Advertisement

مقالات لبنان24

حكومة "كشاش الطيور".. من عهدِ الجدّ الى الولدِ

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
13-01-2017 | 04:41
A-
A+
Doc-P-256334-6367055019862586121280x960.jpg
Doc-P-256334-6367055019862586121280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كشفت أزمة الملاحقة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي الناتجة عن ظاهرة أسراب طيور النّورس التي باتت تهدد سلامة الطيران المدني، ومسارعة الحكومة إلى استلحاق نفسها – على الطريقة اللبنانية القديمة- بأفكار "خلاقة" للحل لكن "المؤقت" ككل الملفات، وسط مواقف لأكثر من مسؤول بدأت تخرج للعلن تَشي بأن وراء الملف ما هو أبعد من "النورس"؟ والواقع أن الظاهرة بحدّ ذاتها ليست غريبة على معظم مطارات العالم، لكن الحاصل قرب مطار بيروت، عن حق (لمن يسلك أوتوستراد المطار من جهة خلدة جنوباً باتجاه العاصمة) مخيف وخارج عن المألوف، حتى بات يبدو وكأنه أشبه بـ "ملحق" لأزمة النفايات التي عجزت السلطة عن اجتراح حلّ ناجز لها فسارعت إلى تحويل المنطقة المحاذية للبحر والمطار مكباً ومطمراً لمئات الأطنان من النفايات يومياً بشكل يتناقض مع توصيات المنظمات العالمية للطيران. وسواء أكان مطمر الكوستا برافا بريئاً من مسؤولية جذب الطيور أو كان مصب نهر الغدير متورطاً باستدراجها، فان جلّ ما تفتقت عنه مخيّلة "خلية الأزمة" برئاسة رئيس الوزراء والوزراء والخبراء خلصت إلى "اقتراح بيئي" لا يمسّ بـ "المطمر" كإخافة الطيور بواسطة الألعاب النارية، إصدار أصوات مزعجة للطيور، طرد الطيور عن طريق رش مواد على محيط المطار!! ومع هذه المقترحات تستحق الحكومة عن جدارة لقب " كشاش طيور". هكذا تسعى الحكومة الى التّخفيف من المخاطر، وإذا حلّت الكارثة فالحكومة بأركانها جميعاً تبرع أيضاً في إظهار التفجع والمواساة والتمثيل المصطنع؛ خصوصاً وأن التاريخ غير البعيد شهد على عدّة كوارث طيران في عدد من الدول تسببت بها أسراب الطيور. من السؤول؟ في لبنان يبدو تحديد المسؤوليات مستحيلاً كاستحالة تقديم الحلول، فما يسري على ملفات من الانترنت والأدوية والاتصالات والضمان والكهرباء والميكانيك والطرقات، ينسحب على التلزيمات والتعهدات والسمسرات، كلها ملفات تفوح منها رائحة الفساد لكن- للمفارقة- ليس ثمة مرتكبين!! في مستهلّ عهده، ألتزم الرئيس ميشال عون في خطاب القسم بمحاربة الفساد واطلاق يد العدالة وتفعيل المحاسبة، وهي أمور باتت أكثر من مطلوبة، ليس لمصداقية العهد وسيده فحسب، بل لأن لبنان بات مرشحا بقوة لتبوء المراتب الأولى في لوائح الفساد والفشل. والحقيقة أن ما جرى ويجري حتى الآن لا يدعو للتفاؤل. فالمواطن يسأل – وله الحق في ذلك- أيهما أولى بالمعالجة في سلّم أولويات الحكومة؛ القضايا والتحديات والضغوطات الحياتية والاجتماعية والاقتصادية الملحّة أم تمرير ملفات المحاصصة وتقسيم المغانم؟! طيور المطار، وقبلها كوارث ومخالفات وسرقات كثيرة، كلها تستحضر صرخة الشاعر اللبناني أسعد رستم والتي أطلقها وجعاً بُعَيْد الاستقلال بقليل: لا شيءَ تغيّرَ في البلدِ ... من عهدِ الجدِّ الى الولدِ حتى الحريةُ، يا سندي، ... وضعوا في يدها الأغلالا هل ذلك عدلٌ؟ لا .. لا.. لا!!!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك