Advertisement

مقالات لبنان24

كازينو لبنان... من مغارة الى مؤسسة؟

كلير شكر

|
Lebanon 24
18-01-2017 | 04:14
A-
A+
Doc-P-258480-6367055035859106621280x960.jpg
Doc-P-258480-6367055035859106621280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم ينتظر العهد الجديد كثيراً كي يقول: أنا هنا. وهذه قواعد عملي، واستطراداً، منظومتي الإدارية والأمنية. منذ الاطاحة بأحد رجالات "الفلك الحريري" عبد المنعم يوسف، وتعيين بديلين "حريريين" عنه في هيئة اوجيرو والمديرية العامة لصيانة والاستثمار في وزارة الاتصالات منذ الجلسة الاولى للحكومة، فُتح باب التعيينات على مصراعيه. وللعهد حصته من ورشة التغيير... تعيين قائد جيش جديد أمر حسّاس ودقيق، كلمة الحسم فيه تعود أولا لرئيس الجمهورية، وقد لا يوازيه أهمية سوى تعيين رئيس مجلس إدارة جديد لكازينو لبنان خلفا لحميد كريدي (انتهت ولايته من 2013) المغضوب عليه عونياً. صورة العهد بالمنظار البرتقالي، رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان يشبه تعيين رئيس الجمهورية لقائد الحرس الجمهوري. الاخير هو بروفيل الرئاسة الاولى وصلاحية اختياره منوطة حصرا بالرئيس، و"ريّس الكازينو" هو وجه آخر للعهد أيضا، وإن يشاركه في اختياره حاكم مصرف لبنان. يسقط الكازينو فيسقط الرئيس. ينجح فينجح معه. برأي العونيين، تجربة ميشال سليمان وحميد كريدي نموذجا. لطالما اشتكى العونيون خلال ولاية حميد كريدي من جملة مخالفات كانت تستحق برأيهم رفع الحصانة السياسية، كسكوته مثلاً عن صفقات مشبوهة واختلاس اموال (شراء ماكينات جديدة SLOT MACHINE باسعار تنفيعية، توقيع عقد مع شركة خاصة لتأمين خدمات "فاليه باركينغ" لتنفيع احد أقرباء رئيس الجمهورية، فضيحة يانصيب السيارات، الورق المعلّم، كاميرات المراقبة التي تثبّت استنسابياً على الزبائن، قضية المرابين، توظيفات عشوائية وتثبيت مياومين (357 مياوما) ثم صرف جزء منهم (140) بعد دفع تعويضات خيالية لهم بلغت نحو 45 مليون دولار...) وتغطيته لخسارات غير مبررة في عروض الكازينو الفنية، إضافة الى مخصصات "كبار القوم"... وصل الامر الى حد اتهام رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" آنذاك ميشال عون الرئيس السابق ميشال سليمان بـ "فتح مكتب انتخابي" في الكازينو تأمينا لمصالحه الانتخابية ولمصلحة صهره وسام بارودي بشكل خاص من خلال التعاقد مع المياومين والزيادات على الرواتب والترقيات... راهناً، يؤكد العونيون أنّ "من سيخلف كريدي والذي ستكون كلمة الحسم بشأن اسمه للرئيس عون، سيحاول ان يجعل الكازينو مرآة ناصعة لوجه العهد ومقرا جاذبا للسياح وللحركة الاقتصادية، والورشة الاولى تبدأ من ترتيب اوضاعه و"تنظيفه" واعتماد الشفافية في إعادة هيكلة عملية الاصلاح داخله". لكن الكلام العوني لا يمر مرور الكرام عند القابضين على أسرار الكازينو والذي يشيرون صراحة الى انه رغم المواجهة الكبرى التي خاضتها الرابية (سابقا) ضد ميشال سليمان وحميد كريدي على أرض الكازينو فإن كل الوقائع تدلّ على ان جميع الاطياف السياسية الممثلة في الكازينو من دون استثناء كانت شريكة في "طبخة التنفيعات والهدر". يضيف هؤلاء، أن "التيار" كان يرفع الصوت احيانا كثيرة فقط من أجل عدالة التنفيعات والاستفادة من الخدمات استنادا الى حجمه السياسي وليس لرغبته بالمحاسبة. وفقط حين كان يشعر بالغبن في الحصول على حصته من قالب الكاتو كان يعلن الحرب ثم لا يلبث ان يسكت حين تلبى رغباته، والدليل ان ممثل "التيار" في مجلس الادارة جورج نخلة لم يكن من اصحاب المواقف البطولية والاصلاحية في كازينو لبنان". لذلك فالتاريخ شاهد، يقول هؤلاء، على ان الاعتراضات العونية على أداء كريدي ومجلس الادارة كانت موسمية وعلى القطعة، ومن استضاف من المسؤولين العونيين في السنوات الماضية كريدي على مائدته يستطيع ان يؤكّد ان هذا الامر. فيما الزيادات على الرواتب وتثبيت موظفين لم يكن يتمّ إلا على قاعدة "إرضاء الجميع". وقد كان لافتا طوال فترة المواجهة بين العونيين وكريدي التحييد الكامل للرئيس نبيه بري المُمثل عبر الرجل الاول في الكازينو محمد شعيب رئيس مجلس ادارة شركة "انترا" التي تملك 52% من الاسهم (يملك مصرف لبنان 33% من اسهم انترا البالغة 52%). ومحمد شعيب هو واحد من اعضاء مجلس الادارة الذين انتهت ولايتهم ويجدر تعيين بدلاء عنهم (القانون يحدد ولاية عضو مجلس الادارة بثلاث سنوات)، قبل تعيين رئيس مجلس إدارة جديد خلفا لكريدي، مع العلم ان اي جمعية عمومية للكازينو لم تعقد منذ العام 2011. بورصة أسماء حتى الان لم يحسم اسم رئيس مجلس الادارة الجديد. اسم غابي جبرايل كما تردّد مؤخرا ليس جدّيا. أما خاطر بو حبيب فيبدو أنه قد رفض العرض المقدّم له، فالرجل هو صاحب ستّ شركات. شركتان يرأس بو حبيب مجلس إدارتها بينها شركة "كفالات"، والاربع الاخرى هو عضو في مجلس إدارتها. وبالتالي فهو على الارجح، إما يرى أنه غير قادر على تأمين الوقت المطلوب لورشة قد تحتاج الى عمل 20 ساعة على 24، أو أنه قد قرّر سلفا بأنه إن لم يؤمّن له الغطاء الكامل للعمل من دون أي ضغوطات سياسية فهو لن يقبل بأخذ هذه المهمة على عاتقه. وفيما تردّد اسم القيادي العوني آدي معلوف (كاثوليكي) لتعيينه رئيسا لمجلس الادارة، فإن المعلومات تشير الى ان كونه كاثوليكيا ليس العائق بل ربما حاجة الرابية له في ميدان النيابة وليس كازينو لبنان، مع العلم أنه لم يسقط نهائيا من لائحة المرشحين لهذا الموقع. وتلفت الاشارة الى ان المحامي وديع عقل (يحمل بطاقة حزبية في "التيار") الذي يتردد اسمه ايضا من ضمن المرشحين المحتملين كان قد تقدّم بالاصالة عن نفسه، وبوكالته عن ناجي سالم، (بصفتهما مساهمين في الكازينو) بدعوى ضد شركة كازينو لبنان وضد حميد كريدي بصفته رئيس مجلس الإدارة شخصيا، أمام قاضي الأمور المستعجلة في كسروان القاضي الياس ريشا. وموضوع الدعوى هو تعيين حارس قضائي على الشركة ومنحه جميع الصلاحيات الادارية والمالية لإدارة الشركة. وقد صدر الحكم في ايلول 2016 وقضى بردّ الدفع بعدم صفة ومصلحة الجهة المدّعية أمام هذه المحكمة، وردّ الدعوى عن حميد كريدي لعدم صفته شخصياً، وردّ طلب الحراسة القضائية على شركة كازينو لبنان لعدم توفّر شروطه القانونية، بالاضافة الى ردّ الطلبات الزائدة أو المخالفة، وردّ طلب العطل والضرر عن المحاكمة مع تضمين المدّعيين نفقات المحاكمة. الى جانب هؤلاء، يتردد اسم القيادي العتيق في "التيار" رولان خوري كاحدى الأسماء المرشحة لخلافة كريدي. ويقول متابعون ان اسم رئيس مجلس إدارة لكازينو قد يكون من خارج الاسماء المتداولة، فيما يرغب رئيس الجمهورية بوجود شخصية في هذا الموقع تعكس قدرا كبيرا من المسؤولية والرصانة والكفاءة والرغبة بنقل الكازينو من عهد "الدكاكين" الى عهد الانتاجية والازدهار والشفافية.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك