Advertisement

مقالات لبنان24

لو تعلّموا منكِ.. لعشنا في لبنان بألف خير!

كارلا أبي شهلا

|
Lebanon 24
04-09-2016 | 00:55
A-
A+
Doc-P-199305-6367054258198426541280x960.jpg
Doc-P-199305-6367054258198426541280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
اليوم٬ هي الملكة.. الأم تيريزا٬ قدّيسةٌ على عرش الايمان تتوجّ٬ بعدما تخلّت عن كلّ ما هو دنيوي وماديّ لا يُشبع إلا الغريزة الزائلة.. هي التي ارتوت من جهدها وتعبها حبًا٬ طفح منها السلام ليصل مختلف أصقاع الارض٬ ويطال مختلف أنواع البشر مهما اختلف لونهم وجنسهم ودينهم. هي الدنيا أجمع بإيمانها.. وبالتواضع ترتفع اليوم٬ وترفع معها قيمة البشر٬ الذين غالبًا ما لا يدرون ماذا يفعلون. في لبنان مثلًا٬ يسيطر على الناس بشكل دائم٬ حال من الاستنفار والتوتر والغضب٬ ولو كان ذلك من حقهم٬ فيا ليتنا نتعلّم منك! صحيحٌ أن النفايات تتآكلنا٬ التلوّث يتجذّر في أرضنا٬ الزحمة تخنقنا٬ السياسة تسمّم أجواءنا٬ الأوضاع المعيشية والاقتصادية تسرق من أرواحنا والأجهزة الالكترونية تمحو حياتنا الاجتماعية٬ لكن علّمينا أن نعيش كما أنت فعلتِ٬ علّمينا أن نعيش بسلام٬ ولو داخلي فقط. ويا ليتنا وسياسيّونا نتعلّم منك٬ لعشنا في لبنان بألف خير. آنتِ التي بحثت عن المصاعب٬ لزرع الامان والفرح٬ زُرت لبنان عام ١٩٨٢ في ظلّ الحرب لمساعدة الناس وتخليصهم مما فُرض عليهم من أسى. فيا ليتنا اليوم نفهم منك معنى الحرب. أنت قلتِ إن "أعظم مرض في الغرب أن تكون غير مرغوب فيك٬ هناك الكثيرون في هذا العالم يموتون من أجل كسرة خبز ولكن هناك عدد أكبر يموتون من أجل الحب"؛ لذا علّمينا أن نقبل الآخرين٬ خصوصًا في ظلّ الحرب السورية٬ التي تؤدي إلى تدفق النازحين بشكل لا محدود٬ وساعدينا أن نتقبّل الواقع٬ ولو على مضد. علٌمينا الحبّ٬ فهم أيضًا لهم حق العيش بكرامة٬ فلا ذنب لهم إن قست الظروف عليهم. وقبل كلّ ذلك٬ علّمي سياسيينا كيف يتصرّفون٬ أحلّي النِّعم عليهم٬ لربما يفهمون أدوارهم٬ وينفذّون مهامّهم في خدمة الشعب. من البديهي أنهم لا يعرفون وظائفهم٬ إذ انهم لا يتحرّكون لحلّ المسائل العالقة الآنف ذكرها. يا ليتهم٬ فقط٬ يتفرّجون على أعمالك٬ لشعروا بوجع الضمير٬ فمن دون أي تكليف حاربتِ اليأس والفقر٬ أعدتِ الانسانية إلى قلوب جفّت من الحياة٬ وحققتِ ما لم يحققه الملايين من البشر. أمّا المواطنون اللبنانيون٬ فالكثير منهم يعيش ظاهرة اجتماعية غريبة٬ فحال اللارضى الدائم تضعهم في المكان الخطأ٬ فالغيرة والتكبر والرغبة بالظهور والشهرة تسيطر عليهم. أنتِ قلتِ إن "هناك ألوف الناس ترغب في أن تكون مثلنا ولكن الله اختارنا نحن لنكون حيث نحن لنساهم بالأفضل لفرح الآخرين"؛ لذلك علّمي اللبنانيين أن يرضوا بما هم عليه٬ من دون أن يقلّدوا جيرانهم ومن دون أن ينافسوا أصدقاءهم عبر مواقع التواصل بعدد الـ "‪likes‬" والتعليقات. أنت أيضًا قلتِ "إن كنت تحكم على الناس فلن تجد الوقت لتحبهم"٬ لذا علّمينا ألا نحكم على غيرنا.. علّمينا ألا نستنفر عند سماع أيّ "زمّور"٬ علّمينا أن نتحمّل سيارات الأجرة التي تتوقف فجأة وسط الطريق٬ وعلّمينا ألا نعاتب كلّ من سار بأدنى سرعة عند أقصى اليسار٬ وألا نتذمّر من الشاحنات التي تتسابق معرقلة السير. كذلك، انيري بعض العقول التي تثير الرعب في النفوس في كل مناسبة، مع رصاص يتساقط يمينا ويسارا، رصاص طائش يسقط ضحايا من كل حدب وصوب. وازرعي الحب لينبت هدوءا داخل كل رجل يعنف افراد عائلته، ان لم يتسبب في مقتلهم. أخيرًا وليس اخرا، لأن اللائحة تطول وتطول، علّمينا أن نسامح؛ فحتى، إن سياسيينا الخاطئين٬ مع بعض الاستثناءات بالطبع٬ ما رغبوا بذلك٬ إلا أن المغريات كثيرة٬ الاطماع كبيرة والظروف حاكمة عليهم٬ وبالتالي علينا نحن، الصامتون والصامدون حتّى إشعار آخر.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك