Advertisement

عربي-دولي

"إن شاء الله".. كيف تحوَّلت إلى شعار معارضي ترامب؟

Lebanon 24
03-12-2016 | 01:27
A-
A+
Doc-P-238025-6367054607815955091280x960.jpg
Doc-P-238025-6367054607815955091280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريراً مطولاً وشيقاً لمراسلتها بيتاني آلن إبراهيميان، عن عبارة "إن شاء الله"، وكيف تسربت هذه العبارة إلى اللغة الإنكليزية وبات يستخدمها العديد من الأميركيين للتعبير عن مدى ثقافتهم ومعارفهم، أو تضامنهم ضد المناهضين للمسلمين. حظيت "إن شاء الله" بظهورها الإنكليزي الأول في القرن التاسع عشر، لكنها لم تنتشر وسط الأميركيين غير المسلمين وغير متحدثي العربية سوى منذ هجمات 11 أيلول. العبارة استخدمها كاتب مجلة "ذي أتلانتيك" جيمس فالوز في تغريدة على تويتر. وقامت الممثلة ليندسي لوهان بمحاولة استخدام مماثلة وإن كانت ركيكة. وتتكرر العبارة ذاتها أثناء اجتماعات العمل، أو في قطار الأنفاق، أو أثناء تناول وجبة خفيفة في بروكلين. وبالنسبة للأميركيين الذين يستخدمون عبارة "إن شاء الله"، فإنها تجمع بين جلال اللغة الفرنسية، والإيحاء الذي تعطيه اللغة السنسكريتية بالتعدد الثقافي- بالإضافة إلى لمسة "المجازفة" تلك التي تنطوي عليها. يملأ الرئيس المنتخب دونالد ترامب إدارته بمؤيدين يرون أن "الإسلام بطبعه عنيف، وخَطِر، ومهدِّد". ويؤمن بعض من رددوا هذا الرأي أن أي شيء مرتبط بالدين الإسلامي "يحمل قوةً شيطانية، وشراً لئيماً يجب التصدي له في كل لحظة" كما تصدّى البيوريتانيون (التطهيريون) لممارسة السحر في القرن السابع عشر. وقال مايكل فلين، وهو ضابط استخبارات متقاعد اختاره الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، إن الإسلام "سرطان خبيث" وهو يعتقد أن "الشريعة تتسلل الآن إلى قوانين ومؤسسات الولايات المتحدة". وكتب فرانك غافني المؤمن بنظرية المؤامرة -وكان قد قدّم نصائح لترامب خلال حملته الانتخابية ويعد "صديقاً مقرّباً" لستيف بانون، كبير الخبراء الاستراتيجيين للرئيس المنتخب- أن شعار وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية يخفي هلالاً ونجمة، وهو رمز الإسلام، وأن هذا يشير إلى "خضوع أميركا الرسمي للإسلام". وهي نظرية تأتي من عالم الأصولية المسيحية، التي اعتادت البحث عن رموز غامضة في أكثر الأماكن براءة. يمتد هذا الخوف بديهياً إلى اللغة العربية. ففي عام 2013، انتقد غافني اختيار جون برينان من قبل الرئيس باراك أوباما لإدارة وكالة الاستخبارات المركزية، معتبراً إياه "أخطر داعمي أجندة المؤمنين بسيادة الإسلام داخل صفوف الحكومة الآن". وما هو الدليل الوحيد الذي قدمّه غافني لمزاعمه؟ والجواب طبعاً كان بأن برينان يتحدث العربية بطلاقة. وفي حادثة أخرى، بعد أن عدَّد قائمة من أسماء منظّمات إرهابية في خطاب أمام لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأميركية، تهكّم السياسيّ الأميركي ليندسي غراهام أن "كل ما يبدأ بـ(الـ) في الشرق الأوسط ينذر بالخطر". وبالطبع (الـ) هي ببساطة أداة التعريف في اللغة العربية، والمكافئة لكلمة the في اللغة الإنكليزية. وبالتالي ليس مدهشاً أن وجدت عبارة "إن شاء الله" نفسها في مرمى متعصّبي الإسلاموفوبيا الصاعدين. وفي حزيران الماضي عندما أنهى مذيع شبكة "بي بي سي" فقرته المعتادة بإصبعين متعاقدين وبعبارة "إن شاء الله" معوجّة -"سنكون ببلدة أوكسبريدج الأحد المقبل في حلقة خاصة نسأل فيها "هل نحن أمام نهاية العالم؟" إذن نراكم الأسبوع المقبل، إن شاء الله"- أطلق ذلك عاصفة بين وسائل إعلام اليمين. والآن يبدو أن الإسلاموفوبيا الكامنة التي يستحضرها استخدام العبارة أصبحت جزءاً من جاذبيتها وسط المتدينين التقدميين في الولايات المتحدة. وكلما توسّع الترويج الزائف للإسلاموفوبيا، ازداد التصدّي الثقافي المضاد له. وعندما يلجأ أميركيون إلى تزيين حديثهم بعبارة "إن شاء الله" مرة أو اثنتين فإن ذلك يعد فعل مقاومة مصغّر، وضربة مباشرة في وجه الاعتقاد بأن الإسلام -واللغة العربية تالياً- شريران. فهو الفعل اللغوي المكافئ لارتداء حجاب على الرأس تضامناً مع يوم الحجاب العالمي. (فورين بوليسي – هافنغتون بوست)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك