Advertisement

فنون ومشاهير

"مِتل القمر" مِتل الزفت.. حين لا تنفع الأدوية المضادة للتقيؤ!

Lebanon 24
24-10-2016 | 23:45
A-
A+
Doc-P-220442-6367054446461032591280x960.jpg
Doc-P-220442-6367054446461032591280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان ""مِتل القمر"... مِتل الزفت"، كتب جوزف طوق في صحيفة "الجمهورية": "الـ"موتيليوم" دواء فعّال جداً ضد التقيؤ والغثيان وينصح به الأطباء حول العالم. ولكن هذا الدواء عجز عن إثبات فعاليته ضد آثار الدراما اللبنانية السيئة، فقد تناولت شخصياً أكثر من 11 حبّة حتى لحظة كتابة هذه السطور، ولم أتمكن من التغلّب على الشعور بالإشمئزاز خلال مشاهدة حلقات مسلسل "متل القمر". والشعور بالغثيان ليس سببه رداءة العمل فقط، وإنما الضياع الذي يتخبّط فيه المسلسل على كلّ الأصعدة، من أداء الممثلين الكاريكاتوري إلى الديكور المهزلة والسيناريو الطفولي والعلاقات الاجتماعية الكرتونية والمعالجة التاريخية المصابة بحالة مستعصية من الفصام. لا أعرف من أين أبدأ، ولعلّ هذا يعود إلى أن القيّمين على العمل، هم أيضاً لا يعرفون من أين بدأوا وإلى أين هم ذاهبون بالأحداث. وأفضل توصيف لمسلسل "متل القمر" هو انه دراما مكسيكية بالمكسيكي بلا دبلجة وتعريب، والمشاهد بالطبع يجلس أمام الشاشة لا يفهم شيئاً من الأحداث التي تنغل أمامه والشخصيات تختلط في بعضها مثل برج بابل، ويتناولون مواضيع لا تشبه أي مجتمع وأي شعب في العالم، وهي في أفضل الأحوال تصلح لسيناريو نزلاء قسم "فاقدي العقل بلا أمل للشفاء" في العصفورية. في تقييم "متل القمر" استحال علينا أن نركّب "الدكر على الدكر" في قراءة التطورات والمناخات الدرامية... بربّ السماء والأرض، كيف يستطيع المتابع أن يفسّر بشكل عقلاني حوادث المسلسل التي تدور في الستينات، فيما أقدم سيارة في العمل تم تصنيعها في السبعينات، وأزياء الممثلات كانت دارجة في الأربعينات وأزياء الرجال في التسعينات، فيما المفروشات ينتمي نصفها إلى مرحلة لويس الرابع عشر والنصف الآخر إلى تصاميم الـ"مودرن روستيك" التي انتشرت فعلياً عام 2000... هذا ناهيك عن تطلعات الممثلين في عيش الحلم الأميركي المبني على النكهة المكسيكية الظاهرة على آخره، ولكن بسيناريو خارج مباشرة من أفران الجاهلية بتعابير وإيحاءات نص قراءة لتلاميذ في الابتدائي. إن عبور مستنقع وحل بعد زخّة مطر كانونية، أسهل بمئة مرّة من تخطّي حلقتين متتاليتين من مسلسل "متل القمر"، خصوصاً مع الأحداث التي يخجل المكسيكيون تطعيم أعمالهم بها، وأداء الممثلين المضحك قليلاً والمبكي كثيراً، وبالتحديد سذاجة جهاد الأطرش المبالغة، وإنهماك وسام صليبا دون كلل أو ملل بتبكيل زرّ جاكيته عوض عن فكّ مواهبه، وغندرة ستيفاني صليبا في بحر من التعابير التمثيلية المتجمّدة، وإنفحاط وجيه صقر بقهقهاته المتعدّدة الألوان، وإنشغال جورج شلهوب في دونجوانيته الستينية الباهتة وتعابير كاتيا كعدي البلاستيكية، وإلى باقي الممثلين العالقين داخل كاسيت يمغّط ابتذالاً واستخفافاً وطيشنة هواة. لست متأكداً إذا كانت كاتبة العمل قد قدّمت النصّ إلى المنتج بعدما أوقعت عليه ركوة قهوة، أو إذا غطس المخرج في نومه أثناء تصوير المشاهد، أو إذا أدّى الممثلون أدوارهم نكاية بالمصوّرين والتقنيين، لكن المؤكد أن "متل القمر" يحتوي على ما يكفي من السخافة لتزفيت الأوتوستراد الساحلي بالاتجاهين بسماكة شبرَين، وهو لا يحتاج إلى مزيد من الانتقاد، لأنه قيل فيه ما يكفي لملء كرّاسات، وكل ما يضاف إلى ذلك هو مسمار جديد يُدقّ في نعش صناعة الدراما اللبنانية المشغولة بالأرباح ونسب المشاهدة، ومراكز تسويق الدراما الرخيصة في منازل مشاهدين استسلموا أمام شاشاتهم الفارغة من كلّ إبداع. "متل القمر" ينتمي إلى مدرسة "التخريط" أو "التفنيص"، وليس فيه شيء يشبه المجتمع اللبناني بأهله وثقافته وتاريخه، ولعلّ الإصرار على إصدار جزء ثان منه هو أكبر دليل على تفنّن مشغّلي الفنانين في دحرجة القلاع على ما تبقى من إبداع في البلد. وكلّ من عمل في "متل القمر" وخرج إلى الإعلام أو مواقع التواصل الإجتماعي للتباهي بدوره وإنجازاته التي حققها في العمل، يجب أن تتمّ محاكمته فوراً وسجنه لفترة لا تقلّ عن 6 أشهر مع الأشغال الشاقة في مشاهدة الأعمال الكلاسيكية وأخذ دروس مكثّفة في التمثيل والتعبير، ومنع كلّ من الكاتبة والمخرج والتقنيين من العمل على أي مسلسل جديد قبل نيلهم شهادة البروفيه الفنيّة". (جوزف طوق - الجمهورية)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك