة". (سامر الحسيني - السفير)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك