Advertisement

مقالات لبنان24

طرابلس السياحية.. لمهرجانات تشكل علامة فارقة عربياً

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
26-08-2016 | 02:05
A-
A+
Doc-P-196050-6367054227164065781280x960.jpg
Doc-P-196050-6367054227164065781280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
إذا ما تم تجاوز السجال الدائر في طرابلس حول إحياء مهرجانات سياحية هذه السنة، والتي تتشابك فيها عوامل عدة ﻻ تتصل بعمق القضية بما فيه اﻹنقسام السياسي أو سبل الهيمنة السياسية المستجدة، فإن أسباب السجال مرتبطة بالواقع المعاش في المدينة، واقع أضحى غارقا بالمشاكل الحياتية واﻻزمات المعيشية ويزداد صعوبة في ظل غياب المعالجات الناجعة ليساهم بمزيد من مشاعر القلق عند أهل المدينة، إذا ما تدارك الأمور واﻹقدام على مبادرات إنمائية من شأنها تحسين أحوال العيش وسبل الحياة اليومية في العاصمة الثانية الغارقة باﻻهمال والتهميش. كشفت قضية مبادرة عقيلة وزير العدل السيدة سليمة أديب ريفي تنظيم مهرجانات في طرابلس عمق الفجوة الحاصلة في الشارع بغض النظر على لعبة اﻻحجام والاوزان للرهان على إثبات الوجود، ﻷن حاجات المدينة ومطالبها هي في مكان آخر وتحتاج لتجاوز الكثير من اﻹعتبارات، وبالتالي ﻻ يمكن إختزال القضية حول أحقية زوجة ريفي تنظيم مهرجانات سياحية أو صوابية الخطوة في اللحظة الراهنة، ففي عمق الفكرة أي المهرجانات نفسها وخارج السجال المندلع على أكثر من جبهة وﻷكثر من هدف ﻻ ينبغي اﻻستسهال فيها مطلقا، إذ ﻻ يمكن الرهان في مهمة نهوض المدينة وتحسين الصورة الظرفية عبر حفلات فنية لفنانين طافوا هذ الصيف في قرى وبلدات في مختلف المناطق اللبنانية. في هذا الشأن، تتجاوز رئيسة جمعية طرابلس السياحية وفاء شعراني في حديثها لـ "لبنان 24" كل النقاش الدائر حيال تنظيم المهرجانات هذه السنة بل تؤكد بأن الجمعية بصدد تنظيم أنشطة هذه السنة، وتنفي ما تردد عن خلافها مع ريفي ﻻن "طرابلس بحاجة لـ 10 مهرجانات سياحية وأكثر" وفق تعبيرها، لكن تطرح سلسلة تساؤلات تشكل بنظرها عمق المسألة "هل من الممكن لمدينة تاريخية تملك مقدرات ومقومات مدهشة ولكنها غير مستخدمة تصل إلى هذا الدرك من اﻻهمال الرسمي؟ وينبغي عليها تنظيم مهرجانات سياحية على مستوى دولي؟ ينبغي مقاربة قضية المهرجانات في سبيل استعادة طرابلس كمدينة للعلم والعلماء والشعراء وللفكر المتسامح خارج الخفة المحلية الراهنة". تستذكر إستاذة مادة الفلسفة تجربة الليالي الثقافية التي كانت تسبق الحفلة اﻻساسية أو البرنامج الفني أيام مؤسس جمعية طرابلس السياحية العميد سمير الشعراني التي هي بغاية اﻻهمية في سبيل حيوية ثقافية وإجتماعية مواكبة للمهرجانات قائلة: "لعل إستضافة أهم شاعرين في العالم العربي بالشعر المحكي، عبد الرحمن اﻻبنودي من مصر وعمر الفرا من سوريا مع المنشد عبد الكريم الشعار كانت تجربة رائدة، لذلك نسعى في الجمعية لإعداد برنامج واعد بما يليق بتاريخ طرابلس وتراثها، فالمدن التي تحوي كما كبيرا ونوعيا من اﻻثار ﻻ ينبغي أن تكتفي بحفلات فنية فقط وﻻبد من إعطاء عمق لمهرجاناتها في اﻻداء والتنفيذ". تختم الشعراني: "على غرار كل المدن التاريخية يمكن لمهرجانات طرابلس اﻹستفادة من أبعاد أخرى خارج الحفلات الفنية فقط لنهضة المدينة كما تحسين حياة أهلها، ونموذج مدينة جرش التي تحوي كماً من التراث اﻻنساني خير دليل، فهذه المدينة أخذت شهرتها بعدما عمد الشاعر الكبير محمود درويش على إفتتاح مهرجاناتها لتصبح فيما بعد علامة فارقة في مهرجانات العالم العربي".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك