Advertisement

مقالات لبنان24

لو كان عندكم قلب.. اتركوا قلب "العم سعد" بسلام

سمر يموت

|
Lebanon 24
20-01-2017 | 09:17
A-
A+
Doc-P-259638-6367055042956103721280x960.jpg
Doc-P-259638-6367055042956103721280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
هناك في غرفةٍ مظلمة في مكانٍ بعيد عن الأنظار يقبع "العمّ سعد" مُحتجَزاً يجهل مصيره. يتحسّس الثواني الطويلة التي لا تنقضي. يفتقد أسرته التي اعتاد الإحاطة به. يستغرب تطويقه بأشخاصٍ لم يعهد وجوههم الجافّة في سهراته الدافئة. يخاف ابن الـ 74 ربيعاً على مصيره، تماماً كخوف طفلٍ من الغرباء. لكنّه يلحظ في عيون خاطفيه خوفاً أكبر من خوفه بأشواط. فالعمليّة التي أتمّها الخاطفون بنجاح لم تأتِ بـ"نتائجها المرجوة" بعد. كيف ذلك، وقد باتت هوياتهم معروفة لدى الأجهزة الأمنيّة وصار شريط "عمليّة الإختطاف" متداول في كلّ بيت ومن كلّ حدبٍ وصوب. لقد أيقن المتورّطون جيّداً أنّهم باتوا في عزلة ضيّقة، الإتصالات ممنوعة عليهم لأنّ تعقب الـ"داتا" سيُسهّل الإطباق عليهم.. هؤلاء باتوا محتجزين أكثر من المحتجز نفسه حتّى ولو صادروا هاتفه تفادياً للوصول إليهم. لم يفتح "العمّ سعيد" منذ يومين دكانه كالمعتاد، افتقده أهل شتورا وقبّ الياس وزحلة وكلّ البقاع. تحيّته الطيّبة غابت عن جيرانه وبسمته المعهودة ينتظرون عودتها على شفتيه المجعدتين. أحبّاؤه يرفضون المكوث في منازلهم، قرّروا الإعتصام في الطرقات واستراق لحظات الإستراحة في خيمةٍ نصبوها احتجاجاً.. ريثما يُعرف مصيره. لأهله ندعو بالصبر.. للخاطفين نقول: سلامة قلب سعد ريشا تتوق إلى حبّات الدواء الثلاثة عشر الملزم بتناولها يوميّاً، وعاطفة قلبه متعطّشة لغمر ابنه وبناته الأربع وتلمّس يدي زوجته الحنونتين.. بالله عليكم، أليس عندكم آباء، ألم تشعروا بقيمة الوالدين، ألم ينعم الباري عليكم بنعمة الأبوّة ؟ دوسوا على قلوبكم القاسية، وفكّوا أسر عجوز لم يبقَ له من الحياة سوى قليلا.. إتركوا قلبه المكبّل بثلاثة "رسورات".. إتركوا قلب ريشا يحيا بسلام.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك