Advertisement

أخبار عاجلة

ما سر عرض طهران "المفاجئ" التعاون مع السعودية الآن؟

Lebanon 24
19-01-2017 | 10:13
A-
A+
Doc-P-259167-6367055040070640161280x960.jpg
Doc-P-259167-6367055040070640161280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من مؤتمر دافوس في سويسرا، حيث تعقد الصفقات بين الحكومات ويناقش اقتصاد العالم، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المملكة العربية السعودية للتعاون من أجل المساعدة في إنهاء الصراعات في سوريا واليمن. فما سرّ هذه الدعوة المفاجئة؟ وهل يمكن لهذا التعاون أن يتحقق فعلًا، خصوصًا في سوريا واليمن، في ظل التباين الحاد لمصالح الدولتين هناك؟ موقف ترامب والتعاون في لبنان هذا الموقف، وهذه اللهجة الإيرانية الجديدة تكرّرت على لسان ثلاثة من المسؤولين الإيرانيين خلال الأيّام الأخيرة، أولهم أمين المجلس القومي الإيراني علي شمخاني، تبعها تصريحات من الرئيس الإيراني نفسه حسن روحاني، ولحق بها أخيراً تصريحات وزير الخارجية الإيراني في دافوس، وهذا كلّه يعني أنّ هذه الدعوة ليست فردية من قبل ظريف، بل هذه رؤية كاملة للنظام الإيراني. وقال محللون إيرانيون إنّ هناك عدداً من الأسباب دعت إلى هذا التغيير، أوّلها تنصيب ترامب، الذي ليس على توافق مع إيران والسعودية، بسبب البرنامج النووي الإيراني للأولى، وتهديده بإلغاء الاتفاق الأخير الذي عقدته إدارة أوباما، والدور الإقليمي للثانية، الذي هاجمه ترامب خلال حملته الانتخابية، وربما هذا كله يدعوا إلى تقارب جديد بين إيران والسعودية. وثاني هذه الأسباب، نجاح التعاون الأخير في لبنان، حيث قال ظريف إنّ "إيران والمملكة العربية السعودية يجب أن يعملا معاً للمساعدة على إنهاء الصراعات في سوريا واليمن، بعد التعاون بنجاح بشأن لبنان العام الماضي". وقال ظريف في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أمس الأربعاء، "لا أرى سبباً في أن تكون هناك سياسات عدائية بين إيران والسعودية، يمكننا العمل معاً لإنهاء الأوضاع المأساوية لشعوب سوريا واليمن والبحرين وغيرها من دول المنطقة". وتابع ظريف: "تمكنت إيران والسعودية من وقف عرقلة عملية الانتخابات الرئاسية في لبنان، ولقد وحققنا نجاحا". في إشارة منه إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبنان العام الماضي، والذي يعد حليفاً وثيقاً لـ"حزب الله" المدعومة من إيران، حيث رحبت آنذاك طهران بانتخابه، واعتبرت ذلك انتصاراً لـ"حزب الله". التوافق النسبي في لبنان، يبدو أنّه فتح شهية إيران لإعلانها المفاجئ هذا بضرورة التعاون مع السعودية وإنهاء هذه الأزمات التي ما تلبث إلا أن تكبر يومًا بعد يوم. لكن هل هذه الدعوات جادّة، أم أنّها مجرد مراوغات جديدة من طهران، وتصريحات إعلامية فقط؟ ما يجعلنا نتساءل حول ذلك، هو أنّ تصريحات ظريف جاءت بعد يوم من مطالبة الرئيس الإيراني حسن روحاني المملكة السعودية بوقف "عدوانها" على اليمن و"تدخلاتها" في المنطقة. حيث قال روحاني إنّ "السعودية هي التي أوجدت مشاكل بمهاجمتها لبلد جار، الأمر الذي لم يكن يستند إلى أيّ منطق"، وأنّه "من مصلحة المنطقة والسعودية أنّ تتوقف بأسرع ما يمكن الهجمات على اليمن". وأضاف روحاني: "ليست لدينا مشاكل ثنائية مع السعودية، إن مشاكلنا تتعلق بعدوان السعودية على اليمن وتدخلاتها في البحرين وفي المنطقة". روحاني يشترط روحاني كشف خلال مؤتمر صحافي بثّه التلفزيون الرسمي أنّ العديد من الدول عرضت التوسط بين بلاده والمملكة العربية السعودية مؤكّداً أنّ طهران ستستعيد علاقاتها مع الرياض إذا "غيرت" السعودية سياساتها في المنطقة. وردّاً على سؤال بشأن ما إذا كان العراق والكويت عرضتا المساعدة لنزع فتيل التوتر بين البلدين، قال روحاني إن "هناك العديد من الدول.. ذكرتم العراق والكويت، وهناك ثماني أو عشر دول أخرى في ذهني الآن تحدث مسؤولوها معنا بشأن ذلك". روحاني عدد شروطاً لتحسين العلاقات مع السعودية، بقوله إن "إيران لا تسعى لاستبعاد السعودية من سياسات المنطقة وستقدم المساعدة للرياض إذا اتخذت القرار الصحيح، وأنهت تدخلها العسكري في اليمن، وامتنعت عن التدخل في الشؤون البحرينية". وكانت السعودية قطعت في كانون الثاني 2016 علاقاتها الديبلوماسية مع إيران إثر الهجوم التخريبي الذي تعرضت له سفارتها في العاصمة الإيرانية، حيث أكد روحاني مؤخرًا أن "السعوديين هم من قطع العلاقات في حين لم نكن نرغب في ذلك". ومنذ ذلك الحين حاولت دول عدة القيام بوساطة خصوصاً العراق والكويت وكذلك ثماني أو عشر دول أخرى. هل الرغبة السعودية بالتوافق أكبر؟ مؤخراً، وجهت السعودية دعوة رسمية للسلطات الإيرانية للمشاركة في موسم الحج هذا العام، حيث أكدت طهران أنها ستجري الشهر المقبل مفاوضات مع المملكة حول المشاركة في موسم الحج للعام الحالي. ولهذه الدعوة إشارات كثيرة، حيث يقول محللون إنّه كان بإمكان السعودية تجاهل هذا الأمر فقط، كنتيجة طبيعية لحالة التأزم الحاصلة بين البلدين، تجلّت ذروتها في حرب بالوكالة في المنطقة. كما أنّه لم تشارك أيّ بعثة إيرانية في الحج العام الماضي للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، إثر القطيعة ديبلوماسية بين طهران والرياض بعدما هاجم متظاهرون إيرانيون سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، احتجاجًا على إعدام سلطات المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر. إلى ذلك، كان الأمير تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية السابق، أكّد في 11 تشرين الثاني أنّه على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ألّا يلغي الإتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية. وقال الفيصل حينها في كلمة له من واشنطن: "لا أعتقد أنّه يجب على ترامب أن يلغي الإتفاق، لقد جرى العمل على الإتفاق النووي لسنوات عدّة، والإجماع العام في العالم، وليس في الولايات المتحدة فقط، هو أنه حقق هدفاً، وهو الفجوة لمدة 15 عامًا في البرنامج الذي شرعت فيه إيران لتطوير أسلحة نووية". وأضاف: "إلغاء ذلك شئنا أم أبينا، سيكون له تداعيات، ولا أعرف ما إذا كان من الممكن وضع شيء مكان الاتفاق لضمان أنّ إيران لن تسير في هذا الطريق، إذا ألغي الإتفاق". وبالرغم من أنّ الأمير تركي بن فيصل لا يشغل في الوقت الحالي أي منصب رسمي في القيادة السعودية، وهو تحدث حول ذلك بصفة شخصية، إلّا أنّ محللين يصفون آراءه بأنّها كثيراً ما تعكس آراء كبار أمراء المملكة، وأنّها مؤثرة في دوائر السياسية الخارجية للرياض. (noonpost)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك