Advertisement

مقالات لبنان24

خامنئي توقع فوز ترامب: هل أخطأت حقا استطلاعات الرأي؟

علي شهاب

|
Lebanon 24
09-11-2016 | 06:31
A-
A+
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم تفاجئ أوساط المرشد الأعلى في ايران السيد علي خامنئي بفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية. تؤكد مصادر مقربة من دوائر صنع القرار الايراني أن "الرصد العلمي والفني في طهران كان يؤشر بوضوح الى فوز ترامب"، مشيرة في الوقت نفسه الى أنه "ﻻ يمكن للأجهزة اﻻميركية المتخصصة باﻻحصاءات ان تكون غافلة عن ذلك، بل هي كانت تمارس عملية تزوير لتوجيه الراي العام". قبل أيام قليلة، تناول السيد خامنئي الانتخابات الرئاسية الأميركية بتوقع واضح بفوز المرشح المثير للجدل. قال خامنئي إن احد المرشحين "واضح وصريح ولهذا السبب يحظى بقبول أكبر لدى الشعب الأميركي"، متسائلا " لماذا يتهمونه بالشعبوية؟ لأن الناس يعتبرون كلامه صحيحا؟ والحقيقة هى أن الشعب الأميركي يرى كلامه انعكاسا لما يعيشه". وتابع خامنئي إن "هذا الشخص سوف يصل إلى البيت الأبيض بعد عدة أيام". فهل أخطأت استطلاعات الرأي فعلا؟ أم ان المعلومات الواردة من طهران حول توجيه الرأي العام الأميركي والعالمي صحيحة؟ لنراجع السياق الذي سبق اليوم الانتخابي الأميركي الطويل. تحكم الولايات المتحدة الأميركية المؤسسات، وسواء اتفقنا ام اختلفنا مع سياساتها؛ فالحكم في واشنطن كما القرارات المرتبطة بالمصالح العليا للبلاد تخضع لمصفوفة منتظمة تأتي برؤساء وشخصيات سياسية في خدمتها لا العكس. حاول 16 مرشحا جمهوريا في البداية أثناء الانتخابات التمهيدية في اخراج ترامب من السباق. استمر الأخير في حملته على الرغم من كل الأصوات المنتقدة محليا ودوليا. لم تنجح الأصوات داخل البيت الجمهوري في لحظات السباق الأخيرة في ثنيه عن الاستمرار في الترشح. عشية الانتخابات، وجه مكتب التحقيقات الفدرالي ضربته القاضية لهيلاري كلينتون. لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة تأثير "فضيحة" الكلام المسيء لترامب في حديث جانبي ازاء النساء بحجم الإنطباع الذي تركته قضية البريد الالكتروني حول مدى قدرة كلينتون على ادارة البلاد بأي حال من الأحوال. ثم حلّ يوم الانتخاب. تعينّ على المهاجرين والنساء والمجنسّين، وكل الفئات التي ترى في ترامب خطرا عليها، التوجه الى صناديق الاقتراع. لم يمتلك هؤلاء ببساطة حافز الانتماء لمشروع كلينتون في مقابل الدافع الذي يمتلكه أنصار ترامب. يمكن الإشارة أيضا الى جملة عوامل شديدة التأثير في النتيجة: - انتخبت الولايات الأميركية الديموقراطية الثلاثة؛ أي ميشيغان وأوهايو و ويسكونسون، حكاما جمهوريين منذ العام 2010. وفي بنسلفانيا، الولاية الديموقراطية الرابعة التي أجمع المحللون على دورها الحاسم قبل الانتخاب، بقيت أرقام ترامب قريبة من منافسته الديموقراطية على الرغم من كل ما واجهه به الإعلام خلال ترشيحه. الخلاصة أن حظوظ ترامب لم تكن منخفضة حتى في عقر دار الديموقراطيين، بعكس ما أوحى الإعلام. - اختار ترامب خطابا واضحا وصريحا. لعب على حاجة الأميركيين غير الراضين بالوضع الراهن الى التغيير وتحقيق "الحلم الأميركي". هذا ما قصده المرشد حين قال إن خطاب ترامب، من دون أن يسميه، "شعبوي". الجماهير تستأنس بالكلام المستفز لشعورها بالمظلومية. - لم يكن مندوبو كلينتون الانتخابيين بحاجة الى القلق كثيرا. استطلاعات الرأي المتوالية كانت تصب جميعها في مصلحتها. لا داعي لبذل جهد كبير في التعبئة، بعكس فريق حملة ترامب الذي وضع نصب عينيه الفوز في الولايات الديموقراطية المتأرجحة. - قام خطاب ترامب بأسره على صورة "الرجل الأبيض" الذي سيعيد لأميركا عظمتها. في المقابل، وقفت امرأة تحمل في ذاكرة الأميركيين تصويتًا على غزو العراق، والهجوم في بنغازي الليبية ثم سوء اهمالها في قضية البريد الالكتروني. الإنطباع الذي تكوّن في الأشهر القليلة الماضية لم يكن ليؤهلها لقيادة أميركا. نسبة كبيرة ممن اضطر لاختيار هيلاري كان بسبب خشيته من ترامب لا اقتناعا بالمرشحة الديموقراطية. وهذه النسبة لا تملك بالتالي حافز المشاركة الذي يمتلكه الأنصار المشاركون عن قناعة في الاقتراع. - متلازمة "الشعب يظن أنه يقرر مصيره": هناك فئة واسعة من الشعب الأميركي، بل هي الأوسع، لا تكترث بالسياسة الخارجية، ولا يتعدى اهتمامها بالسياسة المحلية الملفات الحياتية المباشرة (الرعاية الصحية، تعويضات المحاربين القدامى، فرص العمل، زواج المثليين،...). جرّب هؤلاء الحزب الديموقراطي للسنوات الثمانية الماضية، وبما أننا في بلد ديموقراطي و حر؛ دعنا نجرب خيارا اخر ! هذه الفئة من الشعب هي نفسها التي تأتي بممثل كأرنولد تشوارزنيغر حاكما على ولاية كاليفورنيا. يُدرك هؤلاء ان ممثلا في هوليوود لا يمتلك بالتأكيد الذكاء السياسي، ولكنه يشبه "الحلم الأميركي". ترامب كان قريبا من صورة هذا "الحلم" أكثر من كلينتون بأشواط.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك