إرهابيو "داعش" في شحنة خضار

في 7 تموز الماضي، أوقفت مخابرات الجيش السائق "محمّد. ح" للإشتباه بتهريبه شبّاناً إلى جرود عرسال بهدف الإلتحاق بتنظيم "داعش". يومها أبدى الشاب العشريني استغرابه للتهمة وسارع إلى نفيها أمام عناصر الحاجز الذين أوقفوه.. دقائق معدودة حتّى تبدّلت ملامح الشاب بعدما ضُبط في الڤان الذي كان يقوده مخبأ سريّاً وبداخله القاصران "جعفر.ع" ز"أحمد.ع" وهما من التابعيّة السوريّة. اقتيد الثلاثة فوراً إلى أحد مراكز المخابرات حيث تمّ التحقيق معهم، لتتم بعدها إحالتهم إلى القضاء العسكري، حيث جرى الإدعاء على القاصرَين بجرم الإنتماء إلى "داعش" وعلى سائق "الڤان" بجرم تهريب ارهابيين. بالأمس، استجوبت المحكمة العسكرّية المتهمين الثلاثة، حيث نفى "محمّد. ح" التهمة المُسندة إليه، زاعماً أنّه كان يقوم بنقل كميّة من الخضار إلى ساحة العبدة في عكّار، نافيّاً علمه بوجود إرهاببين في السيّارة أو بمخبئها السريّ، لأنّها السيّارة أساساً هي ملك السوري "أبو جعفر" (من منطقة القصير) الذي كان يعطيه 15 ألف ليرة مقابل النقلة الواحدة. ونفى المتهم اعترافاته الأوليّة لجهة إنتمائه إلى "جبهة النصرة" والعمل لصالحها في وادي حميّد، كما أنكر نقله ثلاثة أشخاص في مخبأ سريّ بسيارة من نوع "فولسفاكن" إلى جرود عرسال مقابل تقاضيه مبلغ 1300 دولار. الموقوف نفى أيضاً مراقبته أحمد أمون، بهدف تصفيته كون الأخير قام بقتل أحد عناصر "النصرة"، مشيراً إلى أنّ لا علاقة له بالجبهة ووالده استشهد متأثّراً بجراحه جرّاء إصابته في مخيّم نهر البارد. القاصر "جعفر" الذي اعترف سابقاً بأنّه كان ينوي الإلتحاق بمجموعة السوري أحمد غورلي، وأنّه بايع "داعش" بعدما انصاع لأوامر والده الذي كان ينتمي إلى ذاك التنظيم وقاتل إلى جانبه بجرود القلمون حتى مقتل أبيه هناك، أنكر أمام "العسكريّة" اعترافاته، وقال أنّ "داعش" هو من قتل والده، مضيفاً أنّه اختبأ في المخبأ السرّي كونه لا يحوز أوراقاً ثبوتيّة وكان متجهاً إلى إحدى البساتين لقطف الكرز. أمّا "عزّت" فنفى أن يكون دفع 250 دولار للمهرّب لينقله إلى "أحضان داعش" مشيراً الى أنّه دخل المخبأ السريّ في السيارة ليصل إلى البستان ويعمل في قطف الكرز. وبمواجهة السائق الموقوف بما يقوله القاصران، أصرّ على أنّه لم يكن يعرف بوجودهما في السيّارة. ومساء، قضت "العسكرية" بسجن "محمّد.ح" لمدّة 6 أشهر، فيما أدانت القاصرين واحالتهما أمام محكمة الأحداث لعلّة القصر.