حركة الحريري ترفع "أدرينالين" عون

مع عودته إلى بيروت، وبعد انسداد السبل الآيلة إلى إيجاد مخرج لحلّ أزمة الفراغ الرئاسي، دخل الرئيس سعد الحريري في حركة اتصالات ومشاورات واسعة في اتجاهات داخلية مختلفة، بدأها من بنشعي حيث التقى رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجية، والتي أوحت ببداية "فك الإرتباط"، ومن ثمّ مباحثات معمّقة داخل كتلة النيابية، التي يشكل فيها الرئيس فؤاد السنيورة أبرز "المناهضين" لاحتمال التوجّه لتبنّي الخيار "المرّ والأمّر"، ألا وهو رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون. مروحة المشاورات استكملها الحريري في لقاء مع رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط في بيت الوسط، حيث المعلن أنّ الرجلين "مش زعلانين"، لكنّ ذلك لا يعني أنهما "مش مختلفين". والأكيد أن هذه "المروحة" ستشمل الرئيس نبيه بري المعروف موقفه سلفاً من تبني عون كمرشح للسدّة الرئاسية الأولى. كلّ هذه الصولات والجولات من المشاورات "الرئاسية" طرحت أسئلة عمّا إذا كان في جعبة الحريري جديدًا. أوّل من أعلن عن وجود هذا الجديد هو "الشيخ سعد" نفسه، حينما قال إن "الخيارات مفتوحة على كلّ الإحتمالات". في هذا الصدد، رأت أوساط سياسية أنّ "الحريري قد يذهب في اتجاه اعتماد ترشيح عون على قاعدة أنّ المملكة العربية السعودية لا تتدخل بقرار من قيادتها بالشأن المحلي الرئاسي، ما يعني أنّ المسألة أمست مسألة ضمانات لما بعد الإنتخاب الرئاسي، توصله إلى رئاسة الحكومة والإتفاق على قانون انتخاب جديد.. لكنّ "الحليف الرئاسي" لعون استبعد نضوج التسوية، وقال مصدر قواتي برلماني إنّه "من المستبعد أن تكون طبخة التسوية التي تفضي إلى انتخاب عون قد نضجت، وإلّا لما تأجلت الجلسة السادسة والأربعون إلى آخر تشرين الأول". وأكّد المصدر القواتي أنّ "الحريري اقتنع بترشيح عون، بعدما فهم معادلة أن يكون الأخير رئيساً أو لا رئيس"، مشيراً إلى أنّ "لقاءات الحريري مع مختلف الفرقاء اللبنانيين، يُراد منها إظهار حقيقة أنّ "حزب الله" هو من لا يريد فعلًا انتخاب رئيس للجمهورية، ويعطل كلّ مبادرة، أكان عون مرشحاً أو غيره، وليس تيار "المستقبل" هو من يعطل انتخاب رئيس الجمهورية". ويبقى أن الحركة التي قام بها الحريري جعلت "الأدرينالين" يتدفق من جديد إلى شرايين الرابية، التي تعيش هذه الأيام حلم الرئاسة. (طوني منصور)