Advertisement

منوعات

إعلام "التمايل الفموي".. سقطة ومبادرة فصفقة خطيرة آتية!

فاطمة حيدر Fatima Haidar

|
Lebanon 24
20-01-2017 | 10:39
A-
A+
Doc-P-259682-6367055043220156591280x960.jpg
Doc-P-259682-6367055043220156591280x960.jpg photos 0
PGB-259682-6367055043226162341280x960.jpg
PGB-259682-6367055043226162341280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من لا يهتم بـ"الرايتنغ" فليرمي زميله بحجر.. مقولة تعبر عن حالة المنافسة الواجب اتباعها لكسب وجذب المشاهدين، شرط أن لا تتحول المنافسة المشروعة الى زكزكات مَرَضية، أو إلى نهج لتقاذف الاتهامات التي لا تليق بالجسم الاعلامي ولا بأهدافه ولا رسالته، وهو وصل فعلاً إلى حدّ التطاول والاهانة الشخصية، فما يجري منذ فترة غير قصيرة بين بعض المنابر الإعلامية، إلى كونه يتنافى مع كل الأخلاقيات والتقاليد والقيم المهنية، تحول الى مهزلة اعلامية وسقطات متتالية. .."الرايتنغ" تحول الى هاجس لدى صناع القرار في المؤسسات الإعلامية قبل الاعلامي نفسه. ولعل المبادرة التي أطلقها مقدم البرامج عادل كرم ضمن برنامجه "هيدا حكي" والقائمة على وقف التساجل الاعلامي بين المحطات والبرامج، لينضم اليه لاحقاً كل من طوني خليفة وتمام بليق مبادرة حسنة.. وإن وجب الحذر لألف سبب وسبب. على أمل ألا تكون حلقة امس فقط للتنظير وأن نشهد تغيرا ملموسا، فمن ينضم الى المبادرة ليحلق بعيدا عن "الرايتينغ، ومن يقع في فخ "الراييتنغ" مجدداً؟ الغريب في الأمر أن الاعلاميين جميعهم تبرأوا من مسؤوليتهم تجاه التشويه الحاصل لمهنة الاعلام، وهو أمر أصبح لكثرته وبشاعة بعض صوره (من الفضائح وصولاً إلى عدم احترام المشاعر الانسانية مروراً بحفلات الشتم) عادياً في جوانب السياسة قبل الفن. رفع المتورطون في هذه السقطات راية الشرف والكفاءة والمهنية فجأة خلال الحلقة وبعدها، وألقى بعضهم اللوم على قناته، وكأنه يقول "أنا أداة لقناتي ومسيّر، ولست مخيّراً".. ما يحتم طرح السؤال الآتي: أين يكمن دور الاعلامي؟! خلال حلقة "العين بالعين"، انضم لإعطاء رأيه كل من "هبّ ودبّ"، فيما اللائحة المفترض مناقشة أدائها تنحصر بأسماء محدودة في هذا المجال بناء على حيثيات المتابعة والانتشار، حتى إن بعض ضيوف الحلقة تحول من متَهَم الى متهِم، فتمام بليق على سبيل المثال أصر على تحجيم ظاهرة ريما ديب، وأحد النشطاء كان له عتب على المواد التي تنشر خلال عرض حلقات The Gossip Show" لايلي باسيل.. اليست هذه اللجنة المفترضة بحاجة الى لجنة؟! وبالعودة إلى "الصفحة الجديدة" التي يعتزم الإعلاميون فتحها، من يرحب بها يكسب في نهاية المطاف من دون شك لتماهيها مع القيم العريقة في صناعة المهنة، لكن السؤال: هل الاعلامي بمقدوره الترفع عن متطلبات قناته بهذه السهولة؟ والى متى سيلتزم الاعلامي والقناة ببنود اتفاق "نبذ الرايتنغ"؟ فهل سنشهد مثلاً برنامج "للنشر" بلا نشر غسيل وفضائح على مستوى بائعي الهوى والمثليين وغيرهم، أو برنامج تمام بليق بلا شيفرات خيالية ومبالغات أسطورية؟! والأهم من كل ما ذكر، أين وزارة الاعلام والمجلس الوطني للاعلام؟ ومن الشكليات الى عمق المشكلة؛ هل يمكن لمبادرة كهذه ان تنجح بلا وضع ضوابط "عليا" تضمن نجاحها واستمراريتها؟ المشكلة في جوهرها لا تحتمل "اللف والدوران" كثيراً، فالإعلامي سالم زهران، وهو من هواة الكلام بكثرة على وسائل الاعلام، إلا أن طرحه لعمق وأساس الاشكالية كان لافتاً. أشار إلى أن المشكلة أكبر من مجرد تحديات، أو مجرد اعلانات، بل هي مشكلة النظام السياسي الطائفي المذهبي. قدم زهران الدليل معلناً عن صفقة تجري خلف الكواليس. وفي التفاصيل، بحسبه، يجري حالياً العمل على تشكيل "صندوق للاعلانات" يضم بعض البنوك وكازينو ولبنان وربما شركة "ميدل ايست" ليتم توزيعه على الوسائل الاعلامية ما يعني أن تكون وسائل الإعلام رهينة لاخفاء قضايا فساد تطال تلك القطاعات بذريعة التمويل؟! ختاماً.. شكراً لتواجد القديرة "سعاد قاروط العشي" التي قدمت مثالاً حياً للاعلامية الرزينة المثقفة، ومذيعة الاخبار المكتنزة بالثقافة والمثقلة بالخبرة والاتزان والتوازن العقلي، خلافاً للإعلاميات اللواتي وتحت ذريعة التطور والعصر الجديد، لا يستهويهن تقديم الخبر إلا بالتمايل الفموي والشعر المتطاير والعيون الجذابة، حتى بتنا وإن أخفينا صوت التلفاز، لا ندرك نوعية الخبر الذي يتلقاه المشاهد.. هل هو خبر عن انفجار أو عن علاقة محرمة أو عن قصة مضحكة؟! كلمة سحرية قالتها الاعلامية سعاد: "للاعلام رسالة".. فما هي رسالة الاعلام اللبناني وتحديدا منذ ما يقارب السنة حتى الآن؟ فوعةٌ وهمروجة وسقطة تلو الاخرى.. فصفقة آتية!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك