Advertisement

مقالات لبنان24

بين "سوريا المفيدة" و"سوريا الموحدة".. ما دور اللواء جميل الحسن؟

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
02-12-2016 | 02:38
A-
A+
Doc-P-237584-6367054603948971921280x960.jpg
Doc-P-237584-6367054603948971921280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عاد النبض من جديد الى المحركات الدبلوماسية الاميركية عبر"مهمة" يقوم بها وزير خارجيتها جون كيري على ابواب الادارة الاميركية الجديدة من خلال السعي لاعادة بلورة استراتيجية تفاهم اميركية- روسية تنحصر في ظاهرها حول ميدان حلب، وانما في باطنها ليست سوى مسودة تفاهم حول الخطوط العريضة لمستقبل سوريا، انطلاقا من توسيع نطاق التنسيق ليضم المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا. وللغرض عقدت عدة اجتماعات بين دبلوماسيين أميركيين وروس في جنيف عبر محادثات ثنائية أجراها كيري مع عدة اطراف فاعلة وبعض حلفاء اميركا في امارة ابوظبي، هذا عدا عن تواصله مع رئيس الوزراء الروسي سيرغي لافروف قرابة المرتين الاسبوع الفائت ولقائه مع الاخير في مدينة ليما في البيرو. هذا الاستنفار الدبلوماسي الاميركي المباغت ما هو الا انعكاس للقلق الذي يساور الادارة الاميركية التي ستطوي صفحاتها قريباً مع دخول واشنطن عهداً جديداً بنفس "ترامبي" غير مريح، من خسارة دبلوماسيتها لكل ما حصدته على خطوط عدة في المنطقة، انطلاقا من الاتفاق النووي وصولاً الى الاحتفاظ بورقة سورية وفق ستاتيكو معين، لم تحسم فيه وجهتها حتى الساعة لصالح أي من المحورين المتصارعين على حلبتها. وربما هذا ما يفسر السباق المحتدم الذي يشهده خط الازمة السورية مؤخراً بين دبلوماسية "تصريف الاعمال" الاميركية والفورة الروسية في الميدان السوري، حيث تسعى الاولى الى انتزاع التزام أولي من اللاعب الروسي يقوض أي جهود مستقبلية للعهد الاميركي الجديد لقلب طاولة ما جرى "قشه" عليها سابقاً من أوراق، ويسعى فيه الثاني، أي الدب الروسي الى حسم ورقة "حلب" نظراً إلى اهميتها الاستراتيجية على اكثر من صعيد، قبل دخول العهد الاميركي الجديد حيز التنفيذ حيث يبقى التوجس الروسي منه "سيد الموقف" على رغم كل التصريحات المطمئنة التي خرج بها الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب في اكثر من مناسبة. ولكن يبقى السؤال ماذا لو لم تحسم ورقة حلب خلال الشهر الجاري؟ وهل من خطة بديلة لدى اللاعبين الاميركي والروسي حول مستقبل سوريا؟ ما يمكن تأكيده وعلى رغم التقدم الذي حققه النظام السوري في ميدان حلب مدججاً بدعم روسي واضح، إلا أن قرار الحسم العسكري والنهائي فيها مازال رهينة المفاوضات الجارية على خطوط الدول الفاعلة والمؤثرة في الصراع، حيث يجري استنزاف الميدان ما امكن لتحصيل ضمانات من هنا وهناك تنسجم ومصالح الاطراف المؤثرة، والذي لا شك في أن روسيا تشاطرهم فيه باعتبارها المتحكم الابرز بعملية حل الازمة السورية والاكثر حاجة للحصول على ضمانات في ملفات توجعها كملف اوكرانيا والعقوبات الاوروبية المفروضة عليها ومعالجة اسعار النفط مع المملكة العربية السعودية بشكل خاص. من هنا تقع مسألة الحسم العسكري في حلب على مفترق طريق يمكن تلخيص نتائجها بنقطتين هما: الاولى: إما أن تذهب موسكو الى عدم الحسم العسكري النهائي في حال اطمأن ظهرها لقيام واشنطن بما يلزم لتسهيل حصولها على الضمانات اللازمة في الملفات التي تؤرق استقرارها، حيث يستمر الوضع السوري على ما هو عليه تمهيداً لاخراج ورقة الفيدرالية، أي الدولة الاتحادية السورية الى الواجهة مجدداً، والتي يتفق بموجبها كل الاطراف على رمي السلاح والتوجه الى الاتفاق على رسم تقسيم جديد للنفوذ في سوريا، يُحفظ فيها للنظام السوري ورأسه حصة محدد اطارها، مقابل حفظ حصة موازية للمعارضة السورية وذلك على المستويين الجغرافي والسياسي، على أن يصبح عنوان القضاء على التنظيمات الارهابية مجرد ورم سرطاني سيجري العمل على استئصاله موضعياً عبر وقف ضخ الدعم لتلك التنظيمات والقضاء على ما تبقى منها وفق خطة مشتركة تشارك فيها قوى المعارضة والنظام وبدعم اممي ودولي. وربما هذا ما لمح إليه وزير الخارجية الاميركي كيري في جلسة استماع امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي مؤخراً، والذي قال فيه "ربما يفوت الآوان لابقاء سوريا موحدة اذا انتظرنا فترة أطول". الثانية: وهي أن تذهب موسكو الى الحسم العسكري النهائي انطلاقاً من مدينة حلب، بما يحقق لها ذلك من تسجيل نقطة قوية لصالحها يمكن أن تؤسس عليها لتحصيل بعض الضمانات عبر جولة مفاوضات جديدة يكون عنوانها مصير رأس النظام " بشارالاسد"، وهذا ربما ما كشفه تسريب نقل عن احد مستشاري الاسد مؤخراً لم يخف فيه الاخير قلقه، حيث قال: "نحن لا نتحكم بمسار المفاوضات على مرحلة انتقالية". اضف الى ذلك ما جرى تسريبه ايضاً عبر وسائل الاعلام عن رهان روسي على اللواء السوري جميل الحسن رئيس المخابرات الجوية في سوريا والسكرتير الخاص السابق لماهر الاسد، ليكون بديلا لبشار الاسد والذي فضحه ايضاُ ظهور الاخير عبر وسائل اعلام روسية، كانت قد نشرت جزءاً من ما دار فيه صحيفة "اندبندنت"، حيث لوحظ رفع اللواء الحسن خارج مكتبه لعلم سوري وثلاثة اعلام روسية، هذا عدا عما حملته تصريحاته من انتقاد لسياسة بشار الاسد بطريقة غير مباشرة، معتبرا أنه لو قام النظام السوري الحالي بتوجيه "ضربة قاضية" لمعارضي الاسد كما فعل حافظ الاسد الأب في احداث حماه في الثمانينات "لما كانوا وصلوا الى ما وصلوا اليه اليوم". وتأتي أهمية اللواء الحسن بالنسبة إلى الدب الروسي انطلاقاً من قدرته على اعادة ترميم بنيان الجيش السوري وتقويته ووضع حد للتدخل الايراني الذي شكل محط انتقاد روسي من جراء لجوء ايران الى الكثير من الميليشيات -على حد تعبير احدى الصحف- من اجل تعويض النقص في عدد السوريين المستعدين للقتال، فكان أن نجح الروس مؤخراً في اعادة هيكلة الجيش وتشكيل الفيلق الخامس للجيش السوري الذي يتألف من متطوعين يصل عددهم الى حوالي عشرة آلاف جندي تقريباً. ميرفت ملحم (محام بالاستئناف)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك