Advertisement

مقالات لبنان24

بين "أمل" و"حزب الله" أقل من عتب وأكثر من تحالف!

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
23-11-2016 | 04:13
A-
A+
Doc-P-233494-6367054565364083121280x960.jpg
Doc-P-233494-6367054565364083121280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في اللحظة التي قام بها الرئيس سعد الحريري بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية شعر كوادر "حركة أمل" أن شيئاً ما قد حصل دون معرفة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأن شيئا ما مبطن له، فثارت ثائرة الحركيين وكادت تصل الأمور إلى الإنفلات في الشارع، لأنه وبنظر أنصار رئيس المجلس النيابي فإن بري أحد أبرز صناع السياسة في لبنان وهناك من يحاول سلبه هذا الدور. يوم الإنتخابات الرئاسية إتسم بري برباط جأش عبر إدارة هادئة لجلسة كان باستطاعته تطييرها كما أشار هو، عندما قال "النصاب في يدي لكني لن أستعمله"، وعلى الرغم التطمينات التي أطلقها أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله حول تمسك الحزب ببري رئيساً لمجلس النواب إلا أن قاعدة الحركيين طرحت أكثر من تساؤل وضمرت أكثر من عتب. توجس جمهور "أمل" من سير "حزب الله" بتسوية لم يوافق عليها برّي، معتبرين أن الحزب يساهم عن قصد أو عن غير قصد بعزل رئيس المجلس، في المقابل إستغرب جمهور الحزب سعي بري إلى منع مرشح الحزب من الوصول إلى بعبدا، وتالياً منع إنتصار الحزب في السياسة الداخلية اللبنانية. أعلن برّي لحظة الإشتباك عند تسمية الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة، إذ تقصّد بري القول أنه يفي للرئيس الحريري دَيناً كان قد فرضه على نفسه حين قال "أنا مع سعد الحريري ظالماً كان أو مظلوماً"، وقصد أن الحساب بينهما قد أغلق وأن بعد التسمية كل شيء بحسابه. عند تحديد لحظة الإشتباك بين برّي والعهد، بعد تسمية الحريري، بدأ يظهر إلى العلن شعور القوى السياسية المسيحية بشيء من فائض القوة، فبدأ "حزب الله" يرسل إشارة تلو الأخرى حول عدم إطمئنانه من تأثير "القوات" على مسار تشكيل الحكومة، بعدما تناهى إلى مسامعه أنها تضع فيتوات على بعض الأسماء المطروحة للتوزير، وترغب بالحصول على 4 وزراء في حين أنها لا تملك سوى 8 نواب، والقوات هنا لم تقس حجمها التمثيلي النيابي، بل بفاعليتها في صناعة الحدث الرئاسي بحد ذاته، حتى أنها شعرت أنها أخذت دور الرئيس بري من حيث كونه ممراً إلزامياً لإختيار الرئيس. هنا فقط برزت ضرورة ردم الهوّة المتزايدة بين "حزب الله" و"حركة أمل" منذ ما قبل الإنتخابات البلدية الأخيرة، وذلك بهدف مواجهة طموحات "القوات اللبنانية" بما تمثله بالنسبة إليهما من إرتباطات معادية، ما استوجب إعادة تصويب البوصلة وإعادة إستيعاب سعد الحريري من قبل برّي، غير أن تصريح الحريري الأخير حول معرفة الجميع من يعطل تشكيل الحكومة، زاد من نقزة الثنائي الشيعي، وبات يستشعر رغبة طرفي المعادلة اللبنانية بالإقصاء السياسي، الامر الذي توّج بزيارة الأمير خالد الفيصل والذي جزم نقلاً عن لسان الرئيس عون أن زيارة الأخير الأولى لخارج لبنان ستكون إلى السعودية. هكذا، وضع التحالف الشيعي العتب والعتب المضاد بينهما جانباً، في ظل ما بدأ يشعر به أن مفاصل السلطة يعاد تركيبها مجدداً مع دور هامشي للشيعية السياسية، رغم أنها كان لها الدور الأبرز في صناعة سلطة العهد الحالية، فعاد "أمل" و"حزب الله" إلى نظرية التحالف الإستراتيجي العميق بينهما.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك