Advertisement

مقالات لبنان24

سجعان قزي... "فتى" عاطل عن الحزبية

كلير شكر

|
Lebanon 24
04-01-2017 | 07:02
A-
A+
Doc-P-252484-6367054993152805131280x960.jpg
Doc-P-252484-6367054993152805131280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
نجماً كان سجعان قزي في حكومة تمام سلام. ليس فقط لمقدّراته "الخطابية" وطلاقة مفرداته وبلاغتها وعضلات لسانه وحنكة تعابيره وتجربته الطويلة السياسية والحزبية وحتى الإعلامية... بل في وقوفه بوجه "قابلته الوزارية". كانت لديه من برودة الدم ما يكفي ليقول للرئيس أمين الجميل، صديق العمر و"ولي نعمته" الحكومية، "لا، لن أخرج من الحكومة حتى لو قرر حزبك ذلك". فعلها سجعان براحة ضمير استثنائية. بثقة زائدة بالنفس نادراً ما تلمحها لدى أبناء الأحزاب والعائلات التقليدية، تلك التي ترّفع نائباً وتسقط وزيراً بشحطة قلم، وتغيّر أقدار طامحين ومستوزرين ومستنوبين في ليلة يغيب فيها ضوء الديموقراطية. فعلها سجعان، وهو يدرك تماماً أنّه ينهي حياته الحزبية في التنظيم الذي أمضى فيه حياته. لربما فعلها لأنه مقتنع بأنّ هذا هو مصيره المحتوم سواء أطاع قرار رئيسه أم تمرد عليه. الأمر سيان لأنّ النهاية بادية أمامه. ستكون المرة الأولى والأخيرة التي يجلس فيها على كرسي السلطة، ستكون المرة الأولى والأخيرة التي يخطف فيها لقب المعالي من فم ذئاب المواقع. والنيابة ستبقى حلم ليلة صيف لن يقدّر له أن يرى النور. يعرف الرجل جيداً أنّ علاقته المتوترة بسامي الجميل ستجلعه عاطلاً عن الحزبية. من الصعب عليهما أن يتفقا أو أن يتفاهما حتى لو كان محصناً بعباءة الصداقة مع رئيس الجمورية السابق. الأخيرة لن تنفعه لعبور صحراء العلاقة مع رئيس الحزب. سامي سيقطع له "ورقته" عاجلاً أم آجلاً لأنهما على خطين متوزاين لا يلتقيان. لذلك اختار الطريق المختصر. جنة السلطة ولا جحيم الرهان على مستقبل ممسوك بقبضة سامي. هكذا قرر أن يبقى سيداً على وزارة العمل. وما أدراك ما وزارة العمل. يقولها الكتائبيون مع ريق مبلوع يسحب معه ماء يكاد يخرج من أفواهم لو يُسمح له بقول الأمور كما هي! اليوم صار سجعان وزيراً سابقاً. خرج من الوزارة كما رفاقه، ولكن بعدما أوصد خلفه كتاب العمر الكتائبي. الحزب الذي عرفه ابناً عن أب. دخله من مصلحة طلابه، ولم يغادره، حتى حين التحق بفريق بشير الجميل، وصار رئيساً لدائرته الإعلامية وكاتباً لخطاباته، كان ممثلاً للكتائب. صار وزيراً سابقاً وكتائبياً سابقاً وحتى صديقاً سابقاً للرئيس أمين الجميل، وهما اللذان توطدت علاقتهما في باريس التي غادرها نهائياً على إثر "الإتفاق الثلاثي"، وتحديداً في كانون الثاني 1986 واستقر فيها نحو 14 سنة. فكانا "رفيقيّ المنفي"، مع العلم أنّ علاقتهما كانت بالأصل جيدة، وقد حاول الأخير تعيينه في العام 1982 أميناً عاماً للجامعة الثقافية في العالم. الأرجح أنّ الرجل مكتفٍ بما لديه، على كافة المستويات. ولن يكون مضطراً لحمل بطاقة حزبية كي يطرق باب السياسة. ولهذا لا تلمّس لأي مسعى بينه وبين الصيفي لإعادة ترطيب العلاقة وترتيبها. ولا حتى مع الرئيس الجميل. صفحة طويت نهائياً ولا محاولة من أي طرف لتجميلها حتى. عاشقا العمر الطويل تفرقا ويبدو أن كلا منهما يبحث عن مكمل له في مكان آخر.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك