Advertisement

مقالات لبنان24

الحالة الاعتراضية العونية: كرة ثلج او سحابة صيف؟

كلير شكر

|
Lebanon 24
26-08-2016 | 03:09
A-
A+
Doc-P-196090-6367054227715136241280x960.jpg
Doc-P-196090-6367054227715136241280x960.jpg photos 0
PGB-196090-6367054227725646321280x960.jpg
PGB-196090-6367054227725646321280x960.jpg Photos
PGB-196090-6367054227720341281280x960.jpg
PGB-196090-6367054227720341281280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قد لا تجد من القياديين العونيين من يقولها بصراحة، لكن أداء هذا الفريق يشي بأنّ قيادة "التيار الوطني الحر" راهنت في أزمتها الداخلية على الوقت. الاعتقاد كان سائداً بأن مرور الأيام من شأنه أن يكون أكثر تأثيراً من قساوة أحكام الفصل التي صدرت عن المحكمة الحزبية. هكذا، هناك من اعتقد أنّ موجة الاعتراض التي يحتضنها "التيار" وارتفعت وتيرتها مع فصل كل من نعيم عون، زياد عبس وانطوان نصر الله، ليست سوى غيمة صيف عابرة، سرعان ما ستزول ليعود الوضع الى طبيعته، وكأنّ شيئاً لم يكن. الرهان من جانب القيادة كان على رضوخ القاعدة للمسار الجديد لـ"التيار" والتعامل مع واقعه الحزبي الصارم وفق قواعد محددة نصّ عليها النظام الداخلي، و"من لم يعجبه الأمر يمكنه المغادرة". وضعت القيادة خططها بـ"تشحيل" عناصر الشغب معتقدة أنّه بمجرد "اقتلاع" الرؤوس المدبرة الكبيرة، فإنّ الأرضية ستهدأ وستعود الأمور الى طبيعتها: حزب نموذجي لا تعكر صفوه أي معارضة، وإن حصلت فلن تجد أي دينامو فاعل قادر على تحريكها بشكل مزعج. هكذا، صدرت قرارات الفصل لتثير عاصفة من ردود الفعل، حيث تصرفت القيادة على قاعدة أنّ المستائين اليوم من هذه القرارات سيرضخون في الغد للواقع وسيبلعون عاجلاً أم آجلاً الموس، ليسيروا ضمن مركب الحزب. الى أن حصل ما لم يكن بالحسبان. حسبان القيادة وليس معارضيها. من رصد مشهد لقاء المعارضة العونية في بلدة "بجّة" الجبيلية، يعرف جيداً ما تخبئه الصور. أكثر من 230 عونياً جبيلياً حضروا لقاء علنياً. في حالات من هذا النوع قد تكون الخشية من تسرب الأسماء والوجوه هي القاعدة خوفاً من ردة فعل القيادة. في جبيل كان العكس تماماً. حرص الشباب على توزيع الصور فيما الضحكات تملأ وجوهم، وكأنهم يقولون للقيادة: "افصلينا جميعاً". يقول أحد المشاركين إنّ الحاضرين كانوا متحمسين كثيراً لمعرفة الخطوات التالية، كيف ستتصرف المعارضة، ما هي خطتها، ما هو المطلوب منهم، وما هي أدوات المرحلة المقبلة... يؤكد أحد المعارضين أنّ أكثر ما يثير الدهشة، هو حماسة الحزبيين المعترضين لتقديم أنفسهم "شهداء" أمام المحكمة الحزبية. بمعنى أنه عند كل قرار استدعاء كان الفريقان، الموالي والمعارضة يعتقدان أنّ هذه الأجواء الضاغطة ستدخل الرعب الى قلوب العونيين فينكفئون الى الداخل ويعضون على الجرح ويكتمون ما في أذهانهم، فتتقلص ساحة الاعتراض العلني. الا أنّ الغريب، انه مع كل استدعاء كانت مجموعة جديدة تقدم نفسها كـ"انتحارية" لاطلاق صرخات اعتراضية وبشكل علني عبر مواقع التواصل الاجتماعي... ليتبيّن أنّ هذه الموجة لم تكن غيمة صيف وانما كرة ثلج تسلك طريقها لتصير جبل جليدي يصعب هزّه. في جبيل كان اللقاء المعارض الأول، وخلال الأيام القليلة سيحصل اللقاء الثاني في جبل لبنان أيضاً، والذي من شأنه أن يؤكد بالصوت والصورة أنّ ساحة الاعتراض في"التيار الوطني الحر" ليست امتاراً قليلة كما توحي القيادة، وانما ثمة شرخاً عميقاً سيصعب لحمه اذا لم تتخذ القيادة قراراً جريئاً بمراجعة كل أدائها.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك