سبعة (7).. حزب عصري وسطي براغماتي جديد يطمح أن يتحول إلى أكبر حزب سياسي في لبنان، وذلك عبر مشاركة المواطن بالشأن العام. "صار وقت الجد".."هيدا لون لبنان الجديد".. "حيث لا يجرؤ الآخرون".. شعارات تعطي انطباعاً أولياً عن الحزب البنفسجي، الذي أطلق بعد جهود استمرت لسنوات من التخطيط، وسنة من التنفيذ عملياً على أرض الحياة السياسية، لكن بعيداً عن الشعارات، ما هي أهداف الحزب ومبادئه وسياسته؟
يجيب الناطق بإسم "سبعة" ادن غصين في حديث خاص مع "لبنان 24" إلى أن من أطلق الحزب هم "مجموعة من الشباب والخبراء والناشطين في الحقل العام من عدة طوائف، يعملون على إحداث ثورة مناهضة للاحزاب السياسية التقليدية". ووفق غصين "يتكون مجلس الحزب من 33 شخصاً"، لافتاً إلى أن "الفكرة نشأت حين بدأنا بتشخيص المشكلة الأساسية في لبنان، وارتأينا وقتها أننا نفتقد الى منصة مستقلة يستطيع الشاب اللبناني العمل من خلالها في الشأن العام، وتحسين البلد بمشاركة خبراته وكفاءاته وأفكاره الجديدة، بأحدث تقنيات التواصل والمفاهيم السياسية، أي حزب شبيه بالأحزاب العالمية التي هي ملك للمجتمع وليس الأشخاص".
لون متميز ولا رئيس
أول سؤال يتبادر إلى ذهن من تابع الحملات الإعلانية للحزب ومن ثم حفل اطلاقه، لماذا اختار اللون البنفسجي؟ "هو آخر لون في السياسة، لأنه الوحيد الذي لم يحتكره أحد من الأحزاب اللبنانية التي احتكرت الألوان جميعاً ناهيك عن أنه آخر لون سياسي الدلالة البصرية الايجابية التي يتركها البنفسجي في نفس وعين المشاهد"، يقول غصين.
في 5 تشرين الأول انضم "الحزب اللبناني الواعد رسمياً إلى لائحة الأحزاب السياسية، وفي 21 من الشهر عينه وضع حزب "سبعة" الحجر الأساس لمشروعه الجديد. نتابع ما الذي يميز حزبكم عن غيره؟ يشير غصين إلى أن "النظام المتكامل والدقيق هو ما يميز الحزب عن غيره، وأحد أهم بنوده: لا للشخصنة أي لا رئيس داخل الحزب، عدم الجنوح للأشخاص بل للكفاءة فقط، لا سلطة لاحد، يمنع منعاً باتاً تلقي الاموال من الخارج، وجود مؤسسة مالية مستقلة تراقب احتياجاتنا ومصاريفنا، هكذا ممنوع التلاعب بالإنتخابات داخل الحزب، وممنوع الترشح لنفس المنصب أكثر من مرتين، أما الشفافية المالية فلها موقع الصدارة".
"لبنان الجديد" مستقبلاً
يسعى حزب "سبعة" حالياً إلى البحث عن شركة عالمية متخصصة تشرف على حسابات الحزب والتدقيق المالي. وخلال أسابيع، سيبدأ الحزب بوضع ورشة عمل لمشروع "لبنان الجديد" الذي سينقل لبنان الى مرتبة رائدة في الشرق الاوسط، بحسب غصين، الذي يضيف: "هو مشروع متكامل سيعمل على حل المشاكل في كل القطاعات (البيئة/اقتصاد/تجارة) من أهل الاختصاص وأهل المنطقة"، شارحاً: "سنعرض المشروع على الشعب ومع عدة مكونات في الوطن، وهم بدورهم سيشاركوننا خبراتهم واقتراحاتهم لحل ازمات البلد عبر حلول عملية ومتطورة". وعن مصادر التمويل، يؤكد أن "التغطية المالية للحملة الاعلامية كانت عبر التبرعات الفردية للاعضاء والمنتسبين، أما عن المشاريع المستقبلية فنحن سننشئ صفحة خاصة على الانترنت للتقديمات المالية من قبل المواطنين".
هل تتطمحون لخوض الانتخابات النيابية فيما بعد؟ يضيف غصين: "هو قرار سيتخذ قريباً"، مشيراً إلى أن "مشروع لبنان الجديد هو مشروع سبعة الانتخابي في حال قررت خوض المعركة النيابية المقبلة"، مؤكداً أن "سقفنا عال وسنستخدم كافة الوسائل المتاحة لمواجهة محادل القوى التقليدية".
من المعروف أن لبنان يعاني من سلسلة أزمات عميقة، وهو ليس بلداً مستقراً، وليس بعيداً عن الاجواء المحيطة به من أزمات المنطقة، وإزاء كل ذلك ما الخطاب السياسي الذي يرفعه الحزب؟ يؤكد غصين أن "الحزب لا يتبع أي مجموعة او حزب او تيار سياسي في القضايا الاستراتيجية، أما عن الموقف السياسية التفصيلية، فهو يحدد مواقفه ويتم الاعلان عنها بعد اتمام المشاورات الداخلية، لكن مبادئ الحزب بشكل عام ترفض التبعية للخارج وتطمح أن يتحول لبنان الى جمهورية سيادية مستقلة وحرة"، نافياً انتماء الحزب الى الحراك المدني، بل "إن بعض الاعضاء في الحزب ينتمون للحراك، وهم لديهم توجهاتهم التي لا نتدخل فيها".
شعب واحد ولا للطائفية
المبادئ الاساسية للحزب هي: فصل الدين عن الدولة، الشعب واحد وموحد تجمعه الهوية اللبنانية، نبذ الطائفية ورفض مفهوم الاحزاب الطائفية، رفض التبعية والإرتهان للدول الأجنبية، رفض الانخراط بأي محاور اقليمية، إعادة تصويب دور السفراء في لبنان، الاقطاع والتوريث حالة فساد يجب أن تنتهي، المواطن هو السلطة العليا، نبذ الفساد الاداري، مواجه الفراغ، قانون انتخابي عصري، بسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية، انشاء وزارة تعنى بشؤون النازحين لوضع خطة علمية لانهاء الازمة، حماية الطبقة الوسطى والفقيرة، السعي لوطن عصري مبيني على العدالة الاجتماعية والتطور التكنولوجي والانتاجية.
ما هي شروط الانتساب الى الحزب الجديد؟ يجيب غصين شارحاً أن "سبعة" يتبع آلية عصرية تسهل الانتساب والانسحاب بعيدة عن فكرة حلف اليمين، لكن المهم أن يكون لبناني وأن لا يكون قد أدين أو صدر ضده أي حكم قضائي سابقا، والاهم الالتزام بأفكارنا".
هل يحقق "سبعة" الانتصار الحقيقي في لبنان أم يبقى رقماً، خاصةً في ظل ظاهرة الاحزاب الجديدة التي بدأت تنتشر بشكل كبير في الآونة الاخيرة؟ المهم أن نبدأ بالثورة أما التغيير فقد يطول لكن مواجهة الفساد بالمواقف ضرورية، يختم غصين.