Advertisement

مقالات لبنان24

تفاهم أميركي ـ روسي يبعد السعودية وتركيا و إيران عن سوريا

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
12-01-2017 | 07:04
A-
A+
Doc-P-255916-6367055017130069091280x960.jpg
Doc-P-255916-6367055017130069091280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تدور في أفق اﻻزمة السورية تباشير حل تقوّض حدة القتال الدائر، والذي يستنزف مقدرات بلد إقليمي فاعل ومؤث، ما حّول سوريا من دولة لها ثقلها ووزنها على الساحة العربية إلى مجرد كيانات متناحرة ومناطق نفوذ مقسمة بين قوى من جهات اﻻرض اﻻربعة. وتتسرب من كواليس عواصم القرار معطيات عن عقد تفاهمات قد تفضي إلى وضع قطار الحل على السكة ولو دون ذلك مشقات كثيرة، تقابلها توجسات من دول وأطراف أخرى بأن تفقد الدور المؤثر في سوريا نتيجة إمكانية اتفاق الجبارين أميركا وروسيا ورسم خارطة طريق لسلوك الحل نحو سوريا جديدة أو مختلفة عن المسار التقليدي. وهذا التصور لحل سوري منشود قد يمتد للشروع في بحث جدي في تأمين إستقرار مفقود في الشرق اﻻوسط، سيأتي على حساب دول و جهات مؤثرة أخرى قد تخرج من حرب سوريا خالية الوفاض. من هنا حالة النزاعات الناشبة أو الحاجة لاندلاع معارك في مناطق لم تشهد جولات قتال سابقا. وفي هذا الإطاريمكن وضع معركة وادي بردى عند تخوم العاصمة السورية دمشق في سياق إشعال الحرائق قبيل الدخول في أجواء المفاوضات و شروطها، وكذلك مسارعة وحدات وموجموعات مقاتلة تدور في الفلك الايراني إلى الدخول على الخط. فإيران تعتبر العاصمة السورية ساحة مفترضة لنفوذها الاقليمي، ولو بطريقة رمزية، وهي تبدي إمتعاضاً ضمنياً من محاولات إستبعادها، خصوصا مع تكاثر الحديث عن ضرورة التخلص من الميليشيات وإسناد حفظ اﻻمن على اﻻرض السورية لجيوش نظامية. وفي هذا السياق أتى الموقف الملفت لمرشد الثورة اﻻيرانية السيد علي خامنئي برفض إنسحاب "حزب الله" من سوريا، وكذلك المجموعات العراقية المقاتلة إلا بعد إتمام مهمتها في سوريا والقضاء على الخطر التكفيري. أما تركيا فهي من أكثر الدول التي راهنت على الحرب السورية في سبيل إستعادة مجد السلطنة في العالم العربي وهي تدفع الثمن من أمنها وإقتصادها وسياحتها ما يهدد مستقبلها بالتفكك، خصوصا مع كيان اﻻكراد المدعوم أميركيا في شمال سوريا، والذي يعد ضربة قاضية ﻻحلام اردوغان وطموحاته التوسعية. كذلك اﻻمر بالنسبة إلى السعودية التي يطرق الخطرالمزدوج أبوابها عبر "داعش" الباحثة عن موطىء قدم بعد فقدانها مناطق شاسعة في العراق وسوريا وحرب اﻻستنزاف الدائرة في اليمن، وبالتالي فإن السعودية تخسر تأثيرها ونفوذها اﻻقليمي مقابل اﻻنكفاء صوب الداخل. وفي ضؤ كل ذلك، تطغى التساؤلات الكثيرة حول إمكانية روسيا وأميركا، في حال تفاهما، على تأمين الغطاء الشامل لتسوية تعيد اﻻمن واﻻستقرار إلى سوريا بمعزل عن تفاهمات لحل نزاعات في أنحاء متفرقة في أرجاء العالم العربي، وفي طليعتها وضع تصور واضح لدرب المفاوضات الشاقة بين إسرائيل و الفلسطنيين، وهو ما سيتبين قبل نهاية الشهر الحالي عند إستلام دولاند ترامب مقاليد السلطة والشروع في تثبيت اﻻدارة اﻻميركية الجديدة.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك