Advertisement

مقالات لبنان24

عملية استدراج روسية محكمة.. فمن الضحية؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
20-01-2017 | 02:20
A-
A+
Doc-P-259371-6367055041287305391280x960.jpg
Doc-P-259371-6367055041287305391280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
على بعد أشهر قليلة من موعد الانتخابات النيابية، ما تزال بعض القوى السياسية تتابع جهارة مسيرتها في الترف السياسي والمزايدة، غير مقيمة أي اعتبار لضرورة احترام والتزام مواعيد الاستحقاقات الدستورية، حاجزة لنفسها مساحة من التمديد اللاشرعي اللامتناهي لوكالتها، غير قابلة الرجوع عنها او العزل، فارضة الشروط تلو الشروط، مع العلم ان وكالتها سقطت منذ زمن سقوطها في انفاذ تعهداتها تجاه ممثليها، ونكولها المستمرعن تنفيذ موجباتها الاساسية تجاههم، والذين ضاقوا منها حد ضيقهم من نفاياتها التي اورثتها لهم. لا شك ان جميع المؤشرات المحيطة باستحقاق الانتخابات النيابية تشير الى عدم امكانية التمديد مجددا للمجلس الحالي باعتبار ان شمّاعة "الظروف الاستثنائية" سقطت مع اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية العام الماضي وما تلاها من افراج عن الاستحقاق الرئاسي، الا ان المؤشرات هذه يبدو انها لن تحمل في طياتها ايضا اي علامات افراج عن مجلس نيابي جديد بمكوناته، أو أي رحابة في صدر مقاعده لوجوه جديدة خارجة عن الاصطفافات السياسية الحالية من خلال قانون انتخابات عصري، باعتبار ان مسيرة القوى السياسية الكبرى في لبنان لم تعتد عبر تاريخها على فصل كينونتها وقراراتها عن بوصلة تحالفاتها وولاءاتها الخارجية، الامر الذي اسقطها في فخ الالتحاق الدائم بركب المسار الخارجي للقوى الاقليمية والدولية اللاعبة والمؤثرة في المنطقة، فاذا بها انعكاس لها بين مد وجزر. أمام ذلك، فان كل ما تشهده أروقة القوى السياسية من مساعي للتوافق حول قانون انتخابات نيابية جديد ليس سوى من باب "رفع العتب" امام الرأي العام اللبناني، سينتهي مفعوله باعلان الحقيقة عند وصول البرقية الخارجية بضرورة اجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها وإن على قانون الستين . الحقيقة المُرّة التي ينتظرها اللبنانييون، لاشك انّها لن تكون "حلاوة" في طبق القوى السياسية المتحمسة لها في سرّها. فهي تدرك تماما ان من أخرج كرسي الرئاسة من عنق الزجاجة وربطها بكرسي الحكومة لن يجعلها بمنأى عن الانخراط في اللعبة عينها عبر استدراج القوى السياسية للتوافق ايضاً على خوض انتخابات نيابية على حد "سكّين" قانون الستين الذي هو في الحقيقة ليس سوى "طعم" مر، لن يسلم من سمّه اي من القوى السياسية في فريقي 8 و14 آذار. وكما يبدو ان بذور الطعم بدأت تظهر علاماته مع ما كشفه مؤخرا وزير الخارجية الايرانية "محمد جواد ظريف" عن "حصول تعاون سعودي ايراني ادى لانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبنان" مما يشير الى حصول محاولة التفاف ايراني- سعودي من بوابة لبنان، على ما تشهده الساحة السورية من جنوح لوجهتها نحو الدب الروسي وحليفته المستجدة تركيا، الامر الذي تنبه له اللاعب الروسي وراق له، فوجد فيه فرصة استدراج سانحة لممارسة مزيد من الضغط على كلا الطرفين عبر اضعاف حلفائها في لبنان، في حال جرى التوافق والتسليم باجراء الانتخابات النيابية وفقا لقانون الستين، باعتبار ان في ذلك نكسة للعهد الجديد بما يمثله رئيسه وحليفه حزب الله من خط سياسي، واهتزاز لصورته لدى قواعده الشعبية، ونكسة ايضا للقوى المقابلة له وعلى رأسها تيار المستقبل في ظل بروز وجوه سياسية جدية منافسة لها في الساحة السياسية باتت تحوذ على ثقة شريحة هامة من القواعد الشعبية ولم يعد بالامكان احتواء تمددها المطرد في ظل تآكل القواعد الشعبية للقوى المنافسة لها بفعل انفضاح زيف وعودها. ربما قد يكون من السابق لأوانه رسم صورة واضحة ودقيقة للتحولات التي ستطرأ على لبنان ومساره ومصيره السياسي، إلا أن ما يمكن تأكيده هو انه جزء لا يتجزأ مما يحاك من تسويات تطال جواره السوري بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، وبالتالي ان محاولات الحاقه بركب "نفس" النفوذ الذي تسعى القوى المؤثرة الكبرى على ارسائه، وعلى رأسها روسيا، ستتوالى في كل المحطات، وقد تكون أولى عناوين هذه المحاولات هي اضعاف حلفاء القوى اللاعبة في الساحة اللبنانية بشقيها الايراني والسعودي لتحصيل مزيد من الاوراق التي تساعدها على توسيع قدرتها في التحكم، ودلالات ذلك برزت في محطات عدة نوجزها بالنقاط التالية: -انتزاع الدب الروسي للمعارضة السورية من الميدان السوري بطريقة غير مباشرة مدعوماً بغطاء تركي، حاجزاً لها مكانا جنباً الى جنب النظام السوري على طاولة المحادثات المقرر عقدها قريبا في آستانة، مسقطاَ من حسابات السعودية القدرة على التحكم مجددا بمسار الميدان السوري. -فرملة جدول اعمال ايران في المنطقة انطلاقا من سورية عبر ارسال اشارات للاعب الايراني بضرورة التنبه بأن الصراع الدائر اليوم في سوريا بوصلته الارهابيين فقط وليست المعارضة السورية، وبالتالي "ان الهدف من وجود القوى والدول الاجنبية المختلفة في سورية يجب ان يكون في مكافحة الارهاب" وفق ما جاء على لسان وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" الشهر الماضي، وربما هذا ما يفسر ما نشرته صحيفة "ايزيفيستا" الروسية مؤخرا من اتهام للقوات الخاصة التابعة لحزب الله بقيامها بعمليات اغتيال لقادة ميدانيين من المعارضة السورية في ادلب الامر الذي اثار امتعاض قيادة "حزب الله" معتبرة انه يعكس موقف روسي سلبي من انشطتها. - تلويح اللاعب الروسي بورقة العدو الاسرائيلي في وجه ايران وحزب لله، فوفقاً لما كشفه تقرير صادر عن موقع "ميدل ايست اوبزرفر" فان الهجوم الاسرائيلي الاخير على مطار "المزّة" العسكري في العاصمة السورية دمشق الذي استهدف ذخيرة لحزب الله اتى بايعاز من موسكو في اطار محاولة اضعاف النفوذ الايراني في سورية . - ما رشح من تسريات صحفية حول تضمين اتفاق وقف اطلاق النار في سورية بنداً ينص على دعوة المقاتلين الاجانب الى مغادرة سورية كأحد ضمانات بناء الثقة قبل البدء في المحادثات السورية - السورية، وقد ابلغت روسيا ايران بمضمون هذا البند. - محاولة التفاف ايرانية على الدور الذي تسعى روسيا لإرسائه في سورية والمنطقة، من خلال دعوة رئيس الوزراء السوري "عماد خميس" للتوقيع على 5 اتفاقيات مع الجانب الايراني من ضمنها استملاك ميناء وخمسة الاف هكتار من الاراض السورية، وقد صرح "خميس" في هذا الاطار بان توقيع هذه الاتفاقيات بين سورية وايران يشكل "نواة لرؤية كبيرة لاعادة اعمار سورية". (ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك