Advertisement

مقالات لبنان24

هل إنعطفت أنقرة حقّاً بإتجاه الأسد؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
24-01-2017 | 05:07
A-
A+
Doc-P-261352-6367055055244472751280x960.jpg
Doc-P-261352-6367055055244472751280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا يمكن فهم الإنعطافة التركية بإتجاه روسيا والتي إنعكست لمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد إلا بربطها بالإندفاعة السياسية المفترضة للإدارة الأميركية الجديدة، والتي يبدو أنها تضع في أولوياتها التقارب والتناغم مع موسكو خاصة حول الملفات المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط. من هنا يمكن القول أن التقارب التركي مع روسيا هو هدف لكنه ليس الهدف الوحيد، بل يخفي وراءه رغبة بتحسين العلاقة مع واشنطن - ترامب وإعادتها إلى زخمها السابق. ويقول مطلعون أن من يريد التقارب مع ترامب في المنطقة عليه القيام بأمرين، معاداة الإرهاب بمفهومه "الترامبي"، الذي يشمل إضافة إلى الحركات المتطرفة مثل "داعش" و"جبهة فتح الشام"، حركة الإخوان المسلمين حول العالم، وهو ما يرضي مصر وبعض دول الخليج. أما الأمر الثاني فهو حسن العلاقة مع روسيا التي استطاعت خلال سنتين إستيعاب كل دول المنطقة على تناقضاتها، من مصر إلى السعودية فتركيا وإيران، وقبل كل شيء إسرائيل. وقبل أيام، قال نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك إن "الوقائع على الأرض تغيّرت بصورة دراماتيكية، ولذلك لم يعد بإمكان تركيا الإصرار على التوصل إلى تسوية من دون الرئيس السوري بشار الأسد، فهذا ليس أمراً واقعياً. علينا أن نعمل بما هو متاح لنا". التصريح التركي يبدو كأنه نتيجة مباشرة لموافقة أنقرة على محاربة "جبهة فتح الشام" (النصرة) إضافة إلى محاربتها "داعش"، خاصة أن رفع الغطاء عن هذه التنظيمات يعني، وفق توازنات القوى الحالية، بقاء الأسد على رأس السلطة السورية، مع إدخال المعارضين إلى حكومة التسوية الأولى.. في المقابل، تحتاج أنقرة من علاقتها بواشنطن وموسكو إلى أمرين، الأول يرتبط حصراً بالجانب الأميركي وهو تسليم فتح الله غولن، أما الهدف الثاني ويشمل كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية فهو قطع العلاقات مع الفصائل الكردية وعدم تغطية إقامتها دولة مستقلة أو حتى حكم ذاتي شمال سوريا.. تحجيم الدور الكردي يتطلب من أنقرة التعاون مع النظام السوري، بإعتباره القادر والأفعل على محاصرتها والحدّ من نفوذها، وهو أمر يرضي طهران أيضاً، وهذا يؤكد ما أشار إليه مصدر ميداني سوري لـ"لبنان 24"، إذ قال أن الدخول التركي إلى سوريا كان مفيداً في مكان ما، إذ بدأ الأكراد يفاوضون الحكومة السورية على مسألة الحكم في القامشلي والحسكة، وهو ما كان مستبعداً في السابق، عندما وصل الأمر بالفصائل الكردية إلى فتح جبهات مع الجيش السوري والدفاع الوطني في تلك المحافظة من موقع القوة.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك