نعيم عباس يُعطّل ويشترط !!

لم تحمل جلسة محاكمة نعيم عباس التي كانت مقرّرة اليوم أيّ جديد، فالموقوف الذي استطاع تعطيل محاكمته في 9 ملفات إرهابية طيلة ولاية رئيس المحكمة السابق العميد خليل ابراهيم، بدا مواظباً على سياسة التعطيل مع بداية عهد الرئيس الجديد للمحكمة العميد حسين عبدالله، ليُثبت تحكّمه بمسار ملفاته وإمساكه بمفتاح اللعبة متسلّحاً بمطلب نقله من سجن الريحانيّة إلى رومية، وهو المطلب غير القابل للتحقيق حتى الآن بالنظر لوصفه "إرهابيّاً خطراً"، ضارباً بعرض الحائط حقوق عشرات الموقوفين الذين يُشاركونه المثول في قفص الإتهام في كلّ جلسة. وكعادته في كلّ جلسة، دخل "نعيم" قاعة المحكمة هادئ الأعصاب، مبتسماً، غير مبالٍ، مطمئنّاً إلى حتمية تأجيل محاكمته في ثلاث قضايا تتعلّق بـ"الإنتماء إلى تنظيم إرهابيّ مسلّح وتصنيع دوائر الكترونيّة تستخدم في تفجير العبوات الناسفة". ويبدو أنّ صيت هذا المتهم سبقه إلى هيئة المحكمة برئاستها الجديدة، حيث بادر العميد عبدالله إلى سؤاله: "وآخرتها معك يا نعيم، ما رح تمشّي الجلسات؟"، وكأنّ جواب المتهم كان حاضراً: "أنا قلت للعميد ابراهيم سابقاً طول ما أنا بالريحانيّة لن أُحاكم ولن أُستجوب"، مستطرداً: "ما هو الفرق بيني وبين مفجّر مسجد السلام في طرابلس يوسف دياب؟ لماذا هو موجود في رومية وأنا ممنوع عليّ الإنتقال إلى رومية؟" هذا الكلام لم يرق لممثل النيابة العامة العسكرية القاضي كمال نصّار الذي أبلغه أنّ هذا الموضوع لا دخل للمحكمة به، عليك أن تطلب من وكيلتك القانونية أن تتقدّم من النيابة العامة بطلب نقلك لدرس الموضوع. ولا يزال نعيم عبّاس رافضاً تكليف أي محامٍ من قبل المحكمة للدفاع عنه بما يسمح بانطلاقة محاكمته، قائلاً: "أنا أصرّ على توكيل المحامية زينة المصري رغم أنني لم أقابلها بعد ولم أتفق معها أصلاً، ولم يتسنّ لي رؤيتها سوى 5 دقائق فقط". وأسوة بزميله إعترض الموقوف جمال دفتردار على عدم نقله من "الريحانيّة" رغم موافقة مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على الأمر كما قال، مشيراً إلى أنّ "الدرك" (إدارة السجون في قوى الأمن الداخلي) لا يقبل نقله وأضاف: "الدنيا كلها فايتة ببعضها وأنا أعيش دوامّة"، عندها طلب منه القاضي نصّار أن يترك الكلام لمحاميته بهذا الصدد، وتقرّر إرجاء الجلسة إلى 20 آذار المقبل.