Advertisement

مقالات لبنان24

2016 - 2017.. وسادّية الأيام الضائعة!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
31-12-2016 | 01:50
A-
A+
Doc-P-250795-6367054981023888721280x960.jpg
Doc-P-250795-6367054981023888721280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في مثل هذا الوقت من كل سنة، يتبادل الأحبّة التهاني والتمنيات ويردّدون تعابير بدأت تفقد معانيها لكثرة ما تُردّد، ومن بينها "ان شاء الله تكون السنة الجايي أفضل من الرايحة". ومع نهاية كل سنة تودَّع "الرايحة" وتُستقبل "الجايي"... وهكذا تدور الأيام، وتكون شبيهة بما سبقها، إن لم يكن أسوأ، وتكرّ سبحة خيبات الأمل، واضعين الحقّ على الفلكيين، وما أكثرهم هذه الأيام، من دون أن ندري أن الضرب بالغيب هو نوع من أنواع الهروب من الواقع، تمامًا كما اللجوء إلى الماورائيات غير المرتبطة بما يجري من حتميات الحياة. فالأيام كلها تتشابه، بما ترتبه من مسؤوليات، وما فيها من أعباء وهموم تلاحقنا من الفجر حتى النجر، ساعين وراء لقمة العيش المجبولة بالعرق وأحيانًا كثيرة بالدّم. وحدها أيام الروزنامات تتغير، وكذلك أرقامها وأسماؤها في مطحنة الزمن الذي لا يعود إلى الوراء. فما مضى قد مضى، وما هو آتٍ يصبح أسير عقارب الساعة، فيمسي اليوم أمسَ، والغد يطوي صفحته ليصبح أبن ساعته، ويتحوّل إلى يوم يدخل في تراتبية التعداد التنازلي في مسيرة التراكمات العددية. ولأن آلة الزمن لا تتوقف يكثر التحايل على دورة الأيام، وتكثر التمنيات التي غالبًا ما تكون غير محقّقة وغير قابلة المقارنة مع ما هو حسّي ومعيوش، فيختلط المأمول مع ما يُسمّى طموحات تتوسل المحظورات لتبرير الغايات، فيعّم الفساد وتنتشر الفوضى، وتصبح الأمثال الموروثة جزءًا من منظومة الحياة، بما فيها من بشاعة الواقع. لا أقصد أن أودّع سنة بسادّية لأستقبل أخرى متشائمًا، بل أحاول أن التقط اللحظة التي لا تتكرر بكثير من الحرص عليها، لكي تأتي الثواني المتعاقبة مختلفة عما سبقها، على وقع شهيق وزفير متقطعين، وعلى أنغام سمفونية القدر. ولأن في منتصف هذه الليلة تدّق الساعة آخر دقاتها لتعلن إنتهاء سنة تمضي، ولتزّف قدوم عام جديد، أنهي هذه السطور متمنيًا ألاّ يكون العام الجديد شبيهًا بالسنة الفائتة... ونعود إلى بداية أوجه الشبه.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك