Advertisement

لبنان

بين 1974 و2016: 42 عاماً من عمر "نهر المليون فقير"

Lebanon 24
07-09-2016 | 00:08
A-
A+
Doc-P-200490-6367054269107714791280x960.jpg
Doc-P-200490-6367054269107714791280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ورد في صحيفة "السفير": بعد أقل من عام على صدور "السفير"، حزم الزميل الراحل الياس عبود، وهو ابن القرعون، وأحد أهم المحققين في جريدة "السفير" يومها، أمتعته وقصد نهر الليطاني ليجول من منبعه في العلاق، غرب بعلبك إلى مصبّه في صور جنوباً. جال عبود، الذي شاركته في التحقيقات الزميلة فاديا دعبول، على نحو مئة قرية خلال عشرة أيام، ليرسم ملامح حوض الليطاني ومعه سد القرعون وخصوصاً المواطنين الصامدين في المحافظتين المتروكتين، شقيقتي عكار وجرود جبيل وكسروان وكامل المناطق النائية في لبنان، بعيداً عن المركزية القاتلة. بعد 42 عاماً على توثيق الزميل عبود لقصة الليطاني وسد القرعون وناسهما، عادت "السفير" إلى الناس أنفسهم وإلى المكان عينه، وليتنا لم نعد. عودة توثق اليوم لفضائح الأداء الرسمي والتدهور الدراماتيكي القاتل الذي آلت إليه حياة الحوض وناسه. 42 عاماً طوت خلالها 15 عاماً من الحرب التي أنتجت الفوضى. حرب لم تعد تشكل تبريراً لتسييب الليطاني وحوضه والحكم بالإعدام على ناسه، خاصة بعد مضي أكثر من ربع قرن على انتهائها. روى الزميل عبود قبل 42 عاماً كيف كانت قرى البقاع والجنوب مقطّعة الأوصال عن بعضها البعض، حيث لا طرق تسهل تنقل الناس بين البلدات والقرى. عن المنصورة وجارتها غزة التي كان يفصل بينهما النهر فقط، كان عليه أن يلتف على طريق بطول خمسين كيلومتراً ليصل من غزة إلى المنصورة عن طريق جسر جب جنين، أو طريق بر الياس شتورا. اليوم يكفي ان تقطع الجسر فوق النهر بين البلدتين بأقل من دقيقة لتصل من غزة إلى المنصورة. لكن لم يعد هناك ليطاني، بل مجرى يفيض بالنفايات الصلبة والسائلة من صرف صحي ونفايات صناعية وطبية. صار الناس يهربون بعيداً عن النهر. الفقر والحرمان اللذان رصدتهما عين عبود في كامل قرى وبلدات البقاع والجنوب ما زالا طاغيين، إلا في المناطق التي شهدت هجرة واغترابا فبنى أهلها فللاً وقصورا مهجورة من الحجر والقرميد. ملامح «بحبوحة» الاغتراب التي رصدها فريق "السفير" يومها بدت اليوم جلية بوضوح في ظل غياب التنمية الحقيقية عن المنطقة. صحيح أن شبكة التواصل بين المحافظات تبدو اليوم عامرة بالطرقات السريعة، كما تم وصل البلدات والقرى ببعضها البعض، ولكن الحفر في الطرقات الداخلية ما زالت على حالها أو لنقل أن التعبيد العشوائي وتنفيذ المشاريع من دون مراقبة أو محاسبة فعليتين، أبقى أو أعاد الوضع إلى سالف عهده. وبالرغم من توزع اراضي الحوض بين ملكيات كبيرة وحيازات صغيرة تحافظ على بعض "الرأسمالية الزراعية" التي رصدها فريق "السفير" يومها، وخصوصاً بعد تحسن ملكية المواطنين مع السنين وتراجع الإقطاع ونفوذه نسبياً، إلاّ أن الإمساك بمقدرات الدولة والتحكم بمشاريعها قد ارتدى لباساً مختلفاً وتحول من الإقطاع العائلي إلى الإقطاع الحزبي والطائفي والسياسي، ليبقى عامة الناس أسرى إمساكه بالسلطة وتجاذباته ومحاصصاته وزبائنيته. ومع كارثة تلويث الليطاني التي كانت يومها، قبل 42 عاماً، متركزة على مخلفات معمل السكر في البقاع، كانت الأراضي المحاذية لنهر الليطاني هي الأغلى سعراً وقيمة. وتعود ملكيتها إلى كبار الملاكين وأصحاب النفوذ الذين جذبهم مشروع سد القرعون وتجفيف الأراضي على ضفتي الليطاني من عميق في البقاع إلى البحيرة، فاشتروا بأسعار بخسة آلاف الدونمات لينعموا بانسيابية الري بالجر، وبتسهيلات عدة، فيما تركت الأراضي القاحلة البعيدة لعامة الناس وللفقراء الذين لم تكن مياه الري تصلهم وكانوا ممنوعين حتى من ايصالها بالمضخات إلى أراضيهم. بعد 42 عاماً ردم اهالي القرعون ومحيطها أحد أهم المشاريع بعد سد القرعون، القناة 900، التي كانت حلم المزارعين لري أراضيهم، كونها تؤمن مياه الري من البحيرة وصولاً إلى خربة قنافار، وذلك بسبب تلوث مياهها القاتل الذي أثبتت التحاليل أنه مفعم بغازات الأمونيا والميتان والكبريت السامة. إقفال القناة يرتب خسائر في البطاطا وحدها يصل إلى ملايين الدولارات. واليوم تسجل الأراضي المحاذية لليطاني مباشرة أدنى أسعارها بعدما صار مستهلكو الخضار والفاكهة يهربون من منتجاتها المشبوهة، فيما تهجرت عشرات العائلات من منازلها المطلة على النهر بسبب الروائح الكريهة والقوارض والحشرات وتحوله إلى مكان لانتشار الأوبئة". (سعدى علوه - السفير) (لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك