Advertisement

مقالات لبنان24

"القوات" عند "حزب الله"... كمان وكمان

زينة ابو رزق

|
Lebanon 24
22-01-2017 | 01:15
A-
A+
Doc-P-260258-6367055047587339231280x960.jpg
Doc-P-260258-6367055047587339231280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يقيم "حزب الله" الأربعاء المقبل احتفالا تكريميّاً للصحافي المخضرم طلال سلمان وجريدة "السفير"، التي أقفلت مكاتبها أول هذا العام، في حضور وزير الاعلام ملحم الرياشي المدعو للمشاركة في هذه المناسبة من قبل هيئة التعبئة الإعلامية في الحزب. واذ تبدو دعوة الرياشي في هذه المناسبة اجراء عادياً روتينياً، كونه الوزير المعني بالحفل وممثل الدولة اللبنانية فيه، الا أنّ سرعان ما كثرت التساؤلات حول ما يمكن استنتاجه من جرّاء هذه الدعوة التي، بالرغم من صفتها الرسمية بين فرع إعلامي في حزب لبناني وبين الوزير المعني، لا بدّ من أنّها قد نالت مسبقاً موافقة "حزب الله" عليها، قبل توجيهها إلى مسؤول رفيع في "القوات اللبنانية"، نظرا إلى حساسيّة الموقف ودقّة العلاقة - أو اللا علاقة- بين الطرفين. وسرعان ما ترافقت هذه الدعوة بتكهّنات حول ارتباطها بشكل أو بآخر بما يحكى عن حوار مرتقب بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية"، على وقع الشائعات والتوقعات المتصاعدة في الآونة الأخيرة حول الانفتاح من الجهتين على حوار، ولو بحدّه الأدنى بينهما. وتعليقا على هذه التساؤلات، يقول مصدر قواتي رفيع أنّه حتى الساعة "لا تفاوض بين "حزب الله" وحزب "القوات اللبنانية"، بل تواصل فقط"، وهو أمر طبيعي كون الجهتين يجلس ممثلوها سويا في صفوف الحكومة كما في مجلس النواب. وأشارت المصادر الى أنّ هذا التواصل موجود بشكل خاص بين الوزير الرياشي والنائب حسن فضل اللّه، وهو رئيس اللجنة النيابية للإعلام، ما يجعل لقاءات الرجلين والتشاور بينهما أمراً لا بدّ منه أصلا. الا أنّ كون الرياشي قد استلم ونجح في إنجاز بعض الملفات الصعبة منذ حين، من ورقة الإعلان عن النوايا بين "القوات" و"التيار العوني"، الى تحالف معراب، الذي على أساسه تبنّى حزب "القوات" ترشيح العماد ميشال عون، فليس مستغرباً أن يخبّئ أي "تواصل" يشارك فيه وزير المصالحات مغزىً أبعد من المباح به. وبالرغم من تصنيف الجهات المعنية دعوة الرياشي الى احتفال "حزب الله" بالعملية الروتينية والتي لا بعد سياسي لها، الا أنّ ثمة من يؤكد في محيط حارة حريك أن أي دعوة من هذا النوع من قبل وحدة أو فرع في "حزب الله" لأي جهة يعتبرها هذا الأخير في المقلبّ السياسي الآخر، لا يمكن أن تتمّ من دون موافقة سياسية في صفوف الحزب عليها، حتى ولو أنّ المدعو هو وزير معني بالحدث، اذ كان ممكنا ابقاء الحفل على نحوٍ مبسّط، فلا حاجة عندئذٍ لدعوة أي وزير، خصوصا انّه لن يكون للرياشي كلمة في الحفل بل أنّ مشاركته ستقتصر على وجوده فيه. وتشير هذه الأوساط الى أنّ الشكليات مهمّة في نظر "حزب الله"، لافتة في هذا الإطار الى أنّها المرة الأولى التي يتمّ دعوة مسؤول قواتي الى حفل يقيمه "حزب الله"، وفي ذلك دلالة لا يمكن تجاوزها مهما كانت الظروف التي أدّت الى هذه الخطوة. واللافت أنّ هذه الدعوة تأتي بعد ما سُرّب عن قرار اتّخذه مجلس الشورى في "حزب الله"، وهو الهيئة السياسية الأعلى للحزب، في أوائل الشهر الجاري، بفتح "قنوات تواصل" مع "القوات". وقد سبق هذا القرار كلام للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، الذي أشار فيه الى أنّ "القوات اللبنانية" مكوّن أساسيّ في المجتمع اللبناني ولا أحد يستطيع نكران ذلك. رسائل غزل! في المقابل، كثرت مؤخراً رسائل الغزل من "القوات اللبنانية" في اتجاه حارة حريك، ان بإرسال وفد قواتي الى السفارة الإيرانية للقيام بواجب التعزية بالرئيس الايراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، أو بتحبيذ جعجع العلني لفكرة أن يزور الرئيس ميشال عون ايران على غرار زيارته للملكة العربية السعودية وعدم ممانعته المساعدة الإيرانية للجيش اللبناني في حال عرضت عليه، وفي كلّ ذلك مواقف غير مألوفة من قبل الخصم الأشدّ للخط الاستراتيجي الايراني. وتعتبر أوساط متابعة لموضوع "حزب الله"- "القوات" أنّه بالرغم من أنّ الفريقين نقيضان سياسيان على أكثر من صعيد، الّا أنّ للجهتين مصالح واعتبارات قد تدفع بهما الى تقصير المسافة بينهما، ولو لم يُنجز تلاقٍ حقيقي بينهما. فلا يخفى على أحد أنّ لرئيس "القوات" سمير جعجع عيناً على الرئاسة في مرحلة لاحقة، ما يستوجب رفع الفيتو عنه من قبل "حزب الله"، الأمر الذي قد يتطلّب شبه معجزة نظراً إلى اللتباعد الاستراتيجي بين الطرفين. وفي كلّ الأحوال فإن هذه المؤشرات تستلزم عملاً دؤوبا لا بدّ من أن يبدأ منذ الآن، على أساس أنّه بالرغم من التناقضات الأساسية بين الجهتين، فكلّ شيء يبقى ممكناً في السياسة. وأما الحزب، فبفتحه قناة تواصل مع "القوات"، ولو محدودة، فهو يستجيب بذلك لضغط ومطلب في هذا الاتجاه من حليفه الرئيس ميشال عون منذ حين من جهة، كما أنّه يراعي الشارع المسيحي بشقيه القويين، التيار العوني والقوات، من جهة أخرى، قبيل انتخابات نيابية تعد بأن تكون ساخنة في ضوء القوة المسيحية المتوقع أن يكون لها كلمة الفصل في الاستحقاق الآتي.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك