Advertisement

مقالات لبنان24

في الطريق إلى آستانة.. من يحق له الكلام؟

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
16-01-2017 | 05:53
A-
A+
Doc-P-257560-6367055029407027221280x960.jpg
Doc-P-257560-6367055029407027221280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تنطلق بعد أيام محادثات "آستانة" حول الأزمة السورية المقرر إجراؤها في في 23 من الشهر الحالي، برعاية روسية - تركية، ومشاركة ممثلين عن النظام وغالبية الفصائل المعارضة. لماذا اختيرت عاصمة كازاخستان مكاناً لمفاوضات حلّ الأزمة السورية، وماذا يعنيه ذلك بالنسبة لسائر الأطراف، وهل للحلّ أُفُق؟ وسطية العالم التركي آستانة هي عاصمة الدولة الكازاخية الجديدة، وهي أهم جمهوريات آسيا الوسطى وأقربها إلى روسيا بوتين، وهي استضافت خلال السنوات العشر الأخيرة مؤتمرات إقليمية وعالمية في الاقتصاد وحوار الحضارات ومكافحة التطرف، وفي الربط بين أجزاء العالم التركي، والتلاقي ضمن هذا العالم مع روسيا الاتحادية. أما اختيارها لمفاوضات السلام السورية فيعكس بالطبع عمق السيطرة الروسية على مفاصل حلّ الأزمة السورية أو تعقيدها. لكنه يعني أيضاً قوة موقع تركيا في هذا الحلّ - إنّ تحقق -. فالدولة الكازاخية صديقةٌ لتركيا أردوغان، وموسكو ليست غريبةً عن كازاخستان، وبحسب كثيرين فإن اختيار هذه العاصمة كان مشتركاً للتهرب من جنيف لما باتت تعنيه من رمزية السيطرة الغربية على المحادثات، فيما الواقع منذ التدخل العسكري الروسي بات يعطي الأرجحية لموسكو. واللافت في بقاع التأزم العربي، وخصوصاً في سوريا واليمن وليبيا، أن لا أحد يفكر بالذهاب إلى عواصم هذه البلدان للحديث والتفاوض وإجراء المحادثات، مع ما يعنيه ذلك من فقدان السلطة المركزية أو عدم تأثيرها في جهود حل الأزمة. والحال في المسألة السورية الذهاب إلى آستانة بعدما كانت جنيف فيينا مكاناً لها عندما كانت الولايات المتحدة تلعب دوراً رئيسياً أو الدور الرئيسي، ولم تعد مكاناً عندما تغيرت توازُنات القوة، فتقدمت روسيا باعتبارها قوةً مؤثرة ترعى المحادثات، وتمثّل النظام السوري والإيرانيين أيضاً، في مقابل تركيا التي تمثّل (التعبير الرسمي الضامن!) فصائل المعارضة السورية المسلَّحة، وتمثل مصالحها المتضررة من ظهور الأكراد والدواعش على حدودها. من له حق الكلام؟ لو كانت أنظمة دول التصدع رشيدة لكانت الأولوية لأن تكون اجتماعات الحل والعقد في عواصمها، لكن هذه الأنظمة لا تقبل المفاوضات مع من يعتبرون أنفسهم معارضين، وفي الحالة السورية تحديداً بدأت المفاوضات مع الجامعة العربية التي أرسلت في العام 2012 مراقبين ثم مبعوثين، لكن الأزمة استفحلت مع نظامٍ لا يريد مفاوضة من يعتبرهم ارهابيين، ومعارضات صدقت الكلام الغربي بإمكانية إسقاط النظام. ومن القاهرة انتقلت المفاوضات إلى جنيف (2013) وحضرت الأطراف، لكن إيران غابت فيما كانت موسكو تراقب إلى حين بروز عدة أمور قلب المشهد، منها: تركيز جنيف – 1 على عملية انتقال السلطة (المرفوضة من روسيا وايران) بالتزامن مع حصول نوع من التوازن الميداني بين النظام السوري وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا والولايات المتحدة وإحساس طهران بأن، إلى أن حصل ما يشبه الانقلاب مع ظهور "داعش" والتدخل الغربي لمكافحتها، تطورات كانت كافية ليشعر الروس والايرانيون أنهم يفقدون السيطرة، فتدخلت موسكو تدخلاً ساحقاً (2015)، وكانت ايران باشرت قبل ذلك بارسال ميليشياتها وكل ذلك أدى إلى انقاذ النظام وتحجيم المعارضة التي بدأت بالتقهقر وصولاً إلى الخروج من حلب، وإعلان القبول بالمشاركة في آستانة. على ضفة المعارضة، وبعد خمسة أيام من الاجتماعات المتواصلة والأجواء المشحونة، خرجت الفصائل بقرار غير موحد وُصف بأنه "بين النصف المرجح والنصف المعطل" للمشاركة في المفاوضات. يبقى السؤال الأهم هل لمحادثات آستانة أُفق؟ إلى جانب الروس والأتراك والايرانيين، يحضر النظام وبعض الفصائل المسلحة، أما المعارضة "السياسية" فمهمشة. وتستطيع ايران أن تطالب ببقاء الأسد، وبإمكان موسكو أن تقبل به سنتين أو ثلاثة، وتقدر أنقرة على ضمان أمن حدودها ضد "داعش" والأكراد أما فرض الحل السياسي فمستبعد. خصوصاً مع الغياب العربي الكبير، فمن ليس له ميليشيات وعساكر على الأرض لا يحق له الكلام أصلاًّ! ويبقى المأمول أن يتمكن من يحضر بتثبيت وقف إطلاق النار.. أما الحل السياسي فيحتاج ظروفاً وتوازناً لم يتوفروا لا في جنيف ولا في فيينا ولا في آستانة.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك