Advertisement

لبنان

فاجعة ثلاثية.. لحظة مشؤومة قضت على الاخوة سامر وماجد وكمال

نوال الأشقر Nawal al Achkar

|
Lebanon 24
30-07-2016 | 05:48
A-
A+
Doc-P-185617-6367054134680590581280x960.jpg
Doc-P-185617-6367054134680590581280x960.jpg photos 0
PGB-185617-6367054134707015891280x960.jpg
PGB-185617-6367054134707015891280x960.jpg Photos
PGB-185617-6367054134698307561280x960.jpg
PGB-185617-6367054134698307561280x960.jpg Photos
PGB-185617-6367054134689399021280x960.jpg
PGB-185617-6367054134689399021280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
امنحوني عيوناً لأبكيك يا ولدي فلقد جفت دموعي.. هذه حال أم كمال التي تحمل بين يديها صورتين واحدة لابنها سامر والثانية لأخيه ماجد وهي محتارة من تبكي منهما، بعد أن بكت لسنوات طويلة ابنها البكر كمال الذي استشهد في الحرب الأهلية عام 1983. ففي الخامس من حزيران الماضي تلقت الخبر المفجع، ابنها سامر التي تُربي ولديه منذ أن تركتهما أمّهما، قضى بحادث سير في منطقة عجلتون بعد أن صدمه جيب قادم بسرعة فائقة بعكس السير وهو على دراجته النارية، فيتّم ولديه وأدمى قلوب أهله ومحبيه. وكما رحل سامر من دون أن يودع أبويه بكلمة أو ضمّة أو حتّى نظرة، كذلك فعل أخوه ماجد، رحل من دون وداع. فبعد أقل من شهرين على فاجعة مقتل سامر على طرقات الموت والإهمال في لبنان، أبى الموت أن يقنع بخطف روح شاب وهو في ربيع العمر، وبلحظة مشؤومة ممزوجة بقدر لعين قاس خطف روح أخيه ماجد، وأيضاً في حادث سير مروع. هي مأساة عائلة رضا الأشقر التي تلقت اتصالا في الثامن والعشرين من تموز الحالي يفيد بأن ابنها ماجد الذي قصد سوريا لاصطحاب زوجته وطفليه من منطقة السويداء، وهو برفقة أخيها سلطان الأشقر ابن عمه أيضاً، كانا ضحية حادث سير مروّع على طريق شهبا - أم الزيتون في جبل العرب بين باص وسيارة الفان التي تقلهما، وتعمل على خط بيروت - دمشق، حيث احترق الفان بالكامل، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً، بينهم عدد من اللبنانيين كانوا في زيارة لاقربائهم في السويداء في جبل العرب، منهم الشاب وجدي أبو دياب من بلدة الجاهية البالغ من العمر تسعة عشرة عاماً، فيما نجت شقيقته بأعجوبة، وكذلك نجاح ووفاء نصر شابتان من بلدة كفرنبرخ الشوفية. إلى منزل العائلة في بلدة خريبة الشوف يتوافد أهالي القرية محاولين مواساة العائلة، النسوة تستقوي ببعض عبارات الإيمان وتعد نفسها بألّا تنهار باكية أمام الأم، ولكن عند رؤية ذاك الوجه الصامت الحزين المكسور تسقط كل الوعود، وتتحول عبارات الموساة إلى حفلة بكاء لا تسترجع غاليا. وماجدة الأخت الصغرى تحاول عبثاً أن تبدو متماسكة أمام والدتها فتنهار هي الأخرى غير مصدّقة أنها فقدت أخويها بأقل من شهرين وهما في ريعان الشباب. والأب يعيش بدوامة الحيرة والحسرة واللوعة وهو الذي أفنى عمره ليربي عائلة صالحة، رجال البلدة يحاولون مواساته متذرعين بالصيت الكريم والنبيل الذي تركاه في البلدة ولدى كل من عرفهما "لا نذكرهما سوى بعبارات الخير، فهما من خيرة الشباب، لهما الرحمة ولك الصبر". أمّا الزوجة التي انتظرته هناك في بلاد القتل والذبح والدمار، حيث يعيش أهلها منذ سنوات في السويداء وهم الذين تركوا لبنان أبّان الحرب الأهلية، صلّت كثيراً كي يصل زوجها ماجد وأخيها سلطان بخير، وأن يحميهما الله من شياطين الحرب، ولم يخطر ببالها أبداً أنّهما سيتخطيان كل ما قد يُزرع من ألغام في طريقها، أو صواريخ قد تمطرها سماء تلك البقعة الجغرافية المشتعلة، ليخطف روحهما الشابة حادث سير يجدد مأساة تلك العائلة المفجوعة. من يدري ربما ماجد اشتاق إلى أخيه سامر فذهب لملاقاته في دنيا الحق، وربما هو القدر لا يبالي بكل تبريراتنا وأوجاعنا ومقاربتنا للعدل والحياة والموت، جلّ ما نفعله أن نتأقلم كي لا نفقد أيماننا وعقلنا.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك