Advertisement

صحة

حين يصبح الغذاء الصحيّ...عدوّاً!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
25-07-2016 | 11:03
A-
A+
Doc-P-183551-6367054117327093241280x960.jpg
Doc-P-183551-6367054117327093241280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
معظمنا، بالأحرى جميعنا، يريد التمتع بجسد رشيق مفعم بالحيوية والصحة، فيلجأ الى اتباع نظام غذائي صحيّ أو حمية غذائية للوصول الى الهدف المبتغى. لكن هل فكرتم يوماً بأن "السحر قد ينقلب على الساحر"، فيصبح الهوس بتناول الأطعمة الصحية عدوّا لدوداً؟! يقول المثل "كل شي زاد بالمعنى نقص"، وهو ينسحب أيضاً على الحياة الصحية وعالم التغذية. دائماً ما يؤدي "التطرف" في الممارسات الغذائية الى عواقب وخيمة، حتى لو كان يندرج تحت عنوان ايجابي! كيف؟ في حال الاضطراب الغذائي المعروف بـ Orthorexia nervosa، على سبيل المثال! في حديث لموقع "لبنان24"، تشرح اختصاصية التغذية كريستيل بدروسيان ماهية هذا الاضطراب الغذائي وعوارضه وتداعياته، فتقول: "استخدم مصطلح Orthorexia للمرة الأولى في العام 1996، الا ان هذا الاضطراب ليس مدرجاً تحت قائمة الاضطرابات النفسية كما هي الحال مع "الانوركسيا" و"البوليميا"، لكن يُنظر اليه كنوع من أنواع الاضطرابات في الأكل". وتشرح بدروسيان أن الأشخاص الذين يعانون الـ Orthorexia يركزون على نوعية الأطعمة التي يتناولونها، على عكس المصابين بمرض فقدان الشهية العُصابي(الأنوركسيا) الذين يركزون على الكمية وضرورة فقدان الوزن. وعليه، يبدو هؤلاء مهووسين باتباع نظام غذائي صحيّ، فيبحثون عن الأطعمة الصحية، الطازجة، النظيفة، ويتجنبون المأكولات التي تحوي على ملوّنات اصطناعية ومواد حافظة، أو تلك التي تحتوي على دهون او سكر او ملح أو المعدلة جينياً أو المواد الحيوانية..." ومن ضمن عوارض الاصابة بالـ Orthorexia: الإكثار من تناول الفيتامينات والأعشاب الطبية والمتممات الغذائية، وتجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية على رغم عدم تاثرهم صحياً بها، والاهتمام المفرط بكيفية شراء المأكولات ومصدرها وطريقة تحضيرها... الأخطر، بحسب بدروسيان، هو التركيز على تناول أصناف محددة من المأكولات، والامتناع عن التنويع في الطعام. وتلفت الى أن هؤلاء الأشخاص يقومون بمعاقبة أنفسهم في حال تناولوا أطعمة يعتبرونها "غير صحيّة" ويشعرون بالذنب، فيتوقفون فجأة عن تناول الطعام أو يفرطون في ممارسة الرياضة أو يضعون ضوابط صارمة على أنفسهم. ثمة أكثر من سبب وراء الاصابة بالـ Orthorexia، من ضمنها العادات العائلية، المجتمع، المشاكل الاقتصادية، أو "تبني" معلومات تتحدث عن أن أطعمة معيّنة مضرّة بالصحة. وبحسب بدروسيان، غاليبً ما يؤدي الهوس باتباع نظام غذائي صحيّ الى مشاكل صحية واجتماعية:" العلاقة مع الآخرين قد تتأثر سلباً، ذلك أن الأشخاص الذين يعانون من الـ Orthorexia يظنون أنفسهم "أفضل" من غيرهم كونهم "يعيشون حياة صحية"، أو قد يزعجون الآخرين بسبب هذا "التطرف" في انتقاء الأطعمة ما يؤدي تالياً الى انزوائهم وامتناعهم عن المشاركة في الأنشطة اليومية والاجتماعية. أما على الصعيد الصحيّ، فإن المواظبة على تناول أنواع محددة من المأكولات يؤدي في نهاية المطاف الى سوء تغذية او فقدان كبير للوزن، علماً أنه ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يعاني الـ Orthorexia نحيفاً، على عكس "الأنوركسيا" ايضاً. أما عن سبل العلاج، فتتمّ عبر اختصاصيي التغذية والمعالجين النفسيين كي يتمكن الشخص من التصالح مع جسده ومعرفة الحدود بين حياة صحية وبين الهوس او الادمان. الا ان بدروسيان تذكر بأن اتباع نظام غذائي صحيّ ضروري وأساسي، على ألا يستولي على اهتمات اخرى أساسية في حيواتنا. لذلك النصيحة الذهبية دائما هي: كونوا على اعتدال!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك