Advertisement

مقالات لبنان24

"النصرة" للروس و"الباب" للأترك

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
23-12-2016 | 06:11
A-
A+
Doc-P-247555-6367054959026621041280x960.jpg
Doc-P-247555-6367054959026621041280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تتفاوات التقديرات حول نتائج الإجتماع الروسي – الإيراني – التركي المتعلق بسوريا، ففي حين يتحدث البعض عن إنقلاب في الموقف السياسي التركي لصالح بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه، يقول آخرون أن أنقرة هي الطرف الوحيد المعادي لدمشق، والذي إستطاع من موقعه إستيعاب الإندفاعة الروسية وضمان حصة سياسية وازنة في أي تسوية قادمة، بل كرست نفسها أحدى العواصم الفاعلة في إيجاد الصيَغ لإنهاء الصراع السوري. يجزم مصدر مطلع على التطورات السياسية الإقليمية أن الإتفاق الإيراني – التركي – الروسي، لن يخرج إلى العلن بل سيبقى سرياً إلى فترة غير قليلة، لكن الأكيد أن الإتفاق تم على الخطوط العريضة والأساسية. ويشير المصدر إلى إمكانية إستشراف معالم هذا الإتفاق من خلال الإطلاع على بعض الإشارات الميدانية والعسكرية. منذ بدء الإجتماع الثلاثي قبل يومين، تحركت الدبابات التركية بإتجاه مدينة الباب شرق حلب، الأمر الذي عكس رغبة تركية بالسيطرة على المدينة مهما كانت التكلفة العسكرية، وهو ما كان مستبعداً إلى حدّ كبير، خاصة في حال إصرار "داعش" على الصمود في المدينة وعدم الإنسحاب منها، لأن المعركة ستستنزف القوات التركية. الهجوم التركي الجدي على الباب، بدأ يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح خاصة أن "داعش" قرر خوض المواجهة حتى النهاية، لكن كل هذا يقود إلى إستنتاج واحد، هو أن مدينة "الباب" هي من الحصة التركية، بإعتبار أن أنقرة لن تقود حملة عسكرية تستفز فيها موسكو في ظل الجو التسووي السائد بينهما. في المقابل، بدأ تظهر الوجهة العسكرية السورية التالية بعد حلب، إذ إن الحشود العسكرية تتوجه، إضافة إلى تدمر، إلى نقطتين أساسيتين، الأولى ريف حماة الشمالي الذي يستطيع الجيش السوري من خلال السيطرة عليه تضييق الخناق على محافظة إدلب، والسيطرة على سهل الغاب وسهول القمح في حماة، والثانية هي ريف حلب الجنوبي من خان طومان إلى العيس، ومن الراشدين 4 و5 إلى خان العسل، وهو أمر يساهم أيضاً إلى محاصرة إدلب، وفق تأكيد المصدر ذاته. وفي حال ربطت التحضيرات العسكرية السورية بالبيان المشترك الذي خرج عن الإجتماع الثلاثي، والذي أكد على ضرورة محاربة "داعش" و"النصرة" يظهر أن معركة إدلب تهدف إلى ضرب "النصرة" (جبهة فتح الشام) ضربة قاضية في عقر دارها، وهو ما لا يمكن حصوله من دون غض نظر تركي، أقله في المرحلة الحالية. دخول قوات درع الفرات إلى "الباب" يُنهي بما لا يقبل الشكّ أي حلم بدولة كردية، رغم كل المحاولات الكردية للتقدم شمال محافظة الرقة، أما السيطرة السورية على إدلب وإضعاف النصرة، فتعني إنتهاء الصراع السوري وبقاء الأسد.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك