Advertisement

مقالات لبنان24

نريد "سفّاح رينا" محطّماً.. وحياً يُرزق!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
17-01-2017 | 11:44
A-
A+
Doc-P-258227-6367055034142462491280x960.jpg
Doc-P-258227-6367055034142462491280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ظلّت عيناه تفيضان شرّاً وقسوة، رغم اليدين المكبلتين. يُجرّ في الهواء الطلق إلى سجن الذلّ، لكن رائحة القبح تفوح منه وتتفشى، وما لها أن تُضبَط. "سفّاح رينا" في قبضة القوى الأمنية، بحسب الأمن التركي، وصورته، لحظة إلقاء القبض عليه، تتصدر الأخبار ووسائل الإعلام، ويراها جميع الناس...وعائلات الياس وريتا وهيكل. الكابوس ما زال في بدايته. رحيل الأحبّة الحلوين، الأبرياء، المنتصرين للحياة والفرح...ليس قنديل كاز يتعب ويخفت، بل هو كالشجر مع الأيام يكبر، ويُثمر، ومهما حاولت تشذيبه، فإنّ للأغصان موعداً آجلاً. الوجع، يتوق دوماً إلى العلاج، فإن لم يكن، فإليه ببعض المسكنات. لكن ليس صحيحاً ما يُقال عن أنّ الوجع ضعفٌ وخوف، فقد يكون صاحبه حاملاً قوة العالم كلّها، بإصبع. وبهذه القوة، قد يختار أن يتأمل في وجه القاتل القذر لدقائق معدودة قبل أن يقرر ماذا سيفعل. حسناً، سوف يفقأ عيناً في وجه هذا المسخ ويترك الأخرى لتشهد على كل ما حصل وكل ما سيحصل. وفيما تسيل دماؤه السوداء من جمجمة مخدرّة حمقاء، سوف يلبس الموجوع قفازات تقيه التوّسخ بالعار، وينهال بالضرب على هذا المجرم حتى إفقاده الوعي. ثمّ يسكب عليه مياهاً باردة ليصحو، فيُمسك أولاً بعقدة الحنجرة ويُحكم الشدّ، ويُمسك ثانياً بالسبابة التي ضغطت على الزناد ويبترها، ويُمسك ثالثاً بالأذن التي سمعت صرخات النجدة والاسترحام وما رحمت... ويقطعها. وقد يُسأل هذا الإرهابي بحرقة ومرارة: هل رأيت وجه ريتا الجميل والبريء قبل أن تقتلها؟ وهل نظرت في عيني هيكل الخائفتين على زوجة كان يغمرها للتوّ، قبل أن تُفرغ في جسده رصاصتك الحاقدة؟ وهل فكرّت للحظة بمعنى الحب السامي والبطولة الحقيقية قبل أن تُبعد الياس عن حبيبته بنار غدرك؟ وهل حدقت في وجوه جميع من كان ينتصر للحياة والفرح والسلام في تلك الليلة من بداية العام قبل أن تحوّلها جرحاً نازفاً ونعشاً؟! وسوف يُسأل عمن حرّضه، وساعده، وشاركه الجريمة، وعن جدوى "فيديو السلفي" وتلك الابتسامة الخبيثة، وعن أهدافه وعن المال الذي تقاضاه مقابل ازهاق أرواح البشر. وقد يُسأل أن يتخيّل ابنه مقطعاً ارباً، أو أمّه ممزقة في دمائها. وقد يُسأل عن "الاله" الذي يعبده، وعن طفولته وأحلامه وكوابيسه... عبثاً، يُشفى الغليل. الوجع قوة خارقة. وبهذه القوة، لن يمسّ الموجوع شعرة من ذلك المسخ. سوف ينتقم نعم، ويكون الانتقام عظيماً. فليؤت بالسفاح حيّاً يُرزق، ولينظر الى وجوه الشهداء. تغفو ريتا في حضن أمها. ويراقص الياس حبيبته، والموسيقى ملائكية. يحمل هيكل الورود الى بيته كل صباح. يجتمع كلّ من يحمل لواء الحياة والسلام، من مختلف الأديان، للصلاة. أو لتبادل الأنخاب. أو للإحتفال بعام جديد لن يكون فيه إرهاب وأوغاد. فليتحطّم عبدالقادر ماشاريبوف وأمثاله... والى بئس المصير.
Advertisement
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك