Advertisement

صحافة أجنبية

بالاذن في ترامب وأوباما

Lebanon 24
21-01-2017 | 21:10
A-
A+
Doc-P-260220-6367055047302866761280x960.jpg
Doc-P-260220-6367055047302866761280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
للبعض أن يرى الصورة بالمقلوب ويعتبر ذلك صحيحاً: مهم «دخول» شخص مثل دونالد ترامب الى البيت الأبيض، لكن الأهم هو «خروج» شخص مثل باراك أوباما منه! طبيعي أن يقال إنّ رئيس الولايات المتحدة محكوم بقيود قانونية ومؤسساتية لا مثيل لها في غيرها من الدول، وان قدرته على الحكم مغلولة بألف باب وحساب وآليات رقابية دستورية ومدنية كبيرة وأكيدة وجدّية، وليس الإعلام (وأي إعلام!) سوى الوجه الأوضح والأشرس فيها.. لكن طبيعي جداً في المقابل أن يؤخذ «الرئيس» بصفته التامة، أي باعتباره صاحب أخطر منصب على وجه الأرض، وأن تجري متابعته بدقّة تفصيلية لا مكان فيها للاسترخاء، وفي أي مجال.. حتى لو عطس! وطبيعي بعد ذلك، أن يفترض البعض أن دولة مثل الولايات المتحدة لا يمكن أن تضع مصيرها (ومصير العالم معها) في يدي شخص واحد أياً يكن. ومعنى هذا، أن ساكن «البيت الأبيض» يستطيع اللعب بالديكور الداخلي لذلك البيت، لكن لا يستطع نقله ولا تهديمه! أي يستطيع أن يضع دمغته الشخصية على إستراتيجية عامة، لكنه لا يضعها هو بل الأحرى أنه «يأتي» لتنفيذها والاعلان عنها ومتابعتها والتسويق لها.. أما صنّاعها فهم صفوة دولة الظل العميقة والفعلية الذين (على ما تقول الحدّوتة التآمرية) يمثّلون مراكز القوى الفعلية، في عوالم المال والاقتصاد والصناعة العسكرية والاستخبارات.. والفلسفة! وبرغم بذلك، فإن خصائل الرئيس تطغى على المشهد العام وتغيّب عوالمه غير المنظورة.. وفي هذا، فإن المقارنة بين ترامب وأوباما تميل للوهلة الأولى، (الطبيعية!) لصالح الثاني، المثقف، المعتدل، الموزون، الهادئ «العصامي» الذي بنى نفسه بنفسه، المجالد والمجرب.. وليس للأول (الرئيس الراهن) الذي لم يبقَ وصف سيئ ومهين إلا وأُسبغ عليه! لكن، لذلك البعض الذي لا يخفي في كل حال، ابتهاجه بذهاب أوباما أخيراً الى بيته.. أن يجد في شخصية ترامب ما يريح أكثر من سلفه: هذا واضح ولا يحب الغموض. ومباشر ولا يبدو مولعاً بالزوغان. ومختصِر ولا يهوى الثرثرة.. ومبادر مباغت لا تعوزه الشجاعة (أو التهور!) وليس خبيثاً انكفائياً. أو إنهزامياً أو من هواة الهرولة الى الخلف! أو إيثار السكينة والتردد على الإقدام والحسم!.. هذا رئيس يشهر عداءه وصداقاته ولا يقول شيئاً ويضمر عكسه! .. وفي عالم النكبات الذي نحيا تحت ظلاله الوافرة في منطقتنا، جيد ومهم أن يأتي رئيس أميركي «واضح» الى هذا الحد! لأن النكبة الغامضة أقسى وأمر من تلك الملتبسة!... وشيء من الرأفة بالضحية، أن يُعرف وجه الجلاّد وهويته، على الأقل! (علي نون - المستقبل)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك