Advertisement

مقالات لبنان24

عون إلى السعودية... ما هو دور "حزب الله"؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
04-01-2017 | 02:19
A-
A+
Doc-P-252300-6367054991749461091280x960.jpg
Doc-P-252300-6367054991749461091280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لماذا أختار الرئيس ميشال عون أن تكون إطلالته الديبلوماسية الأولى إلى الخارج من المملكة العربية السعودية، وبعدها قطر ومصر؟ ليس خافيًا أن الرياض لعبت دورًا محوريًا في التسوية التي أفضت إلى التوافق على العماد عون لرئاسة الجمهورية، وهي التي كانت وضعت عليه "فيتو" طوال سنتين ونصف السنة، وحالت دون وصوله إلى قصر بعبدا منذ اليوم الأول لخلو سدّة رئاسة الجمهورية، وذلك لأسباب منها ما بات معروفًا ومنها ما لا يزال غامضًا ولم يكشف عنه بعد، فضلًا عما تسّببت به بعض المواقف من قطيعة سعودية للبنان، كانت من بين أهمّ نتائجها تجميد هبة الثلاثة مليارات التي كان الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز قرر من خلالها مساعدة المؤسسات العسكرية على تعزيز قدراتها وتجهيز نفسها، عددًا وعدّة، لمواجهة الإرهاب وبسط الإستقرار في الداخل. وليس سرًّا ما أدّت إليه هذه القطيعة من إنعكاسات على الوضع الإقتصادي، وعلى مصالح الآف اللبنانيين الموجودين في المملكة، والذين يشكّلون الدعامة الأساسية للنمو الإقتصادي وللإستقرار النقدي. فللسعودية مكانة خاصّة بالنسبة إلى اللبنانيين، بعيدًا عن المحاور الإقليمية، التي يحاول لبنان السير بين نقاطها بكثير من الحكمة والدراية، إذ لا مصلحة له بمعاداة أي محور من هذه المحاور، وهذا ما يمكن تفسيره لفلسفة سياسة النأي بالنفس، وللدور المحوري الواجب أن يلعبه هذا البلد الصغير من خلال علاقاته الجيدة مع جميع الدول، شقيقة وصديقة، وهو قادر على أن يكون وسيطًا في عملية تقريب وجهات النظر، بقدر ما تسمح له ظروفه ومعطياته. ولأن للملكة هذه المكانة الخاصة كان القرار الرئاسي بأن تكون البداية منها، مع ما يعوله لبنان من هذه الزيارة من أهمية بالغة على طبيعة العلاقة التي تربطه بالمملكة، ملكًا وحكومة وشعبًا، وما يمكن أن تسفر عنها من نتائج إيجابية، أقله على صعيد عودة هذه العلاقات إلى سابق عهدها، مع ما تعنيه من مصالح مشتركة، من دون التوغّل كثيرًا في التفاؤل، الذي يترافق عادة مع أي خطوة يتمّ الإقدام عليها، وبالأخصّ في ما يتعلق بمصير الهبة المجمدّة، والتي تحتاج إلى متابعة تقنية وحثيثة، بين الديبلوماسيتين اللبنانية والسعودية، وإزالة الأسباب التي أدّت إلى تجميدها، فضلًا عن إعادة الثقة إلى العلاقات الثنائية من مختلف جوانبها. البداية يمكن وصفها بـ"الجيدة"، ويمكن بالتالي التأسيس عليها للإنطلاق في مشروع ترميم علاقات لبنان بأشقائه العرب، خصوصًا أن الرئيس عون في اختيار الرياض كمحطة اولى لزياراته الخارجية، يدرك جيدًا أن خطوته هذه فيها من الجرأة بما يكفي للإيحاء للأصدقاء قبل الخصوم أنه سيد قراراته، مع حرصه الدائم على التنسيق مع قيادة "حزب الله" وتأكيده على استمرار علاقة بعبدا بحارة حريك تمامًا كما كانت بينها وبين الرابية، يوم كان رئيسًا لتكتل "التغيير والإصلاح"، مع فارق أن عون هو اليوم رئيس لجميع اللبنانيين. وبـ"ضربة المعلم" هذه أراد عون أن يوجه أكثر من رسالة الى جميع من يعنيهم الامر، ومفادها أنه بدأ يستعيد، ومن الزاوية الصعبة، وبشكل أو بآخر "الدور التاريخي" للرئاسة في لبنان، التي يعتبر أن قرارها كان مسلوبًا ومصادرًا ومشتتًا. بالطبع لن يتأخر رئيس الجمهورية في تلبية دعوة وجهت إليه لزيارة طهران، وبذلك يكون قد ردّ لـ"حزب الله" جميل تسليفه موقفًا غير معارض لزيارته الخارجية الأولى إلى الرياض، وهو لم يكن ليقوم بها لو لم يكن قد تلقى إشارة واضحة من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله شخصيًّا بموافقة ضمنية على زيارته. وهذا الأمر إن دّل على شيء فعلى التوافق الضمني وغير المعلن بين الرياض وطهران لتسهيل الأمور في لبنان، وإلاّ لما كان كل ما حصل سيحصل بهذه السهولة، بدءًا بالإنتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة ونيلها الثقة على أساس بيانه الوزاري، الذي أنجز بسرعة صاروخية، على عكس ما كان البعض يتوقعه. وبذلك يكون العهد العوني قد بدأ أولى خطواته الخارجية من الرياض، ومنها إلى الدول الشقيقة والصديقة من دون أن تشكل أي زيارة سيقوم بها رئيس الجمهورية إحراجًا له وللآخرين.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك