Advertisement

عربي-دولي

ماذا تبقى من آثار تدمر السورية؟

Lebanon 24
20-01-2017 | 15:17
A-
A+
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أثار تدمير تنظيم "داعش" لآثار جديدة في مدينة تدمر السورية ردود فعل دولية غاضبة، فصنفته الأمم المتحدة بـ"جريمة حرب" ووصفته موسكو بـ"المأساة الحقيقية". بعد أكثر من شهر على استيلائه مجددا على مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، عمد التنظيم إلى تدمير "التترابيلون" الأثري، وهو عبارة عن 16 عمودا، كما ألحق أضرارا كبيرة بواجهة المسرح الروماني. وقالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" إيرينا بوكوفا "هذا التدمير المتعمد جريمة حرب جديدة. إنها خسارة كبيرة للشعب السوري وللإنسانية". وأضافت "هذه الضربة الجديدة الموجهة إلى التراث الثقافي (...) تثبت مدى استهداف التطهير الثقافي الذي يقوم به المتطرفون للحياة البشرية والمعالم التاريخية من أجل حرمان الشعب السوري من ماضيه ومن مستقبله". وأكدت أن "حماية التراث لا تنفصل عن حماية الحياة البشرية". وقال مدير عام الآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم "دمر تنظيم داعش كما تلقينا من أخبار منذ عشرة أيام التترابيلون الأثري وهو عبارة عن 16 عمودا". وأضاف "كما أظهرت صور أقمار اصطناعية (...) أضرارا لحقت في واجهة المسرح الروماني". وبدا من خلال صور الأقمار الاصطناعية وكأن الدمار طال الجزء الأكبر من واجهة المسرح الروماني. وهو الذي طالما استضاف مناسبات موسيقية ومسرحية، ويعد من أبرز المعالم السياحية في سوريا، إذ ظهرت صوره في العديد من الحملات الترويجية والبطاقات البريدية. التراث السوري في خطر واستولى التنظيم في 11 كانون الأول مجددا على مدينة تدمر، بعد أكثر من ستة أشهر من سيطرة الجيش السوري عليها. وكان التنظيم استولى المرة الأولى على تدمر في أيار العام 2015، وارتكب طوال فترة سيطرته عليها أعمالا وحشية، بينها قطع رأس مدير الآثار في المدينة خالد الأسعد (82 عاما) وعملية إعدام جماعية لـ25 جنديا سوريا على المسرح الروماني. كما دمر آثارا عدة بينها معبدا بعل شمسين وبل وقوس النصر وأخرى في متحف المدينة. أعمال همجية وفي روسيا، وصف ديمتري بسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما حصل بأنه "مأساة حقيقية من وجهة نظر التراث الثقافي والتاريخي. الإرهابيون مستمرون في أعمالهم الهمجية". وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف بدوره "الهمجيون يبقون همجيين. مثل هذه الأفكار والممارسات لا مكان لها في الحضارة الحديثة". من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن التدمير "يشكل دليلا إضافيا على رغبة المجموعة الإرهابية في إنكار التاريخ الألفي والتعددية الثقافية للشرق الأوسط". ويعود تاريخ مدينة تدمر المعروفة بـ"لؤلؤة الصحراء" إلى أكثر من ألفي سنة. وتشتهر تدمر التي تقع في قلب بادية الشام وتلقب أيضا بـ"عروس البادية" بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها. دمار كامل وتعتبر سوريا مخزن كنوز أثرية من ثقافات مختلفة تتراوح بين المساكن والأسواق من عصور ما قبل التاريخ، وصولا إلى الآثار اليونانية والرومانية والحصون الصليبية. وإن كان لتنظيم "داعش" دور كبير في تدمير جزء من هذا التراث، فإن المعارك التي شهدتها سوريا ألحقت الدمار أيضا بالكثير من المواقع الأثرية، وأبرزها المدينة القديمة في حلب. وشكلت المدينة القديمة في حلب منذ العام 2012 خط تماس للمعارك. وأعلنت اليونسكو الجمعة أن "الدمار الكامل" طال 30 في المئة من المدينة القديمة جراء المعارك، فيما لحقت "أضرار بالغة" بما تبقى منها. وأرسلت اليونسكو بعثة إلى حلب بين 16 و19 كانون الثاني، تبين خلالها "الضرر البالغ" الذي لحق بالقلعة الصليبية وبالجامع الأموي الذي انهارت مئذنته العائدة إلى القرن 11. (أ.ف.ب - فرانس 24)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك