Advertisement

مقالات لبنان24

ميقاتي ينزع ورقة التوت

كلير شكر

|
Lebanon 24
12-01-2017 | 05:23
A-
A+
Doc-P-255881-6367055016891640711280x960.jpg
Doc-P-255881-6367055016891640711280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يعرف نجيب ميقاتي جيداً أنّ اللعب على وتر قانون الانتخابات، وتحديداً لجهة الاعتراض على "قانون الستين" وتزعّم جبهة ممانعة الإبقاء عليه حيّاً يرزق على رغم كل الحجارة التي يُرمى بها، هو منفذ سليم الى مقاعد المعارضة. فالرجل الذي يحق له المفاخرة بأنّ حكومته قامت بما عجز الآخرون عن فعله بوضع مشروع هو بمثابة أرضية تفاهم مشتركة يمكن البناء عليها (13 دائرة انتخابية على أساس النظام النسبي)، يدرك جيداً أنّ هذه المسألة هي الخاصرة الرخوة لعهد ميشال عون وحكومة سعد الحريري بشكل خاص. يؤكد رئيس الحكومة أنّ الأولوية هي لوضع هذا القانون، لكن لا حاجة لمن يوضح للناس أنّ كل هذه العجقة هي حركة من دون بركة، وأن ما كان بالإمكان القيام به خلال ست سنوات، ولم يحصل، لن يتمّ اجتراحه اليوم بساعات قليلة، الا بتدخل آلهي. وطالما أنّ هذا التدخل مستبعد، فقانون الستين باق باق باق. ولهذا، ترى ميقاتي يلاعب القيّمين على السلطة التنفيذية بهذه الورقة الحارقة، بهدوء، ومن دون أي انفعال. تغريدة من هنا، وغمزة من هناك، ثم موقف من هنا وملاحظة من هناك... وكلها تصبّ في مكان واحد: المعارضة. ربّ قائل إنّ حكومة قوس قزح التي جمعت ما لا يمكن تخيّل أنّ بإمكانهم الإلتقاء تحت سقف واحد، ستكون محصّنة بعضلات استثنائية يسمح لها بفعل ما لم يفعله غيرها. بدليل مرور مرسوميّ النفط، بعد مماطلة أشهر وأشهر، بسلاسة الماء. حتى أنّ خروج عبد المنعم يوسف من امبراطورية "اوجيه"، لم يكلف الجالسين على طاولة الحكومة حتى عناء السؤال: هل هو مدان أم بريء. لم يهتم أي منهم بوضعيته القانونية، وما اذا كان مشبوهاً بالاتهاهات السياسية المكالة بحق أم لا. القرار صدر وما على الوزراء الا التنفيذ. كيف لعاقل أن يواجه حكومة بهذا الفائض من القوة؟ كيف يمكن لأي فريق مهما علا شأنه أن يقف بوجهها؟ أن يحاول تصويب أدائها طالما أنّها تمثل الأكثرية، والأكثرية في دولة تغيب فيها المحاسبة والمساءلة، هي الأقوى؟ نجيب ميقاتي سيفعلها. ليس لأنه مكره، بل لأنه مقتنع بأنّها سلطة تقوم على المحاصصة، على تفاهمات المصالح، على تقاطعات التنازلات... وسلطة من هذه الطبيعة، لا شيء يحميها من فقدان مصداقيتها أمام الرأي العام، وبسرعة قياسية. يعتمد الرجل أسلوب "التنقير" الهادئ، الخالي من الضربات الصدامية. لا يستهويه أشرف ريفي "ستايل"، ولم تجذبه يوماً الوقفات المتطرفة، وإن كان يعلم أنّها الطريق الأقصر الى غرائز الناس وبواطن عقولهم. لكنه ليس من طينة اللعب في المناطق الحمراء. يرفض الرجل إقفال الأبواب من حوله. يترك دوماً منفذاً للحوار الهادئ والنقاش البناء. ولهذا تراه لا يذهب الى الآخر الى حدّ صم الآذان.. والطرقات. ولكن هذا لا يمنع أبداً من وضع اولى حجارة المعارضة في هيكل يراه سيكبر بسرعة، لأن لهذه التركيبة معترضين كما لها مؤيدون. ويتوقع لها أن تقع في مطبات جمة طالما أنها متداخلة الألوان السياسية والارتباطات الاقليمية التي لطالما حصرتها في اصطفافات متناقضة، والمصالح الفئوية الضيقة. ومع دخول البلاد مدار الانتخابات النيابية، سيكون الرجل قد جمع من حوله أصواتاً اعتراضية كثيرة قادرة على تعرية الحكومة من آخر أوراق توتها...
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك