Advertisement

لبنان

فرنسا تكشف خطة "النزوح"

Lebanon 24
02-12-2016 | 20:07
A-
A+
Doc-P-237983-6367054607497170271280x960.jpg
Doc-P-237983-6367054607497170271280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في باحة واسعة جلست سميرة تتأمل طفليها ربيع ونور يركضان ويضحكان، في نظرة امتزجت بأمل اللجوء الى فرنسا والبدء بحياة جديدة، ولوعة ترك سوريا بعدما ساءت الأحوال في ضيعتهم واشتدت نيران الحرب. لكن كيف لهذه العائلة ألّا تسعى ليُقبل طلبها مهما زاد حنينها لبلدها الأم، فيما فرصة السفر الى فرنسا وتأمين المسكن والعمل والتعليم مؤمّنة؟أشارت السفارة الفرنسية في لبنان منذ مدة إلى أنّ الأخير يبذل جهداً غير مسبوق في استضافة اللاجئين، وهو ما دفع فرنسا الى تنفيذ برنامجها الإنساني لاستقبال اللاجئين وفقاً للالتزامات التي تعهّد بها رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند خلال زيارته للبنان. وفرنسا الملتزمة استقبال 3000 لاجئ سوري على أراضيها بين 2016 و2017، أنهَت عبر وفد من المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (OFPRA) مهمتها بدراسة حالة أكثر من 1500 لاجئ سوري على 3 مراحل، يعيشون في وضع هَشّ بحسب المعايير التي حددها المفوض السامي لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وبهذا يكون هؤلاء اللاجئين حصلوا على «إعادة التثبيت» في الأراضي الفرنسية، على أن يكون هذا البرنامج جزءاً من عمل أوسع نطاقاً تقوم به فرنسا تضامناً مع لبنان لمواجهة تداعيات الأزمة السورية على أراضيه، بحسب السفارة الفرنسية. السفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون أكّد في حديث شاركت فيه "الجمهورية" أنّ "برنامج إعادة توطين اللاجئين السوريين نقوم به في لبنان بالتعاون مع الأمم المتحدة بناءً لإلتزامات الرئيس الفرنسي لهذا البلد، وهو لفتة رمزية تجاه لبنان، الى جانب أمور أخرى، لعلمنا بثِقل الحمل الذي يُلقى على كاهله نتيجة الأزمة السورية، وسعياً منّا لمساعدته في مواجهتها". وعن استقبال 3000 لاجئ سوري في الوقت الذي يستضيف فيه لبنان ما يزيد عن المليون ونصف المليون لاجئ، شدّد بون على أنّ "ما تقدمه فرنسا هو بادرة تضامن رمزية، لكن في أزمة مماثلة فإنّ اللفتة مهما كانت رمزية هي مهمة، فأزمة اللجوء السوري تُعتبر الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، وفي مواجهة هكذا أزمة لا شيء يبدو كافياً"، مضيفاً: "لا أدّعي أنّ ما نفعله يكفي لاحتواء العبء الذي يتحمله لبنان، لكنني أعتقد أننا نبذل قصارى جهدنا لمساعدته، خصوصاً أنّ الرئيس هولاند تعهد أيضاً بتخصيص تبرعات بقيمة 100 مليون يورو للبنان لفترة 2016-2018". واعتبر بون أنّ "نتائج الإنتخابات الرئاسية في فرنسا لن تؤثر في السياسة المُعتمدة تجاه اللاجئين، لأنّ فرنسا ملتزمة بما تنفذه أيّاً كان الرئيس الجديد". ضمن إجراءات مشددة للحفاظ على سلامة اللاجئين، باشر الوفد دراسته الأخيرة لحالات الفريق الأخير من اللاجئين للتأكد من صعوبة أوضاعهم ومدى إلحاح حاجتهم للانتقال الى فرنسا. فاختارت السفارة وسيلتين إعلاميتين لبنانيتين وأخرى فرنسية، مشددةً على عدم إظهار وجوه أيّ من أفراد العائلات السورية. النازحون ما إن دخلت سميرة الى غرفة المقابلة، حتى عرّفها مندوب الوفد عن نفسه في حضور مترجمة، موضحاً أنه سيكون مسؤولاً عن ملفها، وشاكراً إيّاها على المجيء للمقابلة رغم صعوبة الظروف. وطلب المندوب من سميرة معرفة الأسباب التي دفعتها للهرب من سوريا والتقدّم بطلب اللجوء الى فرنسا، ولم يتردد في طمأنتها الى أنّ هذه المقابلات تندرج في إطار السرية التامة، أي أنه يمكنها التعبير بحرية كاملة عن كل ما يجول في خاطرها، موضحاً أنها تنقسم الى قسمين حيث يسألها في الأول عن هويتها وعائلتها وحياتها في سوريا، فيما يسألها في الثاني عن المشكلات التي واجهتها في سوريا. ليُطلب من وسائل الإعلام الخروج كي تبدأ سميرة بإعطاء الإجابات. في المقلب الآخر، تجلس دلال منتظرة دورها، تحمل ابنها المريض بين يديها وتعتبر أنّ "اللغة ستكون العائق الأساسي خلال رحلتهم، إلّا أنّ السفارة تعطي صفوفاً في اللغة الفرنسية كل يوم وهو ما تستفيد منه مع عائلتها"، موضحةً أنّ "مرض ابني المستعصي وحاجته الملحّة للعلاج تجعل من وضعنا ملحّاً للسفر". وعن خوفهم من التعامل معهم كإرهابيين في فرنسا، تفكر دلال ثم تقول: "لو كان هذا الأمر محتملاً لما فتحوا الأبواب أمامنا للجوء، فأولاد عمّي هناك ووضعهم جيد". على بعد بضعة أمتار، إمرأة تطعم ابنتها، ولدى سؤالها: "ما الذي يجعل من وضع عائلتك ألحّ من غيرها للسفر؟" تنظر الى الأرض وتجيب: "إذا كان هناك عائلة تستحق السفر أكثر منّا، ليش لأ، لكنّ زوجي مريض ولا يعمل والسلطات الفرنسية تعدنا بتفهّم وضعنا ومساعدتنا"، مستطردةً بالقول بالعاميّة: "مصيرنا نِتعلم اللغة ونعيش مِتلنا مِتل هالعالم". تسعى فرنسا من خلال مبادرتها الى القيام بلفتة بسيطة نسبةً لما يقوم به لبنان، إلّا أنّ ما عانته من الإرهاب قد يدفعها الى التشدّد خصوصاً انّ ملفّ النازحين الى فرنسا من كل دول العالم سيدخل كعامل أساسي في الإنتخابات الرئاسية في الربيع المقبل. من هنا فإنّ فرنسا التي هي الدولة الأقرب للبنان مطالبة بخطوات أكبر في ملفّ النازحين الذي يهدّد الكيان اللبناني برمّته، والتي كانت الدولة الراعية لنشوئه. (ربى منذر – الجمهورية)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك