Advertisement

المرأة

الحمل والإنجاب.. بلا بطن!

Lebanon 24
29-07-2016 | 23:24
A-
A+
Doc-P-185492-6367054133317019721280x960.jpg
Doc-P-185492-6367054133317019721280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ظهرت في الآونة الأخيرة، بدعة جديدة أطلقتها عارضات أزياء فائقات النحول، وافقن على إنجاب الأطفال ولكن رفضنَ ظهورَ علامات الحمل وبروز البطن. ولم تتوانَ "التوب موديل" كارولين إريكسون، عن نشر صورتها بعد أربعة أيام فقط على وضع طفلتها، وقد بدَت فيها منطقة البطن متماسكة و"ممسوحة" وكأنها لم تُنجب ولم تكن حاملاً يوماً. فما هي هذه "الصرعة" التي تُطلق عليها تسمية "مامي ريكسيا Mummyrexia او بريغوريكسيا Pregorexia"، والتي بدأت تكتسح أجسام شريحة كبيرة من الحوامل في لبنان والعالم؟ وما هي مغبَّاتها على صحّة الأم والمولود؟ الإجابة مع رئيس الجمعية اللبنانية للتوليد والأمراض النسائية الدكتور فيصل القاق ومع مستشارة التغذية، الحائزة على ماجستير في التغذية والمحاضرة في الجامعات والمدارس السيدة رندة دنيا فهد.هزَّت صوَر عارضة الأزياء سارا ستيدج العالم حين عرضت بطنها وبالكاد تظهر عليها آثار الحمل والإنتفاخ رغم أنها في شهرها الثامن. ونشرت كارولين زوجة بيرغ إريكسون لاعب كرة القدم، صورها وهي حامل في الشهر التاسع ورغم ذلك لم يتنبَّه الناظر إليها أنّ هناك جنيناً نما طوال 9 أشهر في أحشائها. وبعد 4 أيام على ولادة طفلتها، عادت كارولين وظهرت في صور بدت فيها في قمّة الرشاقة لا سيما في منطقة البطن بحيث ظهر «ممسوحاً» ومعضَّلاً ولا تبدو عليها علاماتُ إنجابٍ أو حملٍ البتَّة. في الواقع، لم يُحبِّذ بعض النساء الحوامل صور سارا ولا كارولين واعتَبَرنها استفزازية، هنّ اللواتي انتهت فترة حملهن بالترهُّلات وتشقُّقات البشرة Vergetures والكيلوغرامات الزائدة، ناهيك عن الشقّ Episiotomie الذي استحدثه الطبيب لتوسيع نطاق الفتحة التي سيخرج منها الطفل المُكتَنز... تسهيلاً لولادته. في المقابل، رحَّب عدد كبير من الحوامل بالنتيجة المُبهرة التي حقَّقتها كلّ من سارا وكارولين اللتين تحدَّتا كلّ المصاعب الفيزيولوجية والبسيكولوجية والهرمونية، فلم يتأثَّر جسم أيٍّ منهما بسلبيات الحمل ولا بمعاناة الولادة، كما هي الحال في العادة، وتشجَّعن للسير على خطاهما حتى إنهنّ يتبارين مع الأسف، على البطن الأكثر ضموراً ويتنافسن للمحافظة على الخصر الأكثر رقَّة ونحولاً. وباتت هناك ظاهرة جديدة تُدعى "مامي ريكسيا" أو "بريغوريكسيا". إطلاق العنان للشهية قديماً، كانت الأنثى ما إن تعرف أنها حامل، حتى تُطلق العنان لشهيّتها فالأقارب والأهل يشجعونها قائلين: "يجب أن تضاعفي كمية طعامك وأن تستهلكي وجبات تكفي لشخصين". وكانت الحامل، في الماضي، تكسب وزناً كبيراً قد يتجاوز أحياناً - بلا مبالغة- الثلاثين وحتى الأربعين كلغ، مع ما يرافق ذلك من مشاكل لها وللمولود ولا سيَّما أثناء الولادة فضلاً عن الجهود الجبارة والحرمان والوقت المُضني الذي تقضيه لكي تفقد ما كسبته من وزن. وكانت قبل التوصّل لفقدان كلّ الكيلوغرامات المكدّسة، تحمل مرة ثانية تليها ثالثة ومن ثمّ رابعة الخ. فتتموضع السيلوليت في أماكن تصعب إزالتها وتفقد السيدة الأمل في استعادة رشاقتها السابقة. اما اليوم، فيشجِّع الأطباء واختصاصيّو التغذية الأم الحامل على تناول المأكولات الصحّية وعدم الأخذ بالمقولة السابقة "الأكل عن شخصين" وفي الوقت نفسه عدم كسب وزن إضافي يفوق المسموح به أثناء أشهر الحمل التسعة. رأي الدكتور فيصل القاق بالنسبة للدكتور فيصل القاق: "لم تتفشَ ظاهرة المامي ريكسيا Mummyrexia او البريغوريكسيا Pregorexia بعد في لبنان لتشمل الحوامل اللبنانيات، وفي حال وجودها فعلياً، لا نعلم ما هي حسناتها أو مغباتها بعد على الأم والمولود الجديد. ففي الوقت الراهن، لم تصدر دراسات طبّية أو علمية في شأنها، ولا نعرف آثارها الصحّية ولا سيَّما على الجنين، كذلك ليس هناك براهين كافية، تتعلّق في كمية الطعام الضئيلة التي تتناولها الأم الحامل ومدى تأثيرها على الطفل". وأضاف: "أنّ وزن الطفل لا يرتبط بالضرورة بوزن الأم أو بما تستهلكه من كمية طعام. وكلّ ما في الأمر أنّ على الأم الحامل أن تزيد 300 وحدة حرارية فقط على نظامها الغذائي أثناء فترة حملها". وعن السؤال: "هل هناك من ضير في حال لم تكسب الأم الوزن خلال الحمل؟" أجاب: "هناك عددٌ لا بأس به من الحوامل اللواتي لا يكسبن وزناً إطلاقاً ومع ذلك أنجبن أطفالاً رائعين". وعن زيادة الوزن التي يُسمح للحامل اكتسابها، أشار الى أنّ الأمر يتعلّق بوزنها الذي سبق الحمل فإذا كانت بدينة، لا يُسمح لها بزيادة وزن تفوق الستة كيلوغرامات وفي حال كانت نحيلة، يُسمح لها زيادة من 14 الى 16 كيلوغراماً. وختم د. فيصل قائلاً: "ليس بالضرورة أن تكتسب الحامل وزناً إضافياً، هناك مَن لم تزدد أوزانهن غراماً واحداً وفي المقابل وضعن طفلاًً، موفور الصحّة ولا يشكو من أيّ علّة. ولكنّ المهم ألّا تجوِّع الحامل نفسها ولا أن يكون هناك جوع مزمن". رأي السيدة رندة دنيا فهد في الحقيقة، تؤكِّد السيدة فهد، أن "المامي ريكسيا" أو "البريغوريكسيا" ليست ظاهرة أجنبية فقط، إذ بتنا نجدها أيضاً في لبنان، ونستقبل في عياداتنا عدداً كبيراً من الحوامل اللواتي يبادرننا قائلات: "لا نريد أن نكسب غراماً واحداً طوال فترة الحمل". ونضع لهنّ الحميات الغذائية الطبّية، لكي يحافظن على صحتهنّ وصحّة الجنين من دون أن تزداد أوزانهن، ومع ذلك لا يلتزمن بها ويستهلكن نصف كمية الطعام الوارد فيها، الأمر الذي قد يُعرِّضهن لنقص في الحديد أو الكالسيوم أو تراجع بمادة الكولين التي تحسّن الذاكرة وهي تشكّل عامل نموٍّ للأطفال وتنشّط أجهزتهم العصبية. وفي الشهر الأول، في حال كانت نسبة الأسيد فوليك غير كافية، يمكن أن يؤثّر ذلك سلباً في دماغ الجنين. وصحيحٌ أحياناً لا يتأثّر الجنين، إلّا أنّ ذلك غالباً ما يكون "بالحظ" فقط. وتضيف السيدة فهد: "أودّ أن أقول للأمهات اللواتي يخضعن لحمية قاسية أثناء الحمل، إنّ ذلك يُبطئ عملية الأيض وحرق السعرات الحرارية، ما يعني أنهن يعرِّضن الجنين لمرض البدانة عندما يكبر. وأطمئِن الحامل أنها وإن كسبت بعض الكيلوغرامات، فهي لا تؤمِّن بذلك الغذاء لجنينها فقط بل تغذي نفسها أيضاً فلا تُصاب باكراً بترقّق العظم وأمراض المفاصل وفقر الدم ولا تعاني من سقوط الشعر وضعف الأظافر وتجاعيد البشرة غيرها من العلل والآفات". ومن جهة أخرى، تحرص السيدة فهد، على القول إنه عندما تحيا المرأة في مجتمع يركّز على الرشاقة ويبجّل النحافة، لا بدّ أن يشكِّل ذلك ضغطاً نفسياً عليها. إذ يجب ألّا يغيب عن بالنا أنّ العامل النفسي يلعب دوراً مهماً، وأنه لكي تُصاب الحامل بهوس "المامي ريكسيا" أو "البريغوريكسيا"، تتضافر ثلاثة عناصر ألا وهي العامل السوسيولوجي والبسيكولوجي فضلاً عن العامل الجيني. وختمت السيدة فهد قائلة: "في الحقيقة، لا تستطيع إختصاصية التغذية وحدها معالجة "البريغوريكسيا" لأنّ الوضع يتطلّب مواكبة الطبيب النفسي أيضاً". (تيري رومانوس - الجمهورية)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك