Advertisement

المرأة

بين "وضعو عقدّو" و"جبتلا بنت تساعِدا".. عذاب المرأة لا ينتهي!

Lebanon 24
11-10-2016 | 00:26
A-
A+
Doc-P-213914-6367054389913086731280x960.jpg
Doc-P-213914-6367054389913086731280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
الصور النمطية التي روّجها المجتمع عبر التاريخ وتوارثتها الأجيال، رسّخَت المرأة كـ "ربّة منزل". هي تتحمّل مسؤولية الأعمال المنزلية، بينما يتركّز عمل الرَجل خارج البيت. وتكون النتيجة، هي في الداخل وهو في الخارج. عملُها وتفانيها في سبيل راحة أسرتِها داخل المنزل، لا يقيَّم إيجاباً من قبَل مجتمع يصنِّف "ستّ البيت" كامرأة "غير عاملة"، على رغم كونِها تنازع مِن كثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقها. ويَكمن الأسوأ في أنّ زوجها وأولادها يَعتبرون تضحياتها المجّانية الشاقة لمدّة تتجاوز الدوام الكامل جزءاً مِن أبسط واجباتها. وغالباً ما يكافئها أفراد العائلة، بالبهدلة وعدمِ الاحترام، بسبب أفكارها التي باتت رجعيّة بالنسبة إليهم، فهُم في تطوّر مستمرّ بحكمِ وظائفهم واحتكاكهم بالناس، بينما تتراجَع الأمّ داخل جدران المنزل وهي تمارس أشغالاً روتينية لا تتطلّب التفكير والأبحاث والتواصل. حسب الحاجة تكون المرأة قبلَ زواجها عاملةً ومنفتحة، إلّا أنّها تضطرّ إلى تركِ الوظيفة، أو تقليص دوامها إلى النصف، لتربّي أبناءَها وتهتمّ بزوجها والمنزل بعد الزواج. ولا يدعمها تدنّي الرواتب عموماً، لأنّ ما تتقاضاه قد لا يكفيها لدفع قسطِ حضانة تترك أولادها فيها خلال ساعات خدمتها المهنية. وتحظى مواظبتُها على العمل خارج المنزل عادةً بمباركة زوجِها وتشجيعه إذا ما كان "وضْعو عقَدّو". فإذا احتاج لدعمِها المادي شجَّع نشاطها المهني ولربّما ساعدها ببعض الأعباء المنزلية ضماناً لاستمرارها في العمل، علماً أنّ تمكُّنَ الثنائي من استقدام خادمة تعين الزوجة قد يكفي بالنسبة إلى الزوج ليمتنعَ عن مساعدتها، فيتركها والخادمة لأعمالهما ومصيرهما، ويقول: "أنا جبتِلّا بنت تساعِدا". عددٌ هائل من الرجال لا يشاركون زوجاتهم في المهمّات المنزلية اليومية، ملتزمين دورَهم النمطي المحدود بالعمل خارج البيت لجلبِ المال. مع الإشارة إلى أنّ خروج الرجل من المنزل يطوّر شخصيتَه ويَدعم تفتّحَه على أفكار جديدة ويمنَحه استقلالاً مادياً، إلّا أنّه لا يوازي تضحياتها وعملها غير المدفوع داخل البيت. وتعرف غالبية العائلات اللبنانية نساءً يَعملن بكدٍّ في البيت وخارجه، فيجنينَ مالاً بقدر الزوج ويَطبخن وينظّفن بعد يوم شاقٍّ في مراكز عملهنّ، وهيهات أن يبادر الرجل إلى المساعدة. بالأرقام وفي حين يَعتبر رجال يعينون نساءَهم على الأعباء اليومية، وجدّاتٌ نَذرن حياتهنّ لخدمة الأسرة أنّ المرأة العصرية ما عادت تضحّي في المنزل، تأتي الإحصاءات العالمية لتثبتَ العكس. فقد تغيَّر الواقع نوعاً ما بعد خروج النساء لخوض ميدان العمل، إذ فرضنَ أنفسَهنّ شريكات للرجال، لكنّ المساواة لا زالت حلماً بعيدَ المنال. وتشير دراسةٌ أجرَتها منظّمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي عام 2014، شَملت 15 بلداً، إلى أنّ الرجال لا يخصّصون سوى ساعة واحدة يومياً للأعمال المنزلية، في مقابل 5 ساعات للنساء. كسرُ التقليد مِن المستغرب أن يكون المجتمع قد رمى بهذه المسؤوليات على عاتق النساء منذ فجر التاريخ. فحَملُ الأغراض، والكناسة، والتمسيح، والغسيل، والكوي، والشطف، وتلميع الزجاج... أعمال تتطلّب قدرةً بدنية قوية وطاقة تتخطّى تلك المستهلكة خلال أيام من العمل في المكتب. أدركَ عدد من الدول الأوروبّية، وبينها فرنسا، أهمّية كسرِ التقليد وتسخير الإعلان لجعل الرجل شريكاً في يوميات البيت. فالترويج لصورةٍ جديدة تطوّر دورَ الوالد الغربي، بدأ منذ سنوات من خلال إظهاره بدل الوالدة أو إلى جانبها في إعلانات المنتَجات الخاصة بالأطفال والمنزل، ما يعزّز فكرةً مفادُها أنّه مسؤول بدوره عن التربية والتنظيف... وانتقلت عدوى التغيير حديثاً إلى اليابان. هناك تحدَّى حكّام 3 مناطق في جنوب شرق البلاد الصورةَ النمطية من خلال المشاركة بحملة "البطون المنفوخة". وفي إعلان ترويجي ارتدوا ستراتٍ منفوخة تُجسّد بطنَ امرأةٍ حامل في شهرها السابع، وبادروا إلى صعود السلالم وحملِ المشتريات، بينما يتصبّب أحدهم عرقاً إثر تعليق الثياب المغسولة لتجفّ. وتهدف الحملة إلى حثِّ الرجال على مساعدة النساء في الأعمال المنزلية، خصوصاً أنّ التمييز ضد النساء لا يزال من المشاكل المترسّخة في المجتمع الياباني. أمّا إعلاناتنا المحلية، وعلى رغم اجتياح اللبنانيات لسوق العمل كشريكات للرجال، لا زالت تكرّس الصورةَ النمطية، فتُظهر دائماً المرأة وهي تنظّف، تشتري الحاجات من السوبر ماركت، تطهو وتَجلي في المطبخ، تنتظر الأولاد عند مدخل المدرسة أو عند موقف الأوتوكار، وأيضاً تُغيّر الحفاضات لأطفالها وتُطعمهم وتُحمّمهم...، بينما لا مكان للرجل في كلّ تلك الإعلانات المتعلقة بالأعباء اليومية. هذه الصور، أكانت مقصودة من قبَل المعلنين أو راسخة في أذهانهم بسبب الموروث الثقافي المسيطر، تُشوّه دورَ الأب وتُهمّش مشاركتَه في التربية، كما تشجّع الرجال على التغيّب عن يوميّات بيوتهم والاكتفاء بدور المموّل، وكأنّ مكانَهم الطبيعي ليس في المنزل، وأنّ المرأة وحدها مخصّصة لخدمة البيت والأولاد! (سابين الحاج - الجمهورية)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك