من غريب الصدف أن تتزامن مواسم التنزيلات والحسومات على السلع، أو ما بات يعرف بـ"
الجمعة الأسود" وبالإنكليزية من غير شر "بلاك فرايدي"، مع بداية عهد جديد، وكأن من أطلق هذه التسمية كان يعرف مسبقًا أو على طريقة ليلى عبد اللطيف أن هذا اليوم سيكون عن حق وحقيق أسود بكل ما تعنيه هذه الكلمة من سواد عيشتنا في بلد عجقة السير بامتياز، وكان ينقص اللبنانيين ما تسببه هذه الزحمة من حرق للوقت والأعصاب.
بادرة خير ان تعود الحركة التجارية إلى الأسواق، وجميل أن نشهد تخفيضًا للأسعار، خصوصا في فترة الأعياد، وبعد الركود القاتل، وبعدما اضطر أكثر من تاجر لأن يغلق محله لأن الإيجارات "اكلته"، ولم يعد كثيرون قادرين على تحمل المزيد من الخسائر ومن الفوائد المتراكمة، ولكن هذه الحركة التحفيزية كان يجب أن تواكبها عملية تنظيمية من قبل شرطة السير، فلا تتحول النعمة إلى نقمة بعد يوم طويل قضاه المواطنون عالقين في الطرقات، لساعات طويلة من دون أن يعرفوا السبب المباشر لهذه الزحمة غير المعقولة ليتفاجأوا بأن أحد المتاجر قرر تخفيض أسعاره إلى ما يتعدى السبعين في المئة، فحصلت كارثة الطرقات.