الأسير: احتجزوني في السيّارة معصوب العينين ومكبّل اليدين

كما كان متوقّعاً، لم تحمل محاكمة إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير وعشرات الموقوفين في أحداث عبرا أيّ جديد اليوم، ليصار إلى إرجاء الجلسة إلى 10 كانون الثاني من العام المقبل.. وحدها كلمات "الشيخ" التي انتقدت أسلوب إبقائه في سيّارة نقل السجناء تحت أشعّة الشمس معصوب العينين ومكبّل اليدين، لحين بدء الجلسة، كانت الجديدة. تأجيل المحاكمة يأتي للمرّة الخامسة على التوالي، بسبب تغيب وكلاء اﻷسير المحامين انطوان نعمة ومحمد صبلوح وعبد البديع عاكوم، وأعلن اﻷسير أنه موافق على اعتكاف وكلائه بسبب عدم بت المحكمة بالإخبار المقدم منهم، والذي يطلبون فيه توقيف عناصر "سرايا المقاومة" التابعين لـ"حزب الله" الذين كانوا أول من أطلق النار وتسببوا باندلاع الاشتباكات في عبرا. هنا ابلغ رئيس المحكمة المتهم اﻷسير ان هذا التصرف يُعرقل سير العدالة ويرهن مصير باقي الموقوفين بمصيره.. ثم تدخل ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي هاني حلمي الحجار، فأوضح ان النيابة العامة تسلمت اﻷخبار المشار اليه اﻷسبوع الماضي وأحالته الى أحد اﻷجهزة اﻷمنية الذي باشر التحقيق فيه، وفي ضوء هذا التحقيق سيتقرر الادعاء على من يثبت تورطهم ويحالون على المحاكمة وبالتالي "ﻻ داعي لربط هذه المحاكمة بالإخبار". ثم تقدّم المحامي محمد المراد نيابة عن كل فريق الدفاع عن باقي المتهمين بمذكرة خطيّة، يطلب فيها فصل ملف اﻷسير عن باقي المتهمين عملاً بنص المادة 501 من قانون اصول المحاكمات المدنية التي تجيز الفصل بين الملفات من أجل حسن سير العدالة، مذكّراً بأن هيئة المحكمة العسكرية برئاسة العميد خليل ابراهيم سبق لها ان فصلت بين ملف اﻷسير وموقوفين آخرين في ملف أحداث عبرا. وقال المراد: هناك موقوفون هم قيد الاحتجاز منذ أربع سنوات، ونحن نرفض أن نبقى "أسيري السيد اﻷسير" الذي له الحق بالدفاع عن نفسه بالطريقة التي تناسبه، ونحن نعلم أن المحكمة حريصة على حق اي متهم، لكنها أيضا حريصة على حسن سير العدالة وحقوق باقي المتهمين. وعقّب رئيس المحكمة بأنه مستعد لبحث أي صيغة قانونية تسهّل انطلاقة المحاكمة.. وقرّر تسطير كتاب الى نقابة المحامين في بيروت لإطلاعها على ما يحصل ولاتخاذ ما تراه مناسبًا. وقبل رفع الجلسة أعلن الموقوف محمد صلاح أنّه يرفض فصل ملفه عن ملف الشيخ اﻷسير، وقال ﻻ يجوز محاكمتي وبقاء من تسبب بمعركة عبرا حرّا طليقا.. حينها أعلن المحامي محمد المراد اعتزاله الدفاع عن المتهم صلاح وطلب منه أن يوكّل محاميًا آخر. وكان اﻷسير توجه الى المحكمة قائلا: عندما كانوا يحضروني من سجن الريحانية الى المحكمة يضعوني في غرفة جانبية لوحدي بانتظار المحاكمة.. أما اﻵن فيتم نقلي من سجن روميه صباحا وتركي في سيارة نقل السجناء منذ الصباح حتى موعد المحاكمة وانا معصوب العينين ومكبّل اليدين، علماً اننّي مريض وهذا يؤثر على صحتي. فوعد ممثل النيابة بمعالجة هذه المسألة مع المعنيين.